من يدي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، الذي ترأس نهاية كأس العرش التي احتضنها المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، عصر أمس الأول الثلاثاء، تسلم محمد الشيحاني، عميد فريق الفتح الرياضي، كأس العرش للموسم الرياضي 2013 - 2014 . وجاء التتويج بعد الانتصار على فريق النهضة البركانية بهدفين مقابل لاشيء. وكان أول الهدفين في الدقيقة 44 من ضربة ثابتة، نفذها بذكاء اللاعب محمد النهيري، الذي عرف كيف يهزم الحائط الدفاعي والحارس المرابط، في حين جاء الهدف الثاني في الدقيقة 49، وكان من تسديدة دائرية وملولبة من قدم مراد باتنا. الهدف الثاني أخرج المباراة من نهجها التاكتيكي، الذي طغى على الشوط الأول وجعله رتيبا. وبعيدا عن مباراة، كان الكل يتطلع إلى أن تكون مباراة قوية، خاصة وأنها تجمع بين فريق الفتح الرياضي، المتوج خمس مرات بالكأس الفضية(67 ، 73 ،76 ، 95 و2010) وبين فريق النهضة البركانية، الراغب في إدخال أول كأس فضية إلى خزانته، كما أن المباراة كان قد سبقها سجال كلامي بين المدرب وليد الركراكي وعبد الرحيم طاليب. المباراة ستعرف وجها آخر في الشوط الثاني، بعد أن سجل فريق الفتح هدفه الثاني، إذ أصبح مفروضا على المدرب عبد الرحيم خوض مباراة مفتوحة وبأوراق مكشوفة، لأنه عرف بأن التقوقع الدفاعي لم يعد مفيدا لفريقه، إن هو أراد العودة في المباراة، وهي العودة التي لم تتحقق لأن تجربة فريق الفتح كانت أكبر، كما أن الضغط النفسي كان قويا على لاعبي فريق النهضة البركانية، ولهذا كان ينقصهم التركيز، كما كانت تنقصهم القوة البدنية اللازمة لمواجهة لاعبين يمتازون بطراوة بدنية كبيرة، وبنضج تاكتيكي كبير، مما جعلهم يتحكمون في المباراة ويفرضون إيقاع لعبهم على النهضة البركانية، الذي سقط لاعبوه في فخ مجاراة عناصر فريق الفتح الرياضي، التي استغلت هذا المعطى جيدا لتطوير لعب جماعي يعتمد على التنويع في اللعب(تمريرات قصيرة، تمريرات طويلة، التسديد من بعيد)، مع تحصين الدفاع وملء وسط الملعب بشكل جعل لاعبي النهضة البركانية غير قادرين على القيام بالمرتدات السريعة والخاطفة، والتي كان يمكن أن تكون السلاح الوحيد القادر على خلق المفاجأة، لأن الفريق الرباطي عرف كيف ينهج ضغطا هجوميا كاسحا، وبذلك يكون المدرب وليد الركراكي قد ألهى المدرب عبد الرحيم طاليب بالدفاع، وأنساه بأنه مطالب بالهجوم للعودة في المباراة. الضغط على عبد الرحيم طاليب زادته حدة صيحات الجماهير البركانية، التي طالبت بإدخال اللاعب أيوب شورتي الذي كان في دكة الاحتياط، وفعلا استجاب لهذا المطلبّ، لأنه لم يكن يرد خسارة المباراة واللقب، وأيضا فقدان الدعم الجماهيري. التغييرات كانت السلاح الذي لجأ إليه المدربان، لكن بهدفين مختلفين، فعبد الرحيم طاليب كان يريد إعطاء نوع من الفعالية للهجوم، لكن وليد الركراكي كان يراهن على الفعالية الهجومية مع تحصين وسط الميدان، وهكذا أدخل كلا من خاليص وباها وإنجي يوسوفا، هذا الأخير زاد من متاعب النهضة البركانية، خاصة مع غياب المدافع كوناطي، والاعتماد على المدافع بنون بدر قليل التجربة، خاصة في مثل هذه المباريات . النجاح كان من نصيب وليد الركراكي، الذي عرف كيف يدير المباراة بطريقة، اعتمد فيها على طراوة لاعبيه، خاصة وأنه كان في مباراة البطولة الأخيرة ضد النهضة البركانية، قد ستر الكثير من أوراقه التقنية والتكتيكية، بحيث لم يشرك الرسميين واكتفى بالاحتياطيين، كما عرف كيف يفرض إيقاع لعبه على عبد الرحيم طاليب، الذي كان محدود المناورة في هذا المباراة، وهو المعروف بقراءاته للمباريات التي يخوضها، وكم من مرة استطاع تحويل النتيجة لصالحه. أمام هذا لم يكن هناك من تفسير سوى أن اللاعبين كانوا تحت ضغط نفسي رهيب، أساسه هو الرغبة في الفوز بأول كأس للعرش، خاصة وأن رئيس الفريق هو فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والذي يريد بدوره الفوز بهذا اللقب، لكن ذلك تحقق لرئيس فريق الفتح الرياضي حمزة الحجوي، الذي فاز بأول كأس فضية بصفته رئيسا لفريق الفتح الرياضي. تصريحان وليد الركراكي، مدرب الفتح الرباطي: «اعتمدت في المباراة على الجزئيات الصغيرة، ومنها الكرات الثابتة، وهكذا تمكن محمد النهيري من تسجيل الهدف الأول من ضربة ثابتة.كما اعتمدت على نهج لعب سريع وانتصرت في ذلك أيضا. ولكن يبقى الفضل لكل اللاعبين الذين أثق فيهم كثيرا، لأنهم يقدرون المسؤولية، كما لا يمكن أن أنسى شكر جمهور فريق الجيش الملكي الذي ساندنا بقوة، وكان مدعما لنا». المدرب المساعد لعبد الرحيم طاليب: «المباراة تحكم فيها الجانب النفسي والتجربة، وقد تفوق فريق الفتح الرياضي نظرا لتجربته في مباريات كأس العرش.»