أربعة آلاف متفرج من عشاق القلعة الخضراء لم يتحقق حلمهم بالاحتفال بالتأهل إلى نهائي كأس العرش، بالرغم من كونهم كانوا يعتقدون بأن انتصار الرجاء في مباراة الذهاب بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، هو طريق معبد نحو طنجة التي ستحتضن مباراة النهاية يوم 18 من الشهر الجاري،خاصة وأن المباراة تخطت الدقيقة 81 . أول عثرة صادفت فريق الرجاء كانت في الدقيقة 82 من مباراة إياب نصف نهائي الكأس، الذي احتضنه المركب الرياضي الأمير مولاي الحسن، عصر أول أمس الأربعاء، عندما استطاع اللاعب المهدي خاليص تسجيل الهدف الأول لفريق الفتح. الهدف أطفأ حماس مشجعي الرجاء الرياضي، وأصابهم صمت القبور بعدما كانوا يساندون فريقهم بكل أنواع أناشيد الخضراء منذ الدقيقة الأولى من المباراة. وحتى يزداد غرقهم في الصمت، سيضيف النهيري الهدف الثاني في الدقيقة 88، وبذلك تأكد لهم بأن المدرب كرول لم يأت من ورائه إلا الهزيمة والانكسار، فكان الغياب عن نهاية كأس تحلم كل الأندية بلعبها. وتساءل كل من تابع اللقاء عن سر إبقاء المدرب كرول كلا من الحافظي وجحوح والصالحي في دكة الاحتياط، بالرغم من الإمكانيات العالية التي يتوفرون عليها، كما تساءلوا عن السر في إسناد مهمة وسط الميدان لكل من جبيرة و أولحاج. هذه الاختيارات البشرية والتكتيكية حدت كثيرا من قوة الهجوم، فقد كان الوادي مطالبا بتهيىء الكرات لنفسه وهذا ما جعله يكون منهكا عند الأمتار الأخيرة، وبذلك أضاع الكثير من الفرص. ومن خلال مجريات المباراة،يظهر بأن الانتصار في مباراة الذهاب جعل مدرب الفريق الأخضر كرول ينام في العسل، باعتماده نهجا دفاعيا، عبر ملء وسط الميدان والاكتفاء بالمرتدات السريعة، التي لم تكن قادرة على إدخال الشك إلى فريق الفتح، وإضافة المزيد من الضغط عليه. مقابل ذلك كان الفريق الرباطي يلعب بروح قتالية عالية، ويبتعد كثيرا عن مجاراة فريق الرجاء في لعبه، لأن وليد الركراكي كان يعلم بأن إخراج لاعبي الرجاء من القوقعة الدفاعية يتطلب تنويع اللعب الهجومي، بالاعتماد على التوغل من وسط الميدان، بواسطة مراد باتنا ونبيل باها وآدم النفاتي وفوزير. ومن خلال أطوار المباراة، يظهر بأن فريق الفتح الرياضي، وإلى الجانب الإعداد التقني، يظهر أيضا بأن وليد الركراكي راهن كثيرا على الجانب النفسي والذهني، لأن لاعبي الفتح تمسكوا بكامل حظوظهم إلى آخر دقيقة من المباراة، وحققوا نتيجة التأهل، كما أن الركراكي عرف كيف ينجح في "الكوتشينغ" وكيف يحول اللاعب المهدي خاليص من مدافع إلى مهاجم، واستطاع تسجيل الهدف الأول، كما عرف كيف يجعل لاعبيه يتفوقون في الكرات العالية، وذلك بإدخال اللاعب سكور بديلا للاعب بنجلون. وفي المقابل بدا فريق الرجاء وكأنه وثق كثيرا في قدرته على الحفاظ على تفوق الذهاب، وبالتالي أجهد كثيرا نفسه في الدفاع، وكان ينتظر كثيرا صافرة النهاية، وهذا من أكبر الأخطاء التي ارتكبها المدرب كرول، الذي قضى كل دقائق المباراة جالسا في دكة الاحتياط، في حين كان عليه أن يتمعن كثيرا في الوجوه التي تركها إلى جانبه، وقد كان مساعده القرقوري هومن يوجه اللاعبين . وبتأهل فريق الفتح إلى نهائي كأس العرش لموسم 2014 ? 2015، يكون قد سجل اسمه في تسع نهائيات، فاز بست منها، كان آخرها الموسم الماضي بقيادة المدرب الركراكي.