تأهل مجنون لنسور الرجاء بهدف قاتل للحافيظي في مباراة مجنونة ومثيرة استطاع الرجاء البيضاوي أن يتجاوز عقبة أوكلاند سيتي النيوزيلاندي بهدفين لواحد ليضرب موعدا مع مونتيري المكسيكي السبت القادم، الفوز لم يكن سهلا لكن ما جعله صعبا هم اللاعبون أنفسهم لأنهم ضيعوا مجموعة من الفرص، بل كان بإمكانهم حسم المباراة في الشوط الأول دون انتظار الوقت بدل الضائع الذي منح هدف التأهل من أقدام الحافيظي. العودة إلى العالمية بعودته إلى كأس العالم للأندية واستعداده للتوقيع على ضربة البداية أمام أوكلاند سيتي بملعب أكادير، يكون الرجاء البيضاوي قد تذكر أولى مشاركاته العالمية كأول فريق إفريقي ومغربي يشارك في هذه المنافسة، عندما احتضنت البرازيل النسخة الأولى سنة 2000، الفريق الأخضر ورغم خروجه من الدور الأول إلا أنه ترك انطباعا جيدا في المسابقة بعدما قدم أداءا جيدا، بدليل المستوى الجيد الذي قدمه أمام نجوم ريال مدريد الإسباني. وكان الرجاء يراهن على هذه النسخة وبالأخص في مباراته أمام أوكلاند النيوزيلاندي، اعتبارا إلى أن الظروف تختلف خاصة أن مونديال الأندية يجرى بالمغرب وأمام جماهيره، وهو معطى سنرى كيف سيتعامل معه نسور الرجاء في المباراة الثانية. مدرب جديد وتشكيل كلاسيكي المدرب فوزي البنزرتي كان محظوظا وهو يجد نفسه بين عشية وضحاها يقود فريقا في أحد أهم المنافسات العالمية، أسبوع واحد كان أمام المدرب التونسي ليعد العُدَة والأسلحة التكتيكية لمواجهة أوكلاند، ورغم أن الوقت لم يكن كافيا إلا أن البنزرتي حاول قدر الإمكان أن يختزل الوقت وكذا اختيار التشكيل الجيد. وكان من الطبيعي أن لا يجري تغييرات على كتيبته ، حيث جاءت التشكيلة كلاسيكية وبدون متغيرات على غرار المباريات الأخيرة، حيث وضع خالد العسكري بين الخشبات الثلاث، وتشكل الدفاع من الرباعي زكرياء الهاشمي وعادل كروشي واسمعيل بلمعلم ومحمد أولحاج، ولعب في الوسط كل من عصام الراقي وكوكو وشمس الدين الشطيبي والحافيظي، فيما تشكل الهجوم من محسن ياجور ومحسن ياجور. القوة البدنية ضد المهارات الفنية المعروف أن أوكلاند سيتي يعتمد على الإندفاع البدني اعتبارا إلى أسلوبه الذي يميل إلى اللعب الأنغلوساكسوني، وهوما أكد الاختلاف مع الأسلوب الرجاوي الذي يعطي الأولوية للمهارات الفنية، وظهر ذلك مع انطلاق المباراة، حيث وجد الفريق الأخضر بعض الصعوبات بسبب الضغط الذي مارسه لاعبو أوكلاند واندفاعهم البدني الذي خلق متاعب خاصة في الوسط، ووجد الرجاويون بعض الصعوبات في بناء العمليات، سواء من الوسط أو من الرواقين، حيث راهنوا كثيرا على التوغل من هاتين الجهتين، وبرزت أولى الفرص الحقيقية في الدقيقة العشرين من تمريرة من الجهة اليمنى، حيث وصلت الكرة لكروشي الذي سدد على الهواء، لكنها تمر جانبية لمرمى الحارس ويليامس. ضغط رهيب وهدف مستحق توالت الدقائق وبدأ الرجاء يجد الطرق والسبل لتهديد مرمى الحارس ويليامس، وتأكدت مرة أخرى من أن الجهتين اليمنى واليسرى كانا مصدرا هجمات الرجاء، ونشط متولي الذي كان قائد هجمات النسور في الجهة اليمنى، وتمرد كاروشي على دوره الدفاعي، حيث كان نشيطا في الجهة اليسرى، وبدأت الآلة الرجاوية تتحرك، وطلعت الدقيقة 25 بأول فرصة حقيقية بعد أن مرر متولي كرة لياجور الذي كسر مصيدة التسلل وانفرد بالحارس ويليامس عرف تدخل الأخير بنجاح. ومارس الرجاء ضغطا رهيبا على أوكلاند، وسنحت مجموعة من الفرص بدأها متولي بمحاولة اختراق وسدد في يد الحارس، ثم التمريرة التي توصل بها ياجور لكنه لم يحسن استغلالها، قبل أن يتوصل الأخير بتمريرة ذكية من كروشي في منطقة العمليات وتوغل ثم سدد بالقدم اليسرى ليسجل هدف التقدم قبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق. العودة القوية مع انطلاق الشوط الثاني قام الفريق النيوزيلاندي بتغيير خطته التكتيكية وأصبح أكثر اندفاعا نحو مرمى الحارس العسكري، ورغم أن أولى الفرص كانت للرجاء من تسديدة متولي ردتها العارضة، إلا أن ما تلا هذه المحاولات كان لصالح أوكلاند الذي مارس ضغطا على الدفاع الأخضر، وقد سمح في ذلك تراجع أداء أصدقاء متولي ونزول الإيقاع، وكانت تسديدة بيل التي مرت محادية أولى فرص الفريق النيوزيلاندي. وظهرت أخطاء في الدفاع ليقتنص كريشنا واحدة منها في الدقيقة 63 إثر سوء تفاهم بين أولحاج ومتولي، لينفرد كريشنا بالعسكري ويسجل هدف التعادل. ويحسب للرجاء أنه لم ينزل يديه، ومارس ضغطا قويا على الخصم، وزادت التغييرات التي قام بها البنزرتي من قوته، وسنحت العديد من المحاولات السانحة للتسجيل لكنها ضاعت بفعل التسرع وقلة التركيز. ولأن المباراة لا تنتهي إلا بإعلان الحكم عن ذلك، فقد ابتسم الوقت بدل الضائع للرجاء، إذ من عمل جيد لمتولي وانطلاقة من وسط الميدان يمرر كرة لكاروشي في الجهة اليسرى، ومن ضربة رأسية الكرة لأولحاج الحارس ويليامس يبعد الكرة التي عادت للحافيظي، الأخير لم يتوان ويسجل هدفا قاتلا منح تأهلا مستحقا لنسور الرجاء.