مكر الصدف جعل مباراة الدورة الثامنة من البطولة الاحترافية تدور بين فريقي الفتح الرياضي ونهضة بركان، طرفي مباراة نهاية كأس العرش، التي سيحتضنها المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله يوم 18 نونبر الجاري. هذا الموعد جعل كلا من وليد الركراكي، مدرب الفتح الرياضي، وعبد الرحيم طاليب، مدرب نهضة بركان، يخوضان المباراة بمكر كبير يهدف إلى اللعب بأوراق ليست أصلية، وذلك رغبة في عدم الكشف عن كل التفاصيل، التي يعتبرها المدربان أسلحة يجب أن تبقى مستورة حتى تتحقق المفاجأة، وحتى لا تكون هناك أية فرصة لقراءة قوة وضعف كل فريق، وبالتالي استغلالها خلال مباراة النهاية. وليد الركراكي غيب مجموعة مهمة من لاعبيه، بلغ عددهم سبعة، ونفس الخداع مارسه عبد الرحيم طاليب. وليكتمل سيناريو الغموض الذي وضعه المدربان تنتهي المباراة بالتعادل بهدف لمثله، ولتبقى بذلك حظوظهما متساوية. فريق النهضة البركانية، كان السباق إلى التسجيل في الدقيقة 29 من ضربة ثابتة رائعة، نفذها اللاعب إسماعيل العماري، والتي خدعت الدفاع والحارس بادة، لتستقر في الشباك. وقد كان الهدف الفلتة الوحيدة في الشوط الأول، الذي تميز بلعب لا يرقى إلى مستوى فريقين ينتظرهما عرس رياضي كبير سيجلب أنظار كل عشاق كرة القدم المغربية. اللعب الرتيب والحذر، زادته حالة عشب ملعب الفتح ضعفا، إذ كانت التمريرات الخاطئة هي العنوان الكبير، كما كان التسرع نقطة التقاطع بين اللاعبين، خاصة وأن المدربين عملا على إشراك العناصر الاحتياطية، وربما كان العشب المشجب الذي علق عليه اللاعبون أخطاءهم، كما علق عليه المدربان فشلهما في نهج لعب يمتاز بطريقة مفتوحة. هذا المشهد جعل كلا من حضر المباراة يندم على ذلك، لأنه اعتبرها مضيعة للوقت. وكما كان الشوط الأول رتيبا بدأ الشوط الثاني، لكن وليد الركراكي أدرك أنه ليس من مصلحته الخروج منهزما من المباراة، لأن ذلك سيكون له وقعه على نفسية لاعبيه خلال مباراة نهاية كأس العرش، وربما سيترسخ الضعف أمام فريق النهضة البركانية. وللخروج من الورطة أخرج بعض أوراقه الأصلية، فأدخل كلا من العروي وباتنا، في وقت متقارب، وكان الهدف مد الهجوم بقوة عددية ومهارات عالية، لكن في وقت قصير حتى لا تنكشف كل الأسرار التي كان يخفيها. فكان له ما أراد، حيث بدأت قوة هجوم فريق الفتح تظهر، وكان سلاح لاعبي فريق النهضة البركانية هو التظاهر بالسقوط لربح الوقت، لكن هذا الوقت كان قاتلا، وكان لصالح فريق الفتح الرياضي، إذ تمكن اللاعب محمد النهيري من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، الذي قدره الحكم يوسف لهراوي في خمس دقائق، وكانت التمريرة من قدم اللاعب باتنا. هدف التعادل أفرح وليد الركراكي، مدرب الفتح الرياضي، لكنه أغضب المدرب عبد الرحيم طاليب، لأنه حرمه من شحنة نفسية كانت ستفيده كثيرا في الفترة الإعدادية، التي ستفصله عن المباراة النهائية. تصريحان وليد الركراكي مدرب الفتح الرياضي: «نعم لم أشرك كل اللاعبين الرسميين، لأنني لا أريد أن أحرم أحدا منهم بسبب الإصابة أو البطاقة الحمراء خلال مباراة نهاية كأس العرش، التي أطمح إلى الفوز بها، بالرغم من عدم إشراك كل اللاعبين، فقد كنت أتمنى الفوز بهذه المباراة، لكن التعادل يمكن تعويضه خلال دورات البطولة المقبلة.» عبد الرحيم طاليب، مدرب فريق النهضة البركانية: «للأسف لم نحتفظ على نتيجة الانتصار، لكن التعادل يبقى نتيجة إيجابية بالنسبة لنا. ما يجب التنبيه له هو أن العشب لم يساعدنا على تقديم مباراة جيدة. الآن كل الاهتمام سينصب على الفوز بكأس العرش».