بهزيمة فريق الفتح الرياضي أمام الرجاء الرياضي بهدفين مقابل لاشيء، في مباراة ثمن كأس العرش، التي احتضنها المركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله مساء أمس الأول الأربعاء، يكون نجم العاصمة الرباط، قد أفل في هذه المنافسة التي يحلم بها كل فريق مغربي. فريق الفتح لم ينهزم فقط، بل سيدخل دوامة من المشاكل ومن ردود الأفعال، ومن تبادل الاتهامات حول أسباب تواضعه في مباراة كان يعول على الفوز فيها من أجل نسيان الخروج من كأس الاتحاد الافريقي، الذي كان فريق الفتح يلعب فيه الأدوار الطلائعية، كما كان له شرف الفوز به سنة 2010 صحبة المدرب عموتة. وإذا كان فريق الفتح الرياضي قد دخل منطقة التجاذبات، والتي لن تمر من دون أن يكون هناك من يؤدي ثمنها، فإن فريق الرجاء خرج بمعنويات عالية، وتصالح مع جماهيره خاصة بعد النتائج التي لم تكن في مستوى طموحات البطل، والتي جعلت بعض المتتبعين يدخلونه في دائرة الشك، لكنه شك لم يطرق باب عشاقه ومحبيه، الذين حضروا مباراته ضد الفتح، شجعوا من أول ثانية من المباراة إلى آخرها، بحماسة وبأخلاق عالية، إذ لم يكن هناك كلام ناب، ولم تكن هناك تجاوزات، وبذلك كان الانتصار على المدرجات، وعلى رقعة الملعب، وابتعدت تلك الأحداث السيئة التي رافقت جمهور الخضراء. وبالعودة إلى واقع المباراة، فإن بدايتها كانت قوية من طرف الفتح الرياضي، الذي حاول مفاجأة الرجاء في الدقائق الأولى لخلق تفوق نفسي، لكن المحاولات كانت تهدر، مقابل ذلك كان الرجاء يراقب، ويقوم بالمرتدات بحذر كبير حتى لايسقط في طريقة لعب فريق الفتح، كما كان لاعبو الرجاء ينومون المباراة بطريقة فاخر الخاصة، ويمكن القول بأن جمال السلامي انقض على الطعم الذي هيأه امحمد فاخر، والذي أغرى لاعبي الفتح بمزيد من الاندفاع، وبالتالي إهدار الكثير من الجهد ومن الطراوة البدنية في الشوط الأول والذي، لم ينته إلا بعد أن سجل محسن متولي أول أهداف الرجاء في الدقيقة 43، مستغلا هفوة دفاعية قاتلة، تركت متولي من دون تغطية. الشوط الثاني من المباراة، حضره فريق الرجاء بوجه مغاير، إذ عمد إلى الضغط وملء وسط الميدان بطريقة جيدة، كما جعل خطوطه متقاربة بشكل جعل الكرات تمرر بسرعة فائقة، وجعلت الهجمات تبنى بشكل جيد، وكانت آخر اللمسات، تختتم بتوغل من ياجور أومتولي، فكثرت هفوات دفاع الفتح الرياضي، فقل التركيز وظهر جليا بأن فريق الفتح غير قادر على مسايرة الإيقاع السريع، الذي فرضه لاعبو الرجاء في المباراة. مهمة الرجاء سهلها غياب وسط ميدان فريق الفتح، الذي لم يقو على فرملة اندفاع لاعبي الرجاء، الذين تفننوا بشكل كبير في خلق الفرص، والتي افتقدت للفعالية والنجاعة. والعداد يشير إلى الدقيقة 55، يعلن الحكم التيازي عن ضربة جزاء، بعد عرقلة اللاعب الشطيبي، وحتى يضاعف محسن متولي غلته وغلة الرجاء، نفذ الضربة بنجاح، ليزيد جمال السلامي حيرة، وربما لوما وندما على اختياراته، التي لم تكن موفقة خاصة أمام فريق الرجاء الذي مس في هيبته، والذي كان ينتظر أول فرصة، ليعلن أنه جواد وله كبوة. وقوف الرجاء على رجليه، أسقط جمال السلامي بين يدي أنصار فريق الفتح الذين طالبوا برحيله، وهناك من تساءل عن أهداف الفريق بعد الخروج من المنافسات الإفريقية وكأس العرش. تصريحان جمال السلامي، مدرب فريق الفتح الرياضي: «أنا محبط بسبب النتيجة، ارتكبنا العديد من الأخطاء الدفاعية التي أدينا ثمنها في الحين، لن أحمل الهزيمة للحكم، ولكن أتحمل كامل المسؤولية في اختياراتي. لقد جعلني العرض حزينا، خاصة وأنني كنت أمني النفس بمباراة قوية. مباراة اليوم أعطتنا درسا يجب الاستفادة منه في القادم من المباريات.» امحمد فاخر، مدرب فريق الرجاء الرياضي: «كما تتبع الجميع، فوزنا اليوم كان مستحقا، خاصة وأننا لعبنا بطريقة جيدة خلال الشوط الثاني، وفرضنا إيقاعنا وطريقة لعبنا، كل هذا لأننا كنا منظمين بشكل جيد. الانتصار اليوم يؤكد بأننا تجاوزنا تلك المشاكل، التي أرخت بظلالها على الفريق، لكن الجميل هو أن كل مكونات فريق الرجاء بقيت متراصة، وليس أدل على ذلك هو الجمهور الذي رافقنا وساندنا طيلة المباراة». لائحة المتأهلين لربع نهاية كأس العرش كان فريق الرجاء البيضاوي ، آخر المتأهلين لدور ربع نهائي كأس العرش، و ذلك بعد تأهل بعد فوزه على نادي الفتح الرباطي يوم أول أمس الأبعاء بمركب الأمير مولاي عبدالله ب(2-0) . وفيما يلي لائحة المتأهلين: - الدفاع الحسني الجديدي - المغرب التطواني - الوداد البيضاوي - الوداد الفاسي - أولمبيك آسفي - رجاء بني ملال - إتحاد تمارة - الرجاء البيضاوي.