أمام فريق الاتحاد الزموري للخميسات، وفي مباراة ديربي، حقق فريق الجيش الملكي أول انتصار له برسم الدورة الرابعة من البطولة الاحترافية، في المباراة التي جمعتهما زوال أمس الأول الأحد بملعب الفتح بباب الرواح. الهدفان، كان أولهما في الدقيقة 80 من تسديدة قوية ومركزة من قدم اللاعب البديل كريم بنعريف، في حين جاء الهدف الثاني من ضربة جزاء، أعلن عنها المساعد الثاني للحكم سمير الكزاز في الدقيقة 85، ونفذها بنجاح اللاعب عبد الرحيم شاكير. من خلال توقيت الهدفين، يتأكد بأن الفريق العسكري وجد أمامه فريقا عنيدا، فريقا سبقته سمعته بعد الأداء الجيد الذي قدمه أمام كل من الرجاء الرياضي والوداد الرياضي، وهو الأداء الذي بقي وفيا له، حيث اعتمد لاعبوه على السرعة والتمريرات العميقة، التي كانت تبحث دائما عن عبد المجيد الدين، كما كان الزموريون يغيرون من طريقة لعبهم، وقد خلقوا الكثير من الفرص، لكن التسرع وعدم التركيز جعلهم يضيعونها، وبالتالي يبقون على شباك الحارس آنس الزنيتي نظيفة. نقطة ضعف فريق الاتحاد الزموري للخميسات، كانت في عدم قدرتهم على مواصلة المباراة بنفس الإيقاع، وبنفس الطرواة البدنية نظرا لإجراء اللقاء في الساعة الواحدة بعد الزوال من جهة، وإلى تعود الفريق اللعب فوق عشب اصطناعي. مقابل ذلك، كان لاعبو الفريق العسكري في لياقة بدنية عالية، منحتهم التفوق في كل النزالات الفردية، كما مكنتهم من إتمام المباراة بنفس الإيقاع السريع الذي بدأوا به المباراة، والتي كان شعارها تحقيق أول انتصار في البطولة الاحترافية لإهدائه إلى أكثر من عشرة آلاف مشجع، حضروا المباراة من بدايتها إلى نهايتها، وشجعوا من دون ملل، وساندوا فريقهم الذي حرموا من حضور انتصاره الكبير على فريق الرجاء الرياضي برسم ثمن عشر كأس العرش. التشجيعات المتواصلة والتجاوب الكبير مع أداء اللاعبين كان له الأثر الكبير في جعل الفريق يؤمن بإمكانية الفوز بالرغم من مرور 80 دقيقة من المباراة. ثمانون دقيقة عرف المدرب رشيد الطاوسي كيف يديرها بذكاء حاد، وكان يوجه ومن خلال قراءته للمباراة لاعبيه ويغير من مواقعهم، كما كان ناجحا في «الكوتشينغ» بحيث أن البديل كريم بنعريف، هو من حرر الفريق من عقدة التعادل، كما أعطى الطاوسي قوة إضافية بإدخال إجروتن محل حمزة حجي. التغييرات التي كان يقوم بها المدرب الطاوسي، كانت تأتي ردا على تغييرات فوزي جمال مدرب فريق الاتحاد الزموري للخميسات، والتي اعتمد فيها على ملء وسط الميدان، وتعزيز الدفاع، والاعتماد على المرتدات السريعة والتي كانت محتشمة جدا، لأن الهدف منها كان هو تخليص الدفاع الزموري من ضغط مهاجمي الفريق العسكري، الذي ابتعد عن الهجوم من وسط الميدان واعتمد كثيرا على سرعة وقوة اللاعب شاكير وتمريراته العرضية، كما كان يقوم بنفس الدور ومن نفس الجهة اللاعب أيوب الخالقي الذي أصبح مايسترو الفريق، ومحركه القوي وذلك من خلال لعب دور المدافع والمهاجم،المعتمد على رشاقته وتقنياته الفردية ولياقته البدنية العالية. الجميل في المباراة أنه، وبالإضافة إلى مستواها التقني المشرف، فإنها وبالرغم من حضور 10 آلاف متفرج لم تشهد أية أعمال شغب، الشيء الذي جعل الكل يحتفظ بصورة الأهداف، والجمل الكروية الجميلة التي خطها كل من فريق الاتحاد الزموري للخميسات، بقيادة مدرب شاب، يعتمد لعبا جماعيا، ويقود فريقه بحماس غير مبالغ فيه، والفريق العسكري بقيادة رشيد الطاوسي، الذي عرف كيف يجعل من الانتصارات وسيلة لمد الجسور مع الألترات، التي نبذت العداء له واحتضنته بشكل جعله يهتم بتطوير أداء فريقه عوض الحروب الجانبية، التي كانت لا تشرف «الزعيم» وهو ما انعكس إيجابا على نتائجه وأدائه. تصريحان رشيد الطاوسي، مدرب فريق الجيش الملكي: «قيمة الانتصار تأتي من كونه الأول في البطولة الاحترافية، والذي كان أمام فريق قوي، فريق له أسلوب دفاعي جيد كما أنه قادر على المباغتة. الانتصار كان بالقراءة الجيدة لطريقة لعب فريق الاتحاد الزموري للخميسات في الشوط الأول، كما أن عامل الطرواة البدنية وتشجيعات الجماهير من بداية المباراة إلى آخرها كان لهما دورهما في تحقيق هذا الانتصار المستحق». فوزي جمال مدرب فريق الاتحاد الزموري للخميسات: «لقد هزمنا أنفسنا بأنفسنا، فبالرغم من كوننا نتوفر على فريق منظم، فإننا نعاني من قلة النضج، وهذا عامل أساسي لتحقيق النتائج الجيدة. نحن وبكل صراحة لا نهدف إلى تنشيط البطولة أو البقاء، ولكن نعمل من أجل احتلال المراتب الأولى لأن فريقنا له تاريخ.»