ودع فريق الفتح الرياضي، المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بانتصار ثمين، على حساب فريق الرجاء العالمي، وذلك خلال المباراة التي جمعتهما عصر أمس الأول برسم مؤجل الدورة 13 . الهدف الوحيد الذي أطاح بفريق الرجاء العالمي، كان من قدم اللاعب جنيد في الدقيقة 17 بعدما تصدى لكرة من قدم اللاعب فوزير، صدها القائم بعد إنهزام الحارس العسكري، وشرود تام للدفاع. هزيمة الرجاء الرياضي أمام فريق الفتح الرياضي، ستطرح العديد من التساؤلات على أداء فوزي البنزرتي، صحبة الرجاء في البطولة الوطنية، خاصة وأن هزائم الرجاء كانت خمسة وعلى التوالي وهذا ما سيجعل فريق الرجاء بعيدا عن التنافس على البطولة وهو حلم راود كل الأنصار، وبالتالي سيجعلهم يستيقظون ويبتعدون عن النوم في عسل «الموندياليتو»، الذي جعل لاعبيه يعيشون حالة من التماهي ربما جعلتهم يصلون إلى حالة من الغرور إلى حد استصغار الخصوم. وبالعودة إلى المباراة، فإن فريق الفتح الرياضي كان يعرف جيدا قيمة الإنتصار على الرجاء العالمي، فكان سباقا إلى الضغط على مرمى الحارس العسكري، مع الإعتماد على سرعة اللاعب العروي الذي عرف كيف يستغل سرعته في خلق الكثير من المشاكل لدفاع الرجاء الرياضي، وذلك بمساندة قوية من جنيد عزيز وباتنا، كما أن خطوط فريق الفتح الرياضي كانت متقاربة وقادرة على سد كل المنافذ، بطريقة شلت فعالية اللاعب محسن متولي الذي كان معزولا، وغير قادر على المناورة. فريق الفتح لم يكن يعتمد فقط على التمريرات القصيرة والبينيات المحكمة بين لاعبيه، بل عمد إلى إرباك لاعبي فريق الرجاء البيضاوي من خلال التقنيات الفردية، والتي أعطته الكثير من الكرات الثابتة. وحتى يفاجئ دفاع الرجاء، اعتمد فريق الفتح الرياضي على التسديد من بعيد، ومن واحدة من قدم اللاعب فوزير، ترتطم الكرة بالقائم في الدقيقة 17 ليتصدى لها اللاعب عزيز جنيد بسرعة وقوة، ليهزم دفاع الرجاء والحارس العسكري، ليوقع على هدف ثمين، وليحرج فريق الرجاء العالمي، وبما أن جهة السليماني كانت مشرعة، فقد عمد السلامي على حث لاعبيه لإستغلالها، فكانت العديد من التوغلات، والإنسلالات، طالب السلامي في واحدة منها بضربة جزاء بعد إسقاط مراد باتنا، لكن الحكم يوسف الهراوي اعتبر الأمر تمويها وتحايلا، فكان الجزاء ورقة صفراء لباتنا.الهدف زاد لاعبي فريق الفتح إصرارا على مضاعفة الغلة، لأن السلامي كان يضع في الحسبان بأن هدفا واحدا غير كاف للإحساس بالأمان.الأمان منحه لاعبو فريق الرجاء البيضاوي طيلة الشوط الأول حيث كانوا غير قادرين على التهديد، فكان الحافظي لايجد مجالا لإرسال كراته المقوسة، كما كان عاجزا عن الإنسلال والتوغل، وكان ياجور كمن يبحث عن شيء لايعرف أين يعثر عليه، فكثرت أخطاؤه، وغالى في لعبه الفردي، أما محسن متولي فقد حاصره أكثر من لاعب من الفتح الرياضي، ليبقى غير قادر على المناورة، وبعيدا عن مد ياجور أو الحافظي بكرات عميقة قادرة على إرباك دفاع فريق الفتح الرياضي. الشوط الثاني من المباراة عمد جمال السلامي إلى ملء وسط الميدان، وتحصين الدفاع بقوة عددية، الشيء الذي حرر لاعبي فريق الرجاء من الحراسة اللصيقة، فافتتحوا الشوط الأول بتهديدات صريحة كانت من ياجور في الدقيقة 48 ، وبعدها بدقيقة يعود متولي للتهديد، وفي الدقيقة 56 يضيع مرة أخرى فرصة سانحة وببشاعة.التهديدات أيقظت جمال السلامي الذي بقي واقفا طيلة المباراة، وليزيد من الصرامة التاكتيكية، حيث عمد إلى خنق وسط الميدان، وأصبح يعتمد على المرتدات السريعة، والتي كان الهدف منها إبعاد الضغط عن مرمى الحارس بادة، وتجلى ذلك تواجد مهاجمي الفتح الرياضي بقلة عددية في مواجهة مدافعي الرجاء الرياضي. ضغط المباراة، كان أيضا على المدربين فالبنزرتي كان يتجاوز دائما المساحة المخصصة له، وكان يريد أن يقترب أكثر من لاعبيه لكن الحكم الرابع عادل زوراق، تدخل في أكثر من مناسبة ليعيد البنزرتي إلى مكانه وهذا يفسر الحالة النفسية التي كان عليها البنزرتي خلال هذه المباراة. أما جمال السلامي فقد أحس بحرارة مفرطة بالرغم من الجو البارد ولم يتردد في إزالة معطفه (كان الله في عون المدربين). وحتى يبعثر المدربان أوراق بعضهما البعض عمدا إلى التغيييرات، نجح فيها كلها المدرب جمال السلامي الذي حافظ على إنتصاره الثمين، في حين،لم تكن دكة احتياط فريق الرجاء قادرة على إعطاء الإضافة، لتنتهي المباراة بانتصار فريق الفتح في آخر مباراة له على عشب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله،أما فريق الرجاء فعليه أن يعيد ترتيب أوراقه، وينسى صفة العالمية، لأنه ما أصعب أن يجد فريق نفسه في الهاوية بعد العالمية. تصريح جمال السلامي مدرب فريق الفتح الرياضي «أنا سعيد اليوم بهذا الإنتصار، لأنه كان على حساب فريق كبير جدا، ألا هو فريق الرجاء الرياضي.لقد كنت أفكر في الإنتصار كما كنت أرغب في الخروج من هذه المباراة من دون هزيمة. لقد عملت على سد كل المنافذ، وخلال الشوط الثاني تركت المباراة للمهاجمين، و تحصين الدفاع بشكل جيد، وقبل كل هذا اشتغلت كثيرا على التهييء الذهني للاعبين لأنني كنت أعرف أهميته» تصريح هلال الطير الذي ناب عن فوزي البنزرتي «نحن غير متعودين على الهزائم، لذلك نحس بقوة الهزيمة. هناك أشياء كثيرة تشغل ذهن اللاعبين، والكل يعرفها، لذلك أصبح من الضروري الخروج من هذه الحالة التي جعلتنا من أقوى هجوم إلى أضعفه . بالنسبة للمباراة، ومن خلال طريقة لعب فريق الفتح الرياضي، فإنه يتضح بأن جمال السلامي اعتمد على بعض الفيديوهات، وعرف كيف يشل حركة متولي كما عرف كيف يستغل جهة المدافع السليماني، حيث كانت بعض الهفوات.»