حمل مؤجل الدورة 27 من البطولة الاحترافية التي جمعت فريق الفتح الرياضي بفريق اتحاد طنجة، عصر أول أمس الأربعاء بالمركب الرياضي الأمير مولاي الحسن بالرباط، بوادر تحقيق أول فوز بالبطولة، بعد مرور 70 سنة على تأسيس فريق الفتح الرياضي، وهو حلم يراود الإطار الوطني وليد الركراكي، الذي يطمح إلى تحقيق إنجاز تاريخي سيخلد اسمه ضمن كبار أسماء الفتح الرياضي. الركراكي إذا فاز بلقب البطولة، سيكون قد أهدى لقبين للفتح (كأس العرش ودرع البطولة)، وبالتالي تحقيق ما حلم به الكثير من المدربين الذين تعاقبوا على الإدارة التقنية لفريق الفتح. حلم الفوز بدرع البطولة جعل وليد الركراكي يضع نصب عينيه الفوز بمباراة فريقه ضد اتحاد طنجة، الذي هو أيضا له الكثير من الأحلام صحبة المدرب عبد الحق بنشيخة، والذي كان إلى وقت قريب ينافس على البطولة أو المراتب الأولى. هذا كله جعل المدربان يديران المباراة بكثير من الحذر في شوطها الأول،حيث كانت تلعب على جزئيات بسيطة. كما كانت تدار بمكر كبير، لأن كل مدرب كان يحاول جر الآخر إلى مجاراته في لعبه من أجل تنويم المباراة، وبالتالي اختيار الوقت المناسب لمفاجأة الفريق المنافس. فبنشيخة ملأ وسط الميدان وجعل الدفاع يتكون من أكثر من جدار، في حين كان وليد يراقب ويدافع ويناور بواسطة كلا من باتنا، الذي لم يظهر بمستواه المعهود، وعبد السلام بنجلون، الذي وظف كرأس حربة ثابت وقار لكي لا يغامر بنشيخة بالهجوم بقوة عددية كبيرة. كما كثف الحضور الدفاعي للاعبيه، حيث كان كل مهاجم طنجاوي يجد نفسه مطالبا بتجاوز مدافعين أو ثلاثة، وهذا ما حد كثيرا من مناورات اتحاد طنجة. وبما أن وليد الركراكي كان يعرف جيدا بأن قوة بعض لاعبيه في الكرات الثابتة، والتسديد من بعيد، فكان ذلك سلاحا بين يدي باتنا والنهيري، لكنهما لم يبلغا المراد، لأن الضغط كان قويا على الأعصاب، فغاب التركيز الكافي. وفي الشوط الثاني، دخل لاعبو الفتح برغبة كبيرة في التسجيل، فتحركت آلة باتنا وفوزير والنهيري وبولهرود وسكومة، فأصبح كلا من المدافعين خاليص ومانداو، يتحولان إلى مهاجمين عند كل كرة ضربة ثابتة. مقابل ذلك خفف بنسيخة من القوة العددية، التي كان يملأ بها وسط الميدان، وحرر كثيرا بدر الكشاني وسكور ومعاوي وأيوب الخاليقي وأسامة الغريب وهيرفي، وذلك من أجل الحد من هجومات الفتح، وإبعاد الضغط على دفاعه. كما بدأ الجوء إلى الكوتشينغ عبر الالتفات إلى دكة الاحتياط. فبدأت التغييرات، وظهر من خلالها وليد برغبة في التسجيل، وأعلن من خلالها بنشيخة طموحه لمباغتة الحارس الحواصلي. النجاح في الكوتشينغ كان حليف الركراكي لما سجل المدافع مانداو الهدف الأول في الدقيقة 71 . هدف جعل المباراة تدخل الفرجة، فاستمتع الجمهور بكثير من الجمل الكروية الجميلة، وتلك الانسيابية في الهجومات، مع البحث على تعزيز الهدف من طرف الفتح. وبحث بنشيخة عن هدف التعادل للعودة ولو بنقطة واحدة، قد تبقي طموحاته في احتلال المراتب الأربعة الأولى. الحلم تحقق في وقت حرج، وكان في الدقيقة 90، بواسطة اللاعب هيرفي بعد خطأ في التغطية الدفاعية وخطأ في تموضع الحارس الحواصلي. هدف اتحاد طنجة في الدقيقة 90، جعل كل عشاق الفتح ييأسون من البقاء في الصراع على البطولة. وحده وليد كان يؤمن بأن كل الحظوظ قائمة إلى حدود إعلان الحكم على نهاية المباراة. وبما أن الحكم كان قدر الوقت بدل الضائع في أربع دقائق، وبما أن وليد كان قدر قبل ذلك بأن الموقف يتطلب إشراك نايف أكرد، فقد تمكن الأخير من تسجيل هدف الفوز، الذي يزن ذهبا لأنه جاء في الدقيقة 92 . الهدف جعل الضغط يزداد أكثر على لاعبي ومشجعي الفتح، وكان حماما باردا على مشجعي اتحاد طنجة، الذين حضروا من أجل تشجيع فريقهم. وبقي الحال إلى أن أعلن الحكم اليعقوبي عن نهاية المباراة بانتصار ثمين لفريق الفتح الرياضي، الذي أصبح يبتعد بفارق نقطتين عن الوداد، الذي كان متزعما للبطولة. وبذلك لم يعد تحقيق اللقب مرهونا إلا بإرادة لاعبي الفتح فيما تبقى من دورات، وستكون القادمة ضد الكوكب المراكشي الجريح والمنتشي بانتصار على حسنية أكادير، وفي آخر مباراة سيواجه المولودية الوجدية، الباحث عن طوق نجاة. وبهذا الانتصار يكون الفتح قد ضمن رسميا تأشيرة الحضور في الموسم المقبل في مسابقة دوري أبطال إفريقيا، كيفما كانت نتائجه في الجولتين المقبلين.