بانتصار فريق الفتح الرياضي على فريق أولمبيك آسفي في المباراة التي جمعتهما برسم ربع نهاية كأس العرش، والتي احتضنها ملعب الفتح بباب الرواح، يكون فريق الفتح الرياضي قد وضع قدما في نصف النهاية بالرغم من انتصاره الصغير، بهدف وحيد. الهدف الذي جاء في الدقيقة 18 بعد تسديدة قوية من النهيري، والتي اصطدمت برأس ماتياس لتستقر في شباك الحارس الحمودي. ويبقى هذا الهدف، نقطة الضوء الوحيدة في هذه المباراة ،التي كانت رتيبة، وكان اللاعبون فيها غير قادرين على بذل ما تتطلبه مباراة في حجم ربع نهاية كأس العرش. فقد كان أغلب اللاعبين غير قادرين على التحرك بالكرة، وغير قادرين على تمكين زملائهم من تمريرات سليمة. فأغلب التمريرات كانت تنتهي في منتصف الطريق، أو كانت تتيه عنها، كما أن إتمام العمليات لم تجد تلك القوة والطراوة البدنيتين القادرتين على خلق التفوق في مربع العمليات. وبالرغم من لجوء كل من المدرب وليد الركراكي مدرب فريق الفتح الرياضي، ورحيم مدرب فريق أولمبيك آسفي، إلى دكة الإحتياط، فإن لا إضافة تحققت. شدة التعب جعلت المدافع ماتياس يطلب من مدربه فرصة للتخلص من المزيد من الإنهاك. وكان له ذلك لأن المدرب رحيم كان رحيما به لأنه وقف على أن ماتياس وصل إلى حدود إمكانياته الفيزيولوجية، وأن إبقاءه هو مغامرة بهذا اللاعب. العياء الذي ظهر على لاعبي فريق الفتح الرياضي، وأولمبيك آسفي أرجعه المدربان خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة إلى ماراطونية المباريات التي خاضها الفريقان سواء على مستوى البطولة الإحترافية أو مستوى مباريات كأس العرش.المدرب رحيم وبمرارة تكلم عن كون لاعبيه لم يستفيدوا من الراحة اللازمة، وأنه ليس من المعقول إجراء ست مباريات خلال عشرين يوما:« إنني كمدرب لم أجد الوقت الكافي لتدريب اللاعبين وإعطائهم حصصا يستفيدون منها، كل ما أقوم به هو محاولة تدبير العياء الذي أنهك اللاعبين، إن العياء أثر على حضورهم الذهني خلال المباريات، فحتى الفرق الأوروبية المحترفة تنتقد كثرة المباريات عندما تتجاوز ثلاث مباريات خلال عشرين يوما، وقد انتقد المدرب كوارديولا، تكثيف إجراء المباريات في البطولات الأوروبية، التي تتوفر على كل الوسائل من أجل استرجاع الطراوة البدنية للاعبين، الغريب أن التعب لاتعاني منه كل الفرق الوطنية لأن منها من يستريح أسبوعا كاملا، وهناك من يجري مباراة يوم الأحد والثانية يوم الأربعاء،إنه شيء غير مقبول.» المدرب رحيم أضاف بأنه أصبح يعتمد على حمامات الثلج، وكل الوسائل الممكنة من إجل استرجاع الطرواة البدنية للاعبيه وأن المعاناة تزداد عندما يحصد اللاعبون الأوراق الحمراء، فتصبح الإختيارات متقلصة إن لم تكن منعدمة. من جهته أكد وليد الركراكي معاناة زميله مدرب فريق أولمبيك آسفي وأضاف:«أنا لا ألوم اللاعبين، عندما أرى عطاءاتهم، وشرودهم الذهني، أنا أقدر مايعانونه من مثل هذه البرمجة. أنا أعاني من كثرة المباريات خلال الأسبوع بالرغم من كون فريقي يتوفر على دكة احتياط مهمة، ولكن كيف سيكون موقف المدرب الذي لايتوفر على مثل ظروف فريق الفتح. على الكل أن يستحضر بأن الفرق الأوروبية التي تجري ثلاث مباريات خلال أسبوع تتنقل بواسطة الطائرة، أما نحن فوسيلة نقلنا هي الحافلة، مقابل هذا أشفق على الجماهير التي تؤدي ثمن تذاكر الدخول إلى الملاعب، ولاتستمتع بلعب جميل، وأشفق على من يجلس أمام شاشة التلفزيون لمتابعة مباراة غير جدابة ،لقد أصبحنا نتطلع إلى موعد توقف البطولة لكي نقوم بمهمتنا على الوجه المطلوب. بصراحة اللاعبون محتاجون إلى دعمنا وتشجيعاتنا حتى نطمئنهم نفسيا». ما صرح به وليد الركراكي الذي مارس في البطولات الأوروبية والمدرب ورحيم الذي أطر في أكثر من بطولة وفي دول مختلفة،والذين حادا عن ندوة كان يتوخى منها القراءة التقنية للمباراة، يؤكد بالملموس بأن بعض المدربين يحسون بثقل المسؤولية، ويصرخون في صمت، لأن كل صرخة قوية تحسب من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم احتجاجا، وبالتالي تستلزم المثول أمام لحنة الأخلاقيات التي خلقت الحدث وهي تعاقب كلا من المدرب فؤاد الصحابي ،وجمال فوزي مدرب فريق اتحاد الخميسات، لأنهما جهرا بالحقيقة. الحقيقة التي يعاني منها المدربون والتي تجلت مع بداية البطولة الإحترافية ببرمجة، يمكن القول عنها : أنها تبرمج بين المباراة والمباراة مباراة، وأن هناك من المدربين من سيؤدي ثمن ضعف النتائج بفسخ عقده، وقد ابتدأ ذلك بالمدرب بنشيخة، وعبد الرزاق خيري والطيرالمعد البدني لفريق الرجاء، ويعلم الله من سيكون اللاحق سواء من المدربين الذين خانتهم النتائج ورمتهم في حمأة الإلترات، أو المسيرين، كما لا أحد يعرف من سيكون ضحية لقرار لجنة الأخلاقيات، لأنه ليس هناك مدرب يحترم نفسه يمكن أن يلجم لسانه ولن ينتقد البرمجة وتوقيت بعض المباريات التي تجرى على الساعة الواحدة بعد الزوال تحت شمس حارقة، أضف إليها أن الفرق تلعب مباراة فوق عشب طبيعي وأخرى فوق عشب طبيعي والكل يعلم تأثير ذلك على تحضيرات المدربين.