مرسوم حكومي جديد يُحوّل "منطقة التصدير الحرة طنجة تيك" إلى "منطقة التسريع الصناعي" ويوسّع نطاقها الجغرافي    أخنوش يصل إلى روما لتمثيل جلالة الملك في مراسم جنازة البابا فرانسوا    هيئة: وقفات بعدد من المدن المغربية تضامنا مع غزة وتنديدا بالإبادة الجماعية    طنجة تحتضن النسخة الحادية عشرة من الدوري الدولي "مولاي الحسن" بمشاركة أندية مغربية وإسبانية    الشيبي يسهم في تأهل بيراميدز    المفتش العام للقوات المسلحة الملكية يقوم بزيارة عمل إلى إثيوبيا    وليد الركراكي: نهجنا التواصل وعرض مشاريعنا على اللاعبين مزدوجي الجنسية... نحترم قراراتهم    أخنوش يصل إلى روما لتمثيل جلالة الملك في مراسم جنازة البابا فرانسوا    أسبوع المغرب في موريتانيا".. منصة لتعزيز الشراكة جنوب-جنوب وتوسيع آفاق التعاون الثنائي    بسبب التحكيم.. توتر جديد بين ريال مدريد ورابطة الليغا قبل نهائي كأس الملك    باحثون: "الإقلاع عن السجائر الإلكترونية ممكن بفضل حبوب التوقف عن التدخين"    نشرة إنذارية: زخات رعدية مصحوبة بتساقط للبرد وبهبات رياح مرتقبة الجمعة بعدد من مناطق المملكة    قطار التعاون ينطلق بسرعة فائقة بين الرباط وباريس: ماكرون يحتفي بثمرة الشراكة مع المغرب    الأخضر ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    العالم والخبير في علم المناعة منصف السلاوي يقدم بالرباط سيرته الذاتية "الأفق المفتوح.. مسار حياة"    بودريقة يمثل أمام قاضي التحقيق .. وهذه لائحة التهم    تقرير يكشف عن نقص في دعم متضرري زلزال الحوز: 16% لم يحصلوا على المساعدة    افتتاح مركز لتدريب القوات الخاصة بجماعة القصر الصغير بتعاون مغربي أمريكي    إسكوبار الصحراء.. الناصري يلتمس من المحكمة مواجهته بالفنانة لطيفة رأفت    متدخلون: الفن والإبداع آخر حصن أمام انهيار الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي والحروب    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    عناصر بجبهة البوليساريو يسلمون أنفسهم طواعية للجيش المغربي    إحصاء الخدمة العسكرية ينطلق وأبناء الجالية مدعوون للتسجيل    مذكرة السبت والأحد 26/27 أبريل    "البيجيدي" يعلن غياب وفد "حماس" عن مؤتمره    ضابط شرطة يطلق رصاصا تحذيريا لإيقاف مروج مخدرات حرض كلابا شرسة ضد عناصر الأمن بجرادة    مهرجان "كوميديا بلانكا" يعود في نسخته الثانية بالدار البيضاء    أرباح اتصالات المغرب تتراجع 5.9% خلال الربع الأول من 2025    "أمنستي" تدين تصاعد القمع بالجزائر    المغرب استورد أزيد من 820 ألف طن من النفايات والمواد القابلة لإعادة التدوير خلال 2024    أبرزها "كلاسيكو" بين الجيش والوداد.. العصبة تكشف عن برنامج الجولة 28    طنجة.. ندوة تنزيل تصاميم التهيئة تدعو لتقوية دور الجماعات وتقدم 15 توصية لتجاوز التعثرات    اتفاقية تدعم مقاولات الصناعة الغذائية    السايح مدرب منتخب "الفوتسال" للسيدات: "هدفنا هو التتويج بلقب "الكان" وأكدنا بأننا جاهزين لجميع السيناريوهات"    الإعلان عن صفقة ب 11.3 مليار لتأهيل مطار الناظور- العروي    على حمار أعْرَج يزُفّون ثقافتنا في هودج !    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يناقش "الحق في المدينة" وتحولات العمران    المعرض الدولي للفلاحة بمكناس: مجموعة القرض الفلاحي للمغرب توحّد جهود الفاعلين في مجال الزراعة الذكية    ميسي يطلب التعاقد مع مودريتش.. وإنتر ميامي يتحرك    كاتبة الدولة الدريوش تؤكد من أبيدجان إلتزام المملكة المغربية الراسخ بدعم التعاون الإفريقي في مجال الصيد البحري    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    جرادة.. ضابط شرطة يطلق النار لتتوقيف ممبحوث عنه واجه الأمن بالكلاب الشرسة    الملك يقيم مأدبة عشاء على شرف المدعوين والمشاركين في الدورة ال 17 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب    رفضا للإبادة في غزة.. إسبانيا تلغي صفقة تسلح مع شركة إسرائيلية    الصين تنفي وجود مفاوضات تجارية مع واشنطن: لا مشاورات ولا اتفاق في الأفق    رواد سفينة الفضاء "شنتشو-20" يدخلون محطة الفضاء الصينية    المديرة العامة لصندوق النقد الدولي: المغرب نموذج للثقة الدولية والاستقرار الاقتصادي    "الإيسيسكو" تقدم الدبلوماسية الحضارية كمفهوم جديد في معرض الكتاب    أكاديمية المملكة المغربية تسلّم شارات أربعة أعضاء جدد دوليّين    الرباط …توقيع ديوان مدن الأحلام للشاعر بوشعيب خلدون بالمعرض الدولي النشر والكتاب    كردية أشجع من دول عربية 3من3    دراسة: النوم المبكر يعزز القدرات العقلية والإدراكية للمراهقين    إصابة الحوامل بفقر الدم قد ترفع خطر إصابة الأجنة بأمراض القلب    الحل في الفاكهة الصفراء.. دراسة توصي بالموز لمواجهة ارتفاع الضغط    المغرب يعزز منظومته الصحية للحفاظ على معدلات تغطية تلقيحية عالية    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير الأمين العام عن الحالة فيما يتعلق بملف الصحراء


اولا - مقدمة
1 = يقدم هذا التقرير عملا بقرار مجلس الامن 1871 (2009) المؤرخ 30 ابريل 2009 الذي مدد المجلس بموجبه ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية حتى 30 أبريل 2010 وطلب إلي أن اقدم تقريرا عن الحالة قبل ذلك الموعد. ويغطي هذا التقرير التطورات التي استحدثت منذ صدور تقريري السابق المؤرخ 13 ابريل 2009
ثانيا - التطورات الاخيرة
في الصحراء الغربية
2 - ظل الاقليم هادئا الى حد بعيد خلال الفترة قيد الاستعراض، والقى العاهل المغربي الملك محمد السادس خطابا بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء، في نونبر اقترح فيه خطة من خمس نقاط لاعتماد نظام الجهوية، على أن تركز الخطة في البداية على جزء الصحراء الغربية الخاضع لسيطرة المغرب. وحدد تأكيد التزام المملكة بمقترح الحكم الذاتي على النحو الذي طرح في المفاوضات الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة. وفي رسالة موجهة الي بتاريخ 9 نونبر، أشار محمد عبد العزيز الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو) إلى ما ورد في خطاب العاهل المغربي، وأعاد تأكيد موقفه الداعي الى أن يقرر الشعب الصحراوي مصيره في استفتاء حر.
3- واحتفلت جبهة البوليساريو بالذكرى السنوية 34 لاعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من 26 الى 28 فبراير. و جرت الاحتفالات في اماكن مختلفة من الاقليم (في المنطقة الواقعة شرق الجدار الرملي الذي تسيطر عليها جبهة البوليساريو) وفي مخيمات اللاجئين في تندوف بالجزائر. وحضر الحفل الرئيسي نحو 500 شخص في بير لحلوب الجزء الشمالي الشرقي من الاقليم. وفي الاسبوع نفسه، اعلن «المجلس الوطني» لجبهة البوليساريو أن أولوياته لعام 2010 هي «ممارسة سيادة الدولة الصحراوية، واعادة السكان إلى المناطق المحررة، وتعزيز جيش التحرير الشعبي الصحراوي، ودعم انتفاضة الاستقلال في الاراضي المحتلة في الصحراء الغربية، وفي ماي اطلقت جبهة البوليساريو قناتها التلفزيونية الجديدة.
4 - وشارك نحو 600 شخص في مظاهرة سميت ب «مسيرة الالف شخص» نظمتها، في 10 ابريل، جبهة البوليساريو ومنظمات غير حكومية متعاطفة مع قضيتها. واثناء المظاهرة،، و طئ صحراوي يبلغ من العمر 19 سنة لغما مضادا للافراد شرق الجدار الرملي ففقد احدى قدميه بينما كان يتظاهر برفقة عدة شبان اخرين على مقربة من الجدار الرملي المزروع بالالغام.واهابت في جبهة البوليساريو في رسالة مؤرخة 12 ابريل ان اكفل إزالة الجدار الرملي لاسباب انسانية.
5 - وشهدت اماكن عمل الأمم المتحدة في منطقة البعثة حادثين في ماي. ففي 23 ماي، اعلنت امرأة صحراوية اضرابا عن الطعام داخل مجمع صغير لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في مخيمات اللاجئين في تندوف. وبعد بضعة ايام، اقنعها شيوخ محليون بالكف عن ذلك، فغادرت الجمع. وفي الوقت نفسه، وفي حادث منفصل فيما يبدو، دخل ثلاثة رجال صحراويين بصورة مفاجئة موقع الفريق في السمارة ( غرب الجدار الرملي) في 25 ماي ورفعوا لافتات كتبت عليها مطالب تتعلق بالسجناء السياسيين الصحراويين. واقنعهم مسؤولو البعثة بأن يتصرفوا بهدوء في مساء اليوم ذاته.
6 - وفي 30 نونبر،أبلغت جبهة البوليساريو، البعثة أن موريتانيا تقوم بعمليات استطلاع جوية بالقرب من اغوانيت بالجزء الجنوبي الشرقي من المنطقة التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو بحثا عن مجموعة أشخاص مجهولي الهوية اختطفوا ثلاثة مواطنين اسبانيين في موريتانيا. وعلقت البعثة جميع الدوريات البرية شرق الجدار الرملي واصدرت تعليمات لجميع مواقع الافرقة في تلك المنطقة كي تغلق مداخلها، واستنادا إلى معلومات قدمتها جبهة البوليساريو مؤداها أن المجموعة الاجرامية غير موجودة في الصحراء الغربية وانما افيد بأنه على تخوم مالي، استأنفت البعثة انشطة دورياتها العادية شرق الجدارا لرملي في 8 دجنبر.
7 - وفي 14 نونبر، اعتقلت السلطات المغربية الناشطة الصحراوية البارزة اميناتو حيدر في مطار العيون لدى عودتها من رحلة الى الولايات المتحدة الأمريكية. ثم رحلت في وقت لاحق الى جزر الكناري الاسبانية المجاورة، و حلت قضية السيدة حيدر بعد 32 يوما من الاضراب عن الطعام عندما سمح لها بالعودة الى اسرتها في العيون ( انظر الفقرة 64 ادناه).
8 - و لوحظ خلال اضراب السيدة حيدر عن الطعام تزايد التوتر في مخيمات تندوف. ففي 11 دجنبر اقتحمت مجموعة من الشبان الصحراويين المجمع الصغير لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والحقوا به اضرارا مادية طفيفة، و رفعوا لفترة وجيزة علم الجمهورية الصحراوية مكان علم المفوضية. واقنعت المجموعة في وقت لاحق بازالة علمها ومغادرة المجمع بهدوء. وعقب هذا الحادث، قامت جبهة البوليساريو مؤقتا بطلب من البعثة وغيرها من وكالات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة، بوضع حراس امن في مجمع المفوضية الى أن خفت حدة التوتر.
ثالثا - انشطة مبعوثي الشخصي
أ - الاتصالات مع الطرفين وعقد الاجتماع غير الرسمي الاول
9 - في مارس 2009 بدأ السيد كريستوفر روس، مبعوثي الشخصي، اجراء مشاورات في نيويورك بشأن عقد اجتماع غير رسمي او اكثر بين الطرفين والدول المجاورة للتحضير لجولة خامسة من المفاوضات، ورحب مجلس الامن بهذا النهج في قراره 1871 (2010)
10- واقتضت نتائج تلك المشاورات سفر مبعوثي الشخصي الى المنطقة للمرة الثانية من 22 يونيه الى يوليوز لتوضيح الهدف المتوخى من الاجتماعات غير الرسمية والهيكل الذي تقوم عليه، وللتأكد من استعداد الطرفين والدول المجاورة للحضور. والتقى السيد روس خلال جولته مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ومحمد عبد العزيز الامين العام لجبهة البوليساريو، ويحيي ولد احمد الواقف، رئيس الوزراء الموريتاني، ومحمد محمود ولد محمدو، وزير خارجية موريتانيا، والطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، وكذلك مع اعضاء الفريق المرافق لكل منهم. واكد جميع المحاورين التزامهم بمواصلة العمل مع الامم المتحدة لإيجاد حل، وتم التوصل الى اتفاق بشأن عقد اجتماع غير رسمي اول، وتفضلت حكومة النمسا بتوفير مكان لعقده. واجرى مبعوثي الشخصي اثناء تلك المرحلة وبعده مشاورات ايضا مع كبار المسؤولين في اسبانيا وفرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية.
11 - وعقد الاجتماع غير الرسمي الاول في دورنشتاين بالنمسا يوم 9 و 10 غشت وحقق هدفه الرئيسي المتمثل في اعادة ارساء جو الاحترام المتبادل والحوار الذي ساد عند بداية المفاوضات في مانهاست ثم ما لبث أن انهار مع توالي الجولات. و تحاور الطرفان باسلوب ساده الاحترام وروح الاخذ والعطاء بصورة شاملة، فناقشنا تدابير بناء الثقة وقضايا حقوق الانسان، تمهيدا للقيام في وقت لاحق ببحث القضايا الجوهرية للنزاع. واتفقت الاراء على انه ينبغي تطبيق اتفاق طويل الأمد من حيث المبدأ لاستكشاف استعمال الطريق البرية كخيار في سياق توسيع الزيارات العائلية بين الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين، واتفق على النظر بروح ايجابية في تدابير بناء الثقة التي اقترحها المفوض السامي لشؤون اللاجئين واي تدابير اخرى قد يطرحها مبعوثي الشخصي.
12 - وفيما يتعلق بقضايا حقوق الانسان، تبادل الطرفان الاتهامات بارتكاب انتهاكات، واشتكى كل طرف من طريقة تناول الطرف الاخر لهذه المسائل. وطالبت جبهة البوليساريو بآلية رصد تابعة للامم المتحدة وأعرب المغرب عن رفضه هذا الأمر. ولتجنب تسميم الاجواء، اقترح مبعوثي الشخصي ان يبدي كل طرف شواغله بشأن هذه المسألة من خلاله بدلا من وسائل الاتصالات العامة. ومع ما ظهر من اتفاق بشأن الاجراء المقترح، تواصل بعد ذلك تبادل الاتهامات علنا. وقبل انتهاء الاجتماع، شرع الطرفان ايضا في مناقشة اولية للقضايا الجوهرية الاساسية ولكن الخلاف استمر بينهما،و لا سيما بشأن شروط تقرير المصير.
13 - وكان الوفدان المراقبان للجزائر وموريتانيا حاضرين في دور نشتاين وجدير بالذكر ان المشاركة الجزائرية في العملية كانت على المستوى الوزاري للمرة الاولى منذ عام 2004 وقال الوفد الجزائري انه، بصفته وفدا مراقبا، لا يستطيع ان يشارك مباشرة في المحادثات ولكنه مستعد للعمل مع الطرفين على أي امر يتفقان عيله فيما يتعلق بتدابير بناء الثقة وقضايا حقوق الانسان.
ب - اجراء المزيد من الاتصالات
مع الطرفين وتجدد التوتر
14 - بعد اجتماع دورنشتاين، اجرى مبعوثي الشخصي مشاورات منتظمة مع الاطراف، وخلص الى أنه ربما كان بالامكان احراز تقدم بشأن القضايا الجوهرية الاساسية في اجتماع غير رسمي اخر وليس في جولة خامسة من المفاوضات الرسمية تعقد على الفور وفي شتنبر، اثناء دورة الجمعية العامة الرابعة والستين، اجتمعت على انفراد مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ووزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، واعرب كلا الجانبين عن التزامهما المستمر بعملية التفاوض، وعن دعمهما للجهود التي يبذلها مبعوثي الشخصي. وبفضل إجراء المزيد من المشاورات مع الطرفين، انفتحت آفاق حوار جاد بشأن المقترحين اللذين قدماهما في ابريل 2007. وعلى هذا الاساس، اقترح مبعوثي الشخصي عقد اجتماع ثان غير رسمي يومي 21 و22 نونبر او يومي 4 و5 دجنبر 2009.
15- ولكن في شهر اكتوبر، بدأت سلسلة من الاحداث التي زادت من استحالة الاجتماع في المواعيد المقترحة. واتخذ كل طرف إجراءات اعتبرها الطرف الآخر استفزازية ومدمرة للأجواء الايجابية التي برزت في دور نشتاين، كما شكك كل منهما في حسن نوايا الآخر. ومع تتابع تلك الاحداث، فإن مبعوثي الشخصي، شأنه شأن عدد من العناصر الفاعلة الدولية الاخرى، وجد نفسه يعمل من منطلق إدارة الأزمات من أجل الحيلولة دون حدوث المزيد من التدهور في الموقف.
ج- الاجتماع غير الرسمي الثاني
16- شهدت الاجواء تحسنا بحلول شهر يناير 2010، وتمكن مبعوثي الشخصي من عقد اجتماع غير رسمي ثان في مقاطعة وستشستر، نيويورك، يومي 10 و11 فبراير. ومع بدء الاجتماع، منح كل طرف الفرصة لإلقاء بيان افتتاحي. وكان الجانب الاكبر من تبادل الآراء الذي تلا ذلك يتعلق بحقوق الانسان والمسائل المتصلة بها، حيث شكا الطرفان كلاهما من وقوع انتهاكات. ودعت جبهة البوليساريو مجددا الى اضطلاع الامم المتحدة بأعمال للرصد، فيما أعلن المغرب مرة أخرى عن معارضته لذلك. وشدد المغرب أيضا على أن الجزائر ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين لاتفيان بالتزاماتهما الدولية، إذ أنهما تمتنعان عن الاضطلاع بمسؤوليتهما فيما يخص اللاجئين على أرض الجزائر.
17- وخلال ما تبقى من المحادثات، أعاد كل طرف المقترح الذي قدمه في نيسان / ابريل 2007، تناول كل طرف مقترح الآخر بدرجات متفاوتة. وعلى الرغم من ان تبادل الآراء اتسم بالصراحة والاحترام، اتفق الطرفان في نهاية الاجتماع مع ما أورده موجز مبعوثي الشخصي بأن كلا من الطرفين لم يوافق على مقترح الآخر كأساس وحيد للمفاوضات في المستقبل. وكان واضحا لمبعوثي الشخصي ان الفرق الجوهري غير القابل للتفاوض حتى تاريخه بين الطرفين يكمن في مسألة تقرير المصير. فجبهة البوليساريو، بدعم من الجزائر، تصر على استفتاء متعدد الخيارات بما يشمل الاستقلال، بينما يصر المغرب على نظام للحكم الذاتي يتوصل إليه عن طريق التفاوض وعلى استفتاء لإقراره يكون بخيار واحد.
18- وكما كان الحال في دور نشتاين، حضر المحادثات وفدان مراقبان من الجزائر وموريتانيا،ولكنهما لما يشاركا مباشرة في المحادثات. وكررت الجزائر دعمها لأي شيء قد يتفق عليه الطرفان، وتعهدت بالنظر في أسباب التأخر في إتاحة الاتصالات الهاتفية بين الصحراء الغربية ومخيم الداخلة، أبعد مخيمات اللاجئين، على النحو المتوخى في تدابير بناء الثقة المتفق عليها في وقت سابق.
د - الخطوات المقبلة
19- كرر الطرفان خلال المحادثات غير الرسمية التزاماتهما بمواصلة المفاوضات في أقرب وقت ممكن، وزار مبعوثي الشخصي المنطقة في مارس 2010 لاستطلاع أفكار الطرفين حول كيفية تجاوز المأزق الحالي، واضعا في اعتباره ان كلا الطرفين ليس على استعداد لقبول مقترح الآخر بصيغته الحالية، وأنه لاتوجد آلية لإلزام الطرفين بالموافقة على أي من المقترحين لتسوية النزاع.
20- ومنذ البداية، أبقى مبعوثي الشخصي مجلس الامن ومجموعة الاصدقاء على علم تام بأنشطته من خلال الرسائل الخطية والإحاطات الرسمية وغير الرسمية، التي كان آخرها يوم 18 فبراير 2010، وقد بذل جهودا مضنية لتشجيع التوصل الى تسوية. وتتأثر سرعة تلك الجهود وجوهرها تأثرا شديدا بردود فعل الطرفين على الاحداث في المنطقة، وتمسكهما الثابت بمواقف لاتقبل التوفيق بينهما. ورغم ذلك، فإنه يواصل العمل الحثيث للتشجيع على التوصل الى حل سياسي يقبله الطرفان وينص على تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية في سياق ترتيبات تتسق مع مبادىء ميثاق الامم المتحدة ومقاصده. ويشكل هذا الحل شرطا مسبقا لعودة اللاجئين الى ديارهم وتعزيز الاستقرار والتنمية والاندماج في المنطقة.
رابعا - الانشطة الجارية
على أرض الواقع
أ - الانشطة العسكرية
21- في 20 مارس 2010، بلغ عدد أفراد العنصر العسكري في البعثة 223 فردا، بمن فيهم الموظفون الاداريون وموظفو الوحدة الطبية، في مقابل القوام المأذون به وهو 230 فردا. وتضم البعثة حاليا خمس مراقبات عسكريات، من السلفادور وغانا وفرنسا ومنغوليا. وهناك أيضا خمس ضابطات ، طبيبتان وثلاث ممرضات، في الوحدة الطبية الماليزية. وإنني أشجع على نشر البلدان المساهمة بقوات المزيد من الضابطات، سواء لأسباب تشغيلية او لتحسين التوازن بين الجنسين في البعثة. وخلال الفترة قيد الاستعراض، شهد متوسط عدد المراقبين العسكريين الناطقين بالفرنسية والاسبانية والعربية زيادة كبيرة من 14 الى 19، ومن 25 الى 28، ومن 17 الى 32 تباعا.
22- وبالاضافة الى مواقع الافرقة التسعة ومكتب اتصال تندوف، نشر مراقبان عسكريان مؤقتا كضابطي اتصال مع الجيش الملكي المغربي في الداخلة منذ 19 اكتوبر. وأجري هذا النشر لإقامة قاعدة اتصال بين البعثة ومقر قيادة القطاع التابعة للجيش الملكي المغربي، بعد إغلاق مقر البعثة بالقطاع الجنوبي عام 2005. ومن المقرر تقييم هذا الترتيب المؤقت في يوليوز 2010 قبل اتخاذ قرار بتمديده.
23- وخلال الفترة من 1 ابريل 2009 الى 20 مارس 2010، أجرت البعثة 8433 دورية برية و578 دورية جوية (بما في ذلك الاستطلاع الجوي) لزيارة ومراقبة وحدات الجيش الملكي المغربي والقوات العسكرية لجبهة البوليساريو ورصد التقيد بالاتفاقات العسكرية. وخلال تلك الفترة ، واصلت البعثة استخدام دوريات الهيلكوبتر على نطاق واسع باعتبارها وسيلة رصد فعالة، بالاقتران مع الدوريات البرية التي تخرج نهارا وليلا.
24- ولاتزال البعثة تتمتع بعلاقات طيبة مع الجيش الملكي المغربي والقوات العسكرية لجبهة البوليساريو . غير أن كلا الطرفيان ظل يمتنع عن التعامل مباشرة مع الطرف الآخر. وظلت كل الاتصالات المعروفة بين القوتين المسلحتين تتخذ شكل رسائل خطية عن طريق البعثة. واقترحت البعثة إنشاء آلية عسكرية مشتركة للتحقق لمناقشة الادعاءات بحدوث انتهاكات للاتفاق العسكري رقم 1 وغير ذلك من مسائل الاهتمام المشترك.
يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.