يُقدم هذا التقرير عملا بقرار مجلس الأمن - 2218 ( 2015 ( الذي مدد المجلس بموجبه ولاية بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية حتى 30 أبريل 2016 ، وطلب مني أن أقدم إليه تقريرا عن الحالة في الصحراء الغربية قبل نهاية فترة الولاية بوقت كاف. ويعرض التقرير لما جد من تطورات منذ تقريري المؤرخ 10 أبريل 2015 (S/2015/246)ويتناول بالوصف الحالة على أرض الواقع وحالة المفاوضات السياسية بشأن الصحراء الغربية والتقدم المحرز فيها، والأنشطة التي اضطلعت بها وتلك التي اضطلعت بها رئيسة ديواني، وتنفيذ القرار 2218 (2015)، والتحديات الراهنة التي تواجه عمليات البعثة و الخطوات المتخذة للتغلب عليها، على نحو ما طلبه المجلس في قراره 2218 (2015 ). 2- وفي الفترة من 3 إلى 7 مارس2016 ،زرت المنطقة لأقوم بإسهامي الخاص في عملية التفاوض، وأشيد بعملية الأممالمتحدة لحفظ السلام، بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، وبموظفيها، وأقف بنفسي على الحالة الإنسانية في الميدان، وأناقش مسائل أخرى مثيرة للقلق. واعترضت حكومة المغرب بشدة على عدد من أقوالي و تصرفاتي خلال الزيارة. و يؤسفني أنها اختارت العدول عن طلب التوضيحات عبر القنوات الدبلوماسية، وقامت بدلا من ذلك بإصدار عد من البلاغات و البيانات العامة وتنظيم مظاهرات احتجاجية جماهيرية في الرباطوالعيون. لقد أوضحت مرارا أن لا شيء مما قلته أو فعلته قُصد منه التحيز لطرف أو التعبيرعن العداء للمغرب أو الإشارة إلى أي تغيير في نهج الأممالمتحدة إزاء مسألة الصحراء الغربية. وترد نتائج زيارتي و التطورات اللاحقة بمزيد من التفصيل في الفرعين المتعلقين بالأنشطة السياسية والبعثة أدناه. التطورات الأخيرة 3 -وفي رد فعل إضافي على بعض أقوالي و تصرفاتي في أثناء الزيارة التي قمت بها إلى المنطقة،زارني وزير الشؤون الخارجية و التعاون في المغرب،صلاح الدين مزوار ، في14مارس 2016 ، ليسلم إلي رسالة تفيد بأن المغرب له الحق في الحصول على «توضيحات رسمية علنية و فورية لمواقف(ي)، ومدلول تصرفات (ي) ، وكذلك لنوايا(ي) فيما يتعلق(...) بالمعايير المتفق عليها خلال محادثات(ي) الهاتفية مع صاحب الجلالة الملك محمدالسادس». و في 15 مارس ، أعلنت حكومة المغرب سلسلة من التدابير التي أثرت تأثيرا شديدا على قدرة البعثة على الاضطلاع بمهامها، ومنها إجراء تقليص كبير في العنصر المدني، وخاصة المكون السياسي ،فضلا عن إلغاء المساهمة المالية الطوعية التي يقدمها المغرب لسيرعمل البعثة. 4- وفي 16 مارس ، أرسلت البعثة الدائمة للمغرب مذكرة شفوية إلى مكتبي التنفيذي تحيل بها "قائمة بأسماء 84 موظفا مدنيا دوليا من البعثة و الاتحاد الإفريقي يتعين عليهم مغادرة المملكة المغربية في غضون الثلاثة أيام ". وفي20مارس، تم النقل المؤقت من مدينة العيون إلى لاس بالماس ، إسبانيا، أو إلى البلدان الأصلية، للموظفين المدنيين الدوليين ال 70 من الأممالمتحدة والموظفين المدنيين الدوليين الثلاثة من الاتحاد الإفريقي المدرجة أسماؤهم في القائمة و الموجودين فعليا في العيون، هم ومعالوهم. وللتصدي للنقص الشديد في عدد الموظفين الذي باتت البعثة تشهده نتيجة ذلك ، عمدت إدارة الدعم الميداني مؤقتا إلى تنفيذ مفهوم مرتجل للدعم اللوجستي لإتاحة استمرارية المهام الإدارية الأساسية حيثما أمكن. فلا يبقى في مدينة العيون سوى 28 موظفا مدنيا دوليا، بينما يقوم 25 آخرون بمهام محدودة انطلاقا من لاس بالماس . وفي 21 مارس ، نقلت البعثة جميع موظفي الاتصال الثلاثة لديها من الداخلة إلى موقع فريق أوسرد بناء على طلب من المغرب. 5- وفي رسالة مؤرخة في 20 مارس ، انتقد الأمين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، قرار المغرب الدعوة إلى سحب الموظفين المدنيين وأعاد تأكيد التزام جبهة البوليساريو بولاية البعثة والاتفاقات العسكرية ذات الصلة. كما أنه "وجه نداء عاجلا إلى مجلس الأمن أن يتحمل مسؤولياته «تجاه البعثة وولايتها. 6- وبوضع الأزمة الراهنة جانبا، فإن الحالة في الصحراء الغربية، كما بدت للبعثة كانت مستقرة بوجه عام من صدور تقريري السابق . بيد أنه سجل انتهاك محتمل لوقف إطلاق النار ، على النحو المحدد في الاتفاق العسكري رقم 1. ففي مساء يوم السبت 27 فبراير 2016 ، أبلغت جبهة البوليسا ريو البعثة بحادث إطلاق نار قرب ميجيك في الشريط العا زل المنزوع السلاح شرقي الجدار الرملي. وفي 29 فبراير، عثرت البعثة، بعد أن قامت بما يلزم من تدابير إ زالة الألغام للوصول إلى عين المكان، على جثة شخص واحد وأر بعة جمال ميتة. وأكد الجيش الملكي المغربي أنه أطلق 13 عيارا ناريا "في اتجاه الجمال". وقد استعادت البعثة جثة ذلك الشخص ، الذي حد دت هويته جبهة البوليسا ريو باعتبا ره مدنيا صحراويا وأحد الجمالين، وسلمتها لأسرة المتوفي. وفي 29 فبراير، كتب إلي الممثل الدائم للمغرب، عمر هلال، ليقدم تفاصيل عن الحادث ويؤكد من جديد أن أعيرة نار ية أطلقت -بعد توجيه تحذيرات- في"ظروف اتسمت بانخفاض شديد للرؤية". وفي 13 مارس ، كتب السيد عبد العزيز إلى مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان يدين ما اعتبره "اغتيالا" ويدعو الأممالمتحدة إلى إجراء تحقيق في الحادث. 7-وقد اصطبغت الحياة العامة على الجانب المغربي من الجدارالرمل بطابع سلمي – و شمل ذلك تنظيم تجمعا ت كبيرة في إطار مناسبات اجتماعية نظمت في المناطق الحضرية ولم تشهد حوا د ث تذكر. وفي المناسبات التي تمكنت فيها البعثة من المعاينة، لوحظ وجود موسع لقوا ت الأمن المغربية. 8- وفي4 شتنبر 2015 ، أجريت انتخابا ت بلدية وأجريت للمرة الأولى انتخابات جهوية في المغرب وفي الصحراء الغربية. وبقد رما كان باستطاعة البعثة التأكد منه، جر ت تلك الانتخابات دون وقوع أي حادث. وفي رسالة مؤرخة 1أكتوبر 2015 ، أبلغني السيد هلال بأن كل جهة من الجها ت الجديدة ال 12 ، بما فيها جهتا الداخلةوالعيون، ستكون لها صلاحيات واسعة، تشمل تعبئة الموارد المالية وإنشاء وكالا التنمية. 9- وفي بيان بتاريخ4 نونبر 2015 ، ذكرت بأن الوضع النهائي للصحراء الغربية يخضع لعملية تفاوضية تجرى برعايتي وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأعربت عن أسفي لعدم إجراء مفاوضا ت حقيقية «دون شروط مسبقة وبحسن نية من أجل التوصل إلى حل سياسي مقبول للطرفين، يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره". وفي5 نونبر،زارني السيد هلال ليعرب عن استياء بلده من مضمون البيان وتوقيته. و شدد على أن استخدام اصطلاح"الوضع النهائي " أمر جديد ويتعارض مع قرارات مجلس الأمن، التي دعا فيها المجلس إلى إيجاد حل سياسي مقبول للطرفين ". وفي 17 نونبر، كتب إلي السيد عبد العزيز مرحبا يدعوني إلى إجراء مفاوضات حقيقية، وأكد من جديد تأييد جبهة البوليساريو لعمل مبعوثي الشخصي وحذر من "أننا في أزمة ولا يمكن السماح باستمرار هذا النزاع إلى ما لا نهاية". 10- وقام الملك محمد السادس بزيارة إلى العيون في نونبر- 2015 وإلى الداخلة في فبراير 2016 . وفي العيون، ألقى الملك ، في 6 نونبر، خطابه السنوي بمناسبة الذكرى السنوية الأربعين "للمسيرة الخضراء". وقال الملك إن مبادرة الحكم الذاتي «هي أقصي ما يمكن للمغرب أن يقدمه " وأن "تطبيقها يبقى رهينا بالتوصل إلى حل سياسي نهائي ، في إطار الأممالمتحدة ". وأوضح الملك أن إدماج الإقليم في المغرب الموحد سيتم أساسا من خال "النموذ ج التنموي للأقاليم الجنوبية ". وأكد أيضا على مواصلة استثمار عائدات الثروات الطبيعية لفائدة سكان المنطقة في إطار التشاور والتنسيق معهم. ووعد بأنهم سيستفيدون من عدد كبير من مشاريع البنية التحتية. وأضاف أن المشرعين المنتخبين من جانب المواطنين يعدون"الممثلين الحقيقيين لسكان الأقاليم الجنوبية ". وفي12 نونبر و 15 فبراير، كتب السيد هلال مقدما تفاصيل إضافية عن المبادرة، بما في ذلك أنها ستشمل مشاريع في مجالات الفوسفا ط، والزراعة، ومصايد الأسماك ، والسياحة، وأن ميزانيتها العامة ستكون 7.7 بلايين دولار. 11- وفي رسالة مؤرخة - 17 نونبر 2015 ، أعرب السيد عبد العزيز عن "قلق بالغ" إزاء مضمون خطاب الملك ، الذي اعتبره "استفزازيا عن قصد ويهدف بوضوح إلى عدم الاستمرار في عملية الأممالمتحدة السياسية". وفي وقت لاحق، قال السيد عبد العزيز إن جبهة البوليساريو لا تستبعد استئناف النزاع المسلح ، إذا لم يتم إجراء الاستفتاء الذي تم الاتفاق عليه في مقابل وقف إطلاق النار في عام 1991 . وندد بزيارة الملك إلى العيون باعتبارها مخالفة للقانون الدولي. 12- وفي مخيمات اللاجئين قرب تندوف، بالجزائر، كانت الحياة العامة والأنشطة - الاجتماعية تمضي سلميا وفي مناخ هادئ نسبيا .وزادت الظروف المعيشية القاسية، التي تأثرت بالفعل باستمرار تدني المعونة الإنسانية، تدهورا في أكتوبر 2015 نتيجة تساقطات مطرية غزيرة طويلة الأمد. وقد أدت هذه الأمطار إلى إلحاق الدمار بخمسة مخيمات حيث دمرت الكثير من البيوت الطينية للاجئين والعديد من البنى التحتية والإمدادات الغذائية. وحدا الدمار الشديد بمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة )اليونيسيف( ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي إلى توجيه نداء عاجل مشترك لحشد 819.مليون دولار. 13- ونظمت جبهة البوليساريو لقاءات عامة بمناسبة ذكراها السنوية الثانية والأربعين في - 10 مايو 2015 . ففي الفترة من 16 إلى 22 دجنبر 2015 ، عقدت جبهة البوليساريو مؤتمرها الشعبي العام الرابع عشر بمشاركة 2472 مندوبا حسبما أفادت به التقارير. واتهم المؤتمر في بيانه الختامي المغرب بالتعنت في رفض استئناف المفاوضات . واعتبر المؤتمر زيارتي المرتقبة إلى المنطقة وتكثيف الجهود من جانب مبعوثي الشخصي فرصة جديدة، وعبر عن استعداد الجبهة للتجاوب البناء مع هذا المسعى. بيد أنه نبه أيضا إلى أن تحدي المغرب لمساعي الأممالمتحدة يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. و في 23 يناير 2016أعيد انتخاب السيد عبد العزيز بصفته أمينا عاما. وفي يناير 2016 ، عين مسؤولين جددا في عدة مجالات . 14-وفي 23 يونيو 2015 ، أودعت جبهة البوليساريو لدى المجلس الاتحادي السويسري، بصفته الجهة الوديعة لاتفاقيات جنيف لعام 1949 والبروتوكولين الإضافيين الملحقين بها، إعلانا انفراديا يفيد أن جبهة البوليساريو، بصفتها السلطة الممثلة لشعب الصحراء الغربية، تتعهد بتطبيق الاتفاقيات والروتوكول الإضافي الأول الملحق بها على النزاع بين جبهة البوليساريو والمغرب. وفي 26 يونيو، أبلغ المجلس الاتحادي السويسري الأطراف المتعاقدة السامية بتلقي الإعلان وفي 9 يوليوز، أحال أيضا رسالة مؤرخة 30 يونيومن المغرب رفض فيها المغرب ذلك الإعلان واعتبره لاغيا وباطلا، مضيفا أن الجهة الوديعة قد تجاوزت صلاحياتها بقبوله. 15- وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، وجهت إلي السلطات المغربية 11 رسالة تعيد فيها تأكيد دعمها لعملية الأممالمتحدة السياسية، وتشدد على أن مبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب هي الحل الوحيد، وتؤكد أن المغرب يحترم حقوق الإنسان احتراما كاملا، وقام باستثمارات واسعة في الإقليم. ونقلت أيضا شواغلها إزاء ما وصفته بالحالة المؤسفة على الصعيد الإنساني وعلى صعيد حقوق الإنسان في مخيمات اللاجئين قرب تندوف. أما السيد عبد العزيز فكاتبني عشر مرات، معربا عن استيائه إزاء ما وصفه بالعرقلة المغربية ومنددا بانتهاكات حقوق الإنسان، والاستخدام غير المتناسب للقوة، والاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية. و دعا مرارا الأممالمتحدة إلى تنفيذ تدابير علاجية مناسبة، واتخاذ ترتيبات للإفراج عن جميع السجناء السياسيين للصحراء الغربية ، ووضع آلية لرصد حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. الأنشطة السياسية 16- بعد نشر تقريري السابق في 10 أبريل2015 (S/2015/246)، قررت إيفاد رئيسة ديواني حينذا ، سوزانا مالكورا ، لتبليغ تصوري للمسائل المطروحة وإعطاء زخم جديد لعملية التفاوض بشأن الصحراء الغربية. وحمل السيدة مالكورا رسائل مني إلى الملك محمد السادس والسيد عبد العزيز أعدت فيها تأكيد التزامي الشخصي والتزامي السياسي ودعوت فيها الطرفين إلى إظهار إرادة سياسية أقوى والعودة إلى طاولة المفاوضات . 17- وفي منتصف يونيو، سلمت السيدة مالكورا رسالة إلى السيد عبد العزيز. واستقبلها أحد مستشاري الملك محمد السادس، وهو عبد اللطيف المنوني، في غياب الملك . وفي الرسالتين، أكدت على الأخطار التي تطرحها الديناميات الإقليمية المتغيرة، بما في ذلك انتشار تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتصاعد ضغوط الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، والاتجار غير المشروع بالمخدرات وغيرها من المواد المحظورة في منطقة الساحل. ورأيت أن هذه الديناميات تتطلب من المجتمع الدولي أن يُكثف جهوده لمعالجة النزاعات الطويلة الأمد. وبصفة خاصة، وجهت انتباه القادة إلى الأخطاء المحتملة المتعلقة بتغذية نزعة التطرف لدى الشباب ، والتي يمكن أن تشكل خطرا على السلم والأمن في المنطقة وخارجها. يتبع