وضع فريق الرجاء البيضاوي خطوة مهمة على درب التأهل لنهائي كأس العرش عقب فوزه على الفتح الرباطي لحساب ذهاب دور النصف بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد خلال المباراة التي جمعت الفريقين بمركب محمد الخامس، وتابعتها جماهير غفيرة أثتت المدرجات، ورسمت كعادتها - لوحات تشجيعية غاية في الروعة. واللافت، أن الفريق الزائر لعب مباراة مفتوحة، وتحرر من الصرامة التكتيكية المعهودة لدى المدرب وليد الركراكي، وهو نهج دفع بالعناصر الرجاوية الى تحصين الدفاع، وملأ وسط الميدان والاعتماد على المرتدات الهجومية السريعة، لكن ضربة الجزاء التي أعلنها الحكم رضوان جيد في الدقيقة 16 قلبت الموازين، وبعثرت أوراق المدرب الركراكي الذي أكد في تصريح له عقب نهاية المباراة، ان الهدف المسجل عن طريق ضربة الجزاء صعب مأموريتنا وكان له تأثير على نفسية اللاعبين. ضربة الجزاء أفلح اللاعب أحمد جموح في ترجمتها الى هدف السبق، وهو الامتياز الذي حرر لاعبي الرجاء من بعض الضغوطات وجعلهم يثقون في عطاءاتهم ويتفاعلون مع تشجيعات الجماهير، وهو التفاعل الذي أثمر هدفا ثانيا في الدقيقة الاخيرة من عمر الشوط الاول، بواسطة المهاجم الوادي ليتأكد بأن أحلام الفتحيين تبخرت. مع انطلاق الجولة الثانية رفع لاعبو الفتح الرباطي ايقاع المباراة، ونزلوا بكل ثقلهم،و سجلوا هدفا في الدقيقة 49 بواسطة اللاعب بنجلون، وبعد تقليص الفارق استعاد لاعبو الفتح ثقتهم، وراهنوا على تعديل الكفة. الا أن هدف اللاعب البديل عبد الإله الحافيظي في الدقيقة 59 قضى على رهانات الفتحيين في العودة الي النتيجة، ومع ذلك فقد ناوروا من الرواقين الايمن والايسر، لتدارك الموقف، لكن الاسلوب الدفاعي للمدرب كرول. وتسرع مهاجمي الفتح وغياب التركيز لديهم فوت عليهم تدارك النتيجة المسجلة، ومع ذلك حظوظهم في انتزاع بطاقة التأهل للمباراة النهائية مازالت قائمة رغم فارق الهدفين. وفي تصريح للمدرب الشاب وليد الركراكي شدد على أن لاعبي الفتح قدموا مباراة في مستوى الانتظارات، الا أنهم لم يحسنوا ترجمة الفرص العديدة التي صنعوها الى أهداف، ووعد بأن فريقه قادر على انتزاع ورقة التأهل لمباراة النهاية اذا ما ظهرت عناصر الفتح بنفس الصورة التي رسمتها خلال محطة الذهاب، ولم يخف الركراكي الدور الذي لعبه جمهور الرجاء في صنع النتيجة، واعترف بقيمة هذا الجمهور واصفا إياه بالرائع. وعن الجانب التقني الرجاوي أكد طلال القرقوري، بأن التأهل لم يحسم بعد واعترف بقوة فريق الفتح وبالاسلوب الحديث الذي ينهجه والمتأسس على التمريرات المركزة وخلق الممرات بسهولة. ولم يخلف القرقوري في تصريحه بأن قوة الفريق المنافس فرضت على مدرب الرجاء الاعتماد على التنظيم الدفاعي ووسط الميدان، واعتبر الفوز في محطة الذهاب تحفيز للعناصر الشابة التي يتوفر عليها فريق الرجاء لمناقشة لقاء الاياب بواقعية وبمعنويات عالية.