كشف عادل الفقير، المدير العام للمكتب الوطني للمطارات، عن أبرز ملامح استراتيجية المؤسسة الجديدة "مطارات 2030′′، التي تمثل مخططا واعدا لتحديث البنيات التحتية، وتجويد تجربة الزبون ومطابقتها مع المعايير الدولية ومباشرة تحول عميق للمكتب الوطني للمطارات. وأفاد الفقير، في ندوة صحافية أقيمت بالمناسبة بالدارالبيضاء، بأن خارطة الطريق الجديدة المعلن عنها من قبل "مكتب المطارات"، تأتي تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس، الصادرة خلال انعقاد المجلس الوزاري بتاريخ 4 دجنبر الماضي، وتستهدف مواكبة الدينامية التنموية للمملكة، وتحضير قطاع النقل الجوي لمواجهة التحديات التي تنتظره خلال السنوات الخمس المقبلة. وشدد المدير العام للمكتب الوطني للمطارات خلال استعراضه المحاور والمشاريع المبرمجة في إطار "مطارات 2030′′، على أن الشروع في تنزيل الاستراتيجية "تطلب تعبئة فرق عمل المكتب، في أفق كتابة صفحة جديدة من تاريخ النقل الجوي المغربي"، موضحا أن هذه الرؤية تأتي لتؤشر على بداية منعطف حاسم، تضافر فيه الابتكار والتغيير والطموح للارتقاء بالبنيات التحتية المطاراتية للمملكة نحو أحسن وأجود المعايير الدولية المعتمدة بهذا القطاع. وأضاف المسؤول ذاته أن "مسار الزبون سيشهد، بدءا من تدبير الأجواء إلى توسيع منشآتنا المطاراتية، انطلاقا من المطار نحو معالجة الأمتعة عند الوصول، أو عند المغادرة، من التسجيل نحو الإركاب، تغييرا مهما ولافتا، شرعنا في بلورته منذ مدة، ليصبح مسارا رقميا وبشريا في آن واحدا". من جهته، أشار بلاغ صادر عن المكتب الوطني للمطارات، عقب الندوة الصحافية، إلى تجند كل الفاعلين والمتدخلين، على رأسهم المديرية العامة للأمن الوطني، والدرك الملكي، وإدارة الجمارك، إلى جانب وزارتي الداخلية والنقل واللوجستيك، استنادا إلى رؤية والتزام مشتركين، من أجل الاشتغال سويا بهدف جعل المطارات المغربية مراكز استراتيجية، مرتبطة فيما بعضها وجذابة، وفي مستوى التطلعات الاقتصادية والسياحية والمواعيد والاستحقاقات الرياضية الكبيرة التي تستعد بلادنا لتنظيمها. وترتكز استراتيجية "مطارات 2030′′، حسب البلاغ ذاته، على 3 محاور، هي: تطوير البنيات التحتية، وبلورة تصور جديد لتحسين تجربة الزبون، وتحول المكتب الوطني للمطارات، موضحا أنه "في خضم هذه الدينامية، يعتزم المكتب الوطني للمطارات تحديث وتوسيع المنشآت المطاراتية الرئيسية. ويأتي مطار محمد الخامس في قلب هذا التحول، حيث سيشهد ارتفاعا في قدرته الاستيعابية التي ستنتقل من 14 مليون مسافر إلى 35 مليونا بحلول سنة 2029، وليتحول بذلك إلى محور قاري ودولي يربط إفريقيا بأوروبا، وآسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية". ولفتت الوثيقة ذاتها النظر إلى بنيات تحتية أخرى ستشهد بدورها تحولا من هذا القبيل. يتعلق الأمر بمطارات مراكش وأكادير وطنجة وفاس، حيث ستباشر بها أشغال للتوسعة بهدف مضاعفة قدراتها الاستيعابية لمواكبة النمو المتزايد للنقل الجوي بها، فيما ستنكب الاستراتيجية المشار إليها على تحسين تجربة الزبون، وذلك بالاعتماد على أحدث التكنولوجيات بمجال الرقمنة والابتكار. ففي هذا الصدد، يطمح المكتب الوطني للمطارات إلى جعل المطارات فضاءات حقيقية للعيش متصلة، تصبح فيها كل مرحلة من مسار المسافر-بدءا من التسجيل وإلى غاية الإركاب-مرحلة سلسة بفضل الاعتماد على آخر التكنولوجيات الحديثة. صفة قانونية وهوية بصرية جديدتين أطلق المكتب الوطني للمطارات تحولا مؤسساتيا عميقا، بالتحول نحو صفة قانونية جديدة ستمكنه من الاشتغال بمزيد من النجاعة والفعالية. كما سيتيح هذا الانتقال إمكانية التحول إلى شركة مساهمة، فيما ستواكب استراتيجيته الجديدة بروزا قويا للرأسمال البشري، بوضع فرق عمل المكتب في قلب هذا التحول الجذري والعميق، حيث يراهن الفاعل المطاراتي على تعزيز الكفاءات وتحديث طرق ومناهج العمل، عبر تنظيم برامج للتكوين المستمر، وتوظيف الخبرات، واعتماد الممارسات الفضلي المتداولة على الصعيد العالمي. وفي خضم هذا المنحى، "يعتزم المكتب الوطني للمطارات فسح المجال أمام الابتكار الداخلي لبروز ثقافة الامتياز، بتشجيع المبادرة الخلاقة، والتعاون والتحسين المستمر. وسيرتقي رجال ونساء المكتب الوطني للمطارات إلى فاعلين أساسيين في عملية التحديث، بمساهمتهم في الارتقاء بمطاراتنا إلى مطارات مرجعية، يضرب بها المثل في حسن وحفاوة الاستقبال، والتدبير والخدمات الجيدة المقدمة للوافدين على بلادنا"، كما أكد على ذلك عادل الفقير. وللإشارة، يستعد المكتب الوطني للمطارات لاعتماد هوية بصرية جديدة تعكس الطموح المتجدد للمغرب في مجال الطيران والربط الدولي، في الوقت الذي يراهن من خلال استراتيجية "مطارات 2030" على رفع تحديات النقل الجوي المستقبلي وفرض نفسه كفاعل متميز ووازن بالساحة الدولية. ويندرج هذا المخطط الطموح ضمن دينامية أوسع وأشمل، تتميز على وجه الخصوص بالاستعدادات لكأس العالم 2030، باعتباره حدثا دوليا بارزا سيضع المملكة تحت أنظار العالم أجمع.