جنى فريق الفتح الرياضي كامل غلة الكلاسيكو أمام الرجاء الرياضي، بانتصاره بهدفين نظيفين، في أول دورة من البطولة الاحترافية، والتي جمعته بالرجاء الرياضي على أرضية مركب الأمير مولاي الحسن، عصر أمس الأول الأحد. الفوز في المباراة كان هدفا لكل من وليد الركراكي، مدرب الفريق الرباطي، ورود كرول، مدرب الرجاء، وهو ما جعل المباراة تبدأ قوية ومفتوحة، وتبتعد عن النهج التكتيكي الصارم، الذي يغرق المباريات في الرتابة. المباراة جاءت قوية، وكانت فيها رغبة المدربين في البحث عن أول انتصار ملحة، الشيء الذي جعلهما يعتمدان على أكثر من رأس حربة، ويراهنان على البناء الهجومي السريع، والمرتدات الخاطفة، حتى تستغل القوة العددية عند الهجوم،خاصة وأن وسط الميدان الذي كان يتكون من أربعة لاعبين، ينضاف إلى المهاجمين بحكم الاعتماد على نهج(4 ? 4 ? 2 )، لكن الفارق كان هو أن وليد الركراكي اعتمد كثيرا على كل من المهدي خاليص وآس مانداو كمدافعين لا يتجاوزان خط الوسط، وبذلك تمكن من إعطاء قوة كبيرة للدفاع، في حين كان مدافعو الرجاء الرياضي يندفعون بقوة كبيرة نحو مرمى الحارس الحواصلي، الشيء الذي جعلهم يتركون الكثير من الفراغات، التي كانت تستغل بشكل جيد من طرف بنجلون ولكناوي وباتنا والجاريسي، الذي خلق الكثير من المتاعب لفريق الرجاء بفضل سرعته ولياقته البدنية، والتي افتقدها بشكل ملحوظ باتنا وبنجلون ولكناوي، ولو حضرت لسجل عداد الفتح أكثر من هدفين. وقد زاد من قوة الفتح الرياضي الغيابات الوازنة في صفوف الرجاء الرياضي، وعدم اعتماد المدرب كرول على يوسف القديوي والوادي خلال الشوط الأول، وكذا ضعف الفاعلية عند الحافيظي، الذي لم يكن قادرا على خلخلة الدفاع، والتوغل من الوسط، ومحاصرة الغاني أسمواه من طرف آس مانداو. وفي الدقيقة 39، وبعد هجوم مرتد سريع لفريق الرجاء، يلمس المدافع نايف أكرد الكرة بيده داخل مربع العمليات، ليعلن الحكم عبد الرحيم اليعقوبي عن ضربة جزاء لصالح الرجاء، انبرى لها المدافع محمد أوال، لكنه اختار السماء وجهة لكرته، ليضيع على فريقه فرصة التقدم في المباراة، ويحرم بالتالي جماهير الرجاء، التي حضرت بحوالي 2500 متفرجا من شحنة إضافية للتشجيع والإبداع في المدرجات. وبينما كان شوط المباراة الأول يقترب من النهاية، وخلال سهو دفاعي قاتل، وكذا غياب العودة السريعة لخط الوسط، يستغل اللاعب الجاريسي مرتدا سريعا، حيث توغل وسط مربع عمليات الحارس الزنيتي مسجلا أول أهداف الفتح الرياضي. الشوط الثاني من المباراة اعتمد فيه المدربان على قراءتهما للشوط الأول، فكان الرهان على دكة الاحتياط، فكانت العودة في المباراة منذ بداية عداد الشوط الثاني هاجسا قويا عند المدرب كرول، الشيء الذي جعله يزيد من ضغطه على مرمى الحواصلي، فترك خط دفاعه دون تحصين. ولأن المدرب وليد كان يعرف بأن التقدم بهدف واحد ضد فريق الرجاء لن يضمن الانتصار، فإن عناصره بادرت إلى الضغط على مرمى الحارس الزنيتي، وتأتى لها الهدف الثاني في الدقيقة 54، عن طريق مراد باتنا، بعد تهييء جيد من اللاعب عبد السلام بنجلون، الذي فتت دفاعات الرجاء. الهدف كان كافيا للمدرب كرول لإخراج كل من الوادي والقديوي من دكة الاحتياط، محاولا الاعتماد على تقنياتهما الفردية وتوغلاتهما،مقابل ذلك تسلح وليد الركراكي بقوة بولهرود والعروي، حتى يعطي للوسط المزيد من الحيوية، فأخرج كلا من لكناوي وبنجلون. وبالرغم من استنفاد الرجاء لكل تغييراته، فإن النتيجة لم تتغير، ليفوز فريق الفتح الرياضي بكل غلة الكلاسيكو. تصريحان وليد الركراكي، مدرب الفتح الرياضي "المباراة كانت قوية، وخضتها برغبة الفوز، لأنني لا أريد إضاعة النقط داخل الميدان، كما أن الانتصار في أول مباراة للبطولة شيء إيجابي، لأنه يعطيك القوة ويمنحك ثقة قوية في النفس من أجل البداية في تسطير الأهداف". رود كرول، مدرب الرجاء الرياضي "جئنا إلى الرباط برهان الفوز، بالرغم من غياب مجموعة من أهم اللاعبين. كنا قريبين من التحكم أكثر في المباراة، لكننا فرطنا في ذلك بإضاعة ضربة الجزاء. حاولنا في أكثر من محاولة العودة في المباراة، لكننا لم نتمكن من ذلك بسبب إضاعة الكثير من الفرص."