قبل ست سنوات، كان الملك قد قال، مساء يوم الاثنين 29 يوليوز 2019، إنه »يتألم شخصيا، ما دامت فئة من المغاربة، ولو أصبحت 1في المئة، تعيش في ظروف صعبة من الفقر أو الحاجة. «.. معدل الفقر المطلق، حسب نتائج البحث الوطني حول مستوى معيشة الأسر، استقر سنة 2023 في3,9 في المئة لكن الحكومة لا تتألم. الحكومة تتكلم! تتحدث عن الأماني التي تتراءى لها في الأفق الكروي للأرض والرياضة معا! تتكلم وتبتسم وتنظر إلى المستقبل، تنظر إلى البعيد.. إلى المونديال! قلنا البارحة إن الفقير المطلق، أي المدقع، الذي يعاني من الحاجة، هو الذي تحدد معدل مدخوله في 12 درهما يوميا.. يكون عليه أن يؤمن بها الماء. والكهرباء والتغذية والسكن والتعليم.. بالنظر إلى الأثمنة الحالية لن يكون له ذلك. ولو اجتمع الفقراء المدقعون كلهم، و"داروا دارت"« في ما بينهم !! خذ الدجاجة مثلا. يمكنها أن تسافر إلى ..تازة» لكنها قد لا تصل إلى بيت المغربي أو المغربية الفقيرة.! للحصول على كيلو من الدجاج مثلا، يجب أن يشكل الفقراء المطلقون جمعية أو تعاونية من ثلاثة أشخاص على الأقل.. لكن الحديث عن الدجاجة يقلق الحكومة: بل من الممكن أن يسبب انشقاقا فيها إذا ما دار الموضوع حولها. الكبش المندوب لجرح لا يساوم في الأضحية .. ليس أكثر حظا منها. السمك نفسه.. الجفاف .. لا أعتقد بأن الذين يسارعون إلى تقديم »السي في CV « السياسي. لشغل منصب الحكومة الآتية جديون ! عفوا، ليسوا كذلك، وها دليلي: قبل المونديال، وعدونا بحكومة الدولة الاجتماعية ما الذي تم فيها فعليا ؟ قبل المونديال كان الوعد بحكومة النموذج التنموي الجديد ما الذي تم فيها؟ لن أقول لا شيء، لكن قبل حكومة المونديال ..تم إنجاز «البنيات التحتية، والإصلاحات المؤسسية» الجيدة المنجزة، فهل كانت،على أهميتها، تكفي وحدها. كلا، كما قال جلالة الملك نفسه منذ ست سنوات خلت! وهل شملت آثار هذا التقدم وهذه المنجزات، بما يكفي، جميع فئات المجتمع المغربي.؟ للأسف لا، كما يقول ملك البلاد! ليس الفقراء وحدهم من لا ينتظرون حكومة المونديال! الطبقة الوسطى نفسها يقول البحث إنها في تفكك. الأرقام بليغة. والحال أن الدولة الأمة( اسمحوا لي ببعض الكلام الغليظ) لا بد لها من: تراب وطني، وليس لي أن أتحدث عن علاقة الحكومة بذات التراب..! تراب وطني لا بد له من حد أدنى من الاستقلال الاقتصادي : ولي أن أسال عن حدود الاستقلال الاقتصادي في بلادنا، أمام عجز السيادة الغذائية والصحية والطاقية.. وعن السيادة الفلاحية: موضوع دجاجتنا اليوم! المهم أن كل خلل في هذا الاستقلال الاقتصادي يجعل الدولة الوطنية معطلة.. ثالث الشروط وجود »بناء طبقي يعمل بطريقة صحيحة توجد في قلبه الطبقة الوسطى».. طبقة يتجاوز دورها توفير شروط التفاهم بين النخبة الحاكمة والجماهير، بل دور الحكمة، وكل مس بهاته الطبقة.. في ما يخص دورها في تنشيط الديموقراطية والإثراء الثقافي وتنشيط الاقتصاد، يؤدي إلى تدمير الدولة بشكل من الأشكال .. كلام غليظ…ربما ما زال عالقا في «مرميطة» الإيديولوجيا القديمة! لكنه الكلام نفسه الذي تقول به السوسيولوجيا الحديثة، وتقارير. المنظمات الدولية..! وبناء على ما سبق فإن ما قد يكون منطقيا هو أن تكون لنا حكومة.. حكومة بطولة محلية … قبل المونديال؟ بطولة وطنية في الشفافية بطولة وطنية في السيادة الغذائية وتوفير الدجاج والخبز والغاز والشغل.. حكومة بنسبة النمو التي تعادل الشركاء الأوروبيين ونسبة التغطية الصحية التي تعادل الشركاء الأوروبيين.. في مونديال 2030! وإلى أن يتحقق ذلك .. لا بد أن نقول مع شعبنا: سيري يا دجاجة ل. تازة!