ضحايا "البوليساريو" يفضحون أمام مجلس حقوق الإنسان انتهاكات فظيعة في مخيمات تندوف    حموشي يؤشر على تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    القمة العربية غير العادية .. السيد ناصر بوريطة يجري بالقاهرة مباحثات مع المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية والتعاون الدولي بليبيا    ارتفاع التحويلات النقدية للمغاربة المقيمين بالخارج خلال يناير    القمة العربية تتبنى الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة        الذهب يواصل مكاسبه مع إقبال عليه بفضل الرسوم الجمركية الأمريكية    تقرير: كيف يحافظ المغرب على "صفر إرهاب" وسط إقليم مضطرب؟    المغرب يستهدف خلق 150 ألف فرصة عمل بقطاع السياحة بحلول عام 2030    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال 24 ساعة الماضية    وزارة الثقافة تطلق برنامج دعم المشاريع الثقافية والفنية لسنة 2025    دراسة: البدانة ستطال ستة من كل عشرة بالغين بحلول العام 2050    مصرع شخصين في اصطدام عنيف بين شاحنتين بطريق الخميس أنجرة بضواحي تطوان    15 قتيلا و2897 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال الأسبوع المنصرم    أحوال الطقس ليوم الأربعاء: برد وزخات مطرية في مناطق واسعة من البلاد    في حضرة سيدنا رمضان.. هل يجوز صيام المسلم بنية التوبة عن ذنب اقترفه؟ (فيديو)    بلاغ حول انعقاد الدورة العادية لمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة    كأس العرش 2023-2024 (قرعة).. مواجهات قوية وأخرى متكافئة في دور سدس العشر    الحزب الثوري المؤسساتي المكسيكي يدعو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى الانضمام للمؤتمر الدائم للأحزاب السياسية في أمريكا اللاتينية والكاريبي    ترامب يعلق جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد أيام من مشادته مع زيلينسكي    القاهرة.. انطلاق أعمال القمة العربية غير العادية بمشاركة المغرب    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على أداء سلبي    وكالة بيت مال القدس تشرع في توزيع المساعدات الغذائية على مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالقدس    أسعار اللحوم في المغرب.. انخفاض بنحو 30 درهما والناظور خارج التغطية    أمن فاس يوقف 6 أشخاص متورطون في الخطف والإحتجاز    استئنافية مراكش ترفع عقوبة رئيس تنسيقية زلزال الحوز    الضفة «الجائزة الكبرى» لنتنياهو    التفوق الأمريكي وفرضية التخلي على الأوروبيين .. هل المغرب محقا في تفضيله الحليف الأمريكي؟    بنك المغرب يحذر من أخبار مضللة ويعلن عن اتخاذ إجراءات قانونية    انتخاب المغرب نائبا لرئيس مجلس الوزارء الأفارقة المكلفين بالماء بشمال إفريقيا    "مرحبا يا رمضان" أنشودة دينية لحفيظ الدوزي    مسلسل معاوية التاريخي يترنح بين المنع والانتقاد خلال العرض الرمضاني    ألباريس: العلاقات الجيدة بين المغرب وترامب لن تؤثر على وضعية سبتة ومليلية    الركراكي يوجه دعوة إلى لاعب دينامو زغرب سامي مايي للانضمام إلى منتخب المغرب قبيل مباراتي النيجر وتنزانيا    القناة الثانية (2M) تتصدر نسب المشاهدة في أول أيام رمضان    الصين تكشف عن إجراءات مضادة ردا على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على منتجاتها    فنربخشه يقرر تفعيل خيار شراء سفيان أمرابط    جمع عام استثنائي لنادي مولودية وجدة في 20 مارس    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء    الزلزولي يعود إلى تدريبات ريال بيتيس    فينيسيوس: "مستقبلي رهن إشارة ريال مدريد.. وأحلم بالكرة الذهبية"    الإفراط في تناول السكر والملح يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان    دوري أبطال أوروبا .. برنامج ذهاب ثمن النهاية والقنوات الناقلة    فرنسا تفرض إجراءات غير مسبوقة لتعقب وترحيل المئات من الجزائريين    الفيدرالية المغربية لتسويق التمور تنفي استيراد منتجات من إسرائيل    بطولة إسبانيا.. تأجيل مباراة فياريال وإسبانيول بسبب الأحوال الجوية    سينما.. فيلم "أنا ما زلت هنا" يمنح البرازيل أول جائزة أوسكار    القنوات الوطنية تهيمن على وقت الذروة خلال اليوم الأول من رمضان    3 مغاربة في جائزة الشيخ زايد للكتاب    عمرو خالد: هذه أضلاع "المثلث الذهبي" لسعة الأرزاق ورحابة الآفاق    المغرب يستمر في حملة التلقيح ضد الحصبة لرفع نسبة التغطية إلى 90%‬    كرنفال حكومي مستفز    وزارة الصحة تكشف حصيلة وفيات وإصابات بوحمرون بجهة طنجة    حوار مع صديقي الغاضب.. 2/1    فيروس كورونا جديد في الخفافيش يثير القلق العالمي..    بريسول ينبه لشروط الصيام الصحيح ويستعرض أنشطة المجلس في رمضان    الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين يستغرب فرض ثلاث وكالات للأسفار بأداء مناسك الحج    المياه الراكدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير الأمين العام عن الحالة فيما يتعلق بملف الصحراء


اولا - مقدمة
1 = يقدم هذا التقرير عملا بقرار مجلس الامن 1871 (2009) المؤرخ 30 ابريل 2009 الذي مدد المجلس بموجبه ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية حتى 30 أبريل 2010 وطلب إلي أن اقدم تقريرا عن الحالة قبل ذلك الموعد. ويغطي هذا التقرير التطورات التي استحدثت منذ صدور تقريري السابق المؤرخ 13 ابريل 2009
ثانيا - التطورات الاخيرة
في الصحراء الغربية
2 - ظل الاقليم هادئا الى حد بعيد خلال الفترة قيد الاستعراض، والقى العاهل المغربي الملك محمد السادس خطابا بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء، في نونبر اقترح فيه خطة من خمس نقاط لاعتماد نظام الجهوية، على أن تركز الخطة في البداية على جزء الصحراء الغربية الخاضع لسيطرة المغرب. وحدد تأكيد التزام المملكة بمقترح الحكم الذاتي على النحو الذي طرح في المفاوضات الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة. وفي رسالة موجهة الي بتاريخ 9 نونبر، أشار محمد عبد العزيز الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو) إلى ما ورد في خطاب العاهل المغربي، وأعاد تأكيد موقفه الداعي الى أن يقرر الشعب الصحراوي مصيره في استفتاء حر.
3- واحتفلت جبهة البوليساريو بالذكرى السنوية 34 لاعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من 26 الى 28 فبراير. و جرت الاحتفالات في اماكن مختلفة من الاقليم (في المنطقة الواقعة شرق الجدار الرملي الذي تسيطر عليها جبهة البوليساريو) وفي مخيمات اللاجئين في تندوف بالجزائر. وحضر الحفل الرئيسي نحو 500 شخص في بير لحلوب الجزء الشمالي الشرقي من الاقليم. وفي الاسبوع نفسه، اعلن «المجلس الوطني» لجبهة البوليساريو أن أولوياته لعام 2010 هي «ممارسة سيادة الدولة الصحراوية، واعادة السكان إلى المناطق المحررة، وتعزيز جيش التحرير الشعبي الصحراوي، ودعم انتفاضة الاستقلال في الاراضي المحتلة في الصحراء الغربية، وفي ماي اطلقت جبهة البوليساريو قناتها التلفزيونية الجديدة.
4 - وشارك نحو 600 شخص في مظاهرة سميت ب «مسيرة الالف شخص» نظمتها، في 10 ابريل، جبهة البوليساريو ومنظمات غير حكومية متعاطفة مع قضيتها. واثناء المظاهرة،، و طئ صحراوي يبلغ من العمر 19 سنة لغما مضادا للافراد شرق الجدار الرملي ففقد احدى قدميه بينما كان يتظاهر برفقة عدة شبان اخرين على مقربة من الجدار الرملي المزروع بالالغام.واهابت في جبهة البوليساريو في رسالة مؤرخة 12 ابريل ان اكفل إزالة الجدار الرملي لاسباب انسانية.
5 - وشهدت اماكن عمل الأمم المتحدة في منطقة البعثة حادثين في ماي. ففي 23 ماي، اعلنت امرأة صحراوية اضرابا عن الطعام داخل مجمع صغير لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في مخيمات اللاجئين في تندوف. وبعد بضعة ايام، اقنعها شيوخ محليون بالكف عن ذلك، فغادرت الجمع. وفي الوقت نفسه، وفي حادث منفصل فيما يبدو، دخل ثلاثة رجال صحراويين بصورة مفاجئة موقع الفريق في السمارة ( غرب الجدار الرملي) في 25 ماي ورفعوا لافتات كتبت عليها مطالب تتعلق بالسجناء السياسيين الصحراويين. واقنعهم مسؤولو البعثة بأن يتصرفوا بهدوء في مساء اليوم ذاته.
6 - وفي 30 نونبر،أبلغت جبهة البوليساريو، البعثة أن موريتانيا تقوم بعمليات استطلاع جوية بالقرب من اغوانيت بالجزء الجنوبي الشرقي من المنطقة التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو بحثا عن مجموعة أشخاص مجهولي الهوية اختطفوا ثلاثة مواطنين اسبانيين في موريتانيا. وعلقت البعثة جميع الدوريات البرية شرق الجدار الرملي واصدرت تعليمات لجميع مواقع الافرقة في تلك المنطقة كي تغلق مداخلها، واستنادا إلى معلومات قدمتها جبهة البوليساريو مؤداها أن المجموعة الاجرامية غير موجودة في الصحراء الغربية وانما افيد بأنه على تخوم مالي، استأنفت البعثة انشطة دورياتها العادية شرق الجدارا لرملي في 8 دجنبر.
7 - وفي 14 نونبر، اعتقلت السلطات المغربية الناشطة الصحراوية البارزة اميناتو حيدر في مطار العيون لدى عودتها من رحلة الى الولايات المتحدة الأمريكية. ثم رحلت في وقت لاحق الى جزر الكناري الاسبانية المجاورة، و حلت قضية السيدة حيدر بعد 32 يوما من الاضراب عن الطعام عندما سمح لها بالعودة الى اسرتها في العيون ( انظر الفقرة 64 ادناه).
8 - و لوحظ خلال اضراب السيدة حيدر عن الطعام تزايد التوتر في مخيمات تندوف. ففي 11 دجنبر اقتحمت مجموعة من الشبان الصحراويين المجمع الصغير لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والحقوا به اضرارا مادية طفيفة، و رفعوا لفترة وجيزة علم الجمهورية الصحراوية مكان علم المفوضية. واقنعت المجموعة في وقت لاحق بازالة علمها ومغادرة المجمع بهدوء. وعقب هذا الحادث، قامت جبهة البوليساريو مؤقتا بطلب من البعثة وغيرها من وكالات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة، بوضع حراس امن في مجمع المفوضية الى أن خفت حدة التوتر.
ثالثا - انشطة مبعوثي الشخصي
أ - الاتصالات مع الطرفين وعقد الاجتماع غير الرسمي الاول
9 - في مارس 2009 بدأ السيد كريستوفر روس، مبعوثي الشخصي، اجراء مشاورات في نيويورك بشأن عقد اجتماع غير رسمي او اكثر بين الطرفين والدول المجاورة للتحضير لجولة خامسة من المفاوضات، ورحب مجلس الامن بهذا النهج في قراره 1871 (2010)
10- واقتضت نتائج تلك المشاورات سفر مبعوثي الشخصي الى المنطقة للمرة الثانية من 22 يونيه الى يوليوز لتوضيح الهدف المتوخى من الاجتماعات غير الرسمية والهيكل الذي تقوم عليه، وللتأكد من استعداد الطرفين والدول المجاورة للحضور. والتقى السيد روس خلال جولته مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ومحمد عبد العزيز الامين العام لجبهة البوليساريو، ويحيي ولد احمد الواقف، رئيس الوزراء الموريتاني، ومحمد محمود ولد محمدو، وزير خارجية موريتانيا، والطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، وكذلك مع اعضاء الفريق المرافق لكل منهم. واكد جميع المحاورين التزامهم بمواصلة العمل مع الامم المتحدة لإيجاد حل، وتم التوصل الى اتفاق بشأن عقد اجتماع غير رسمي اول، وتفضلت حكومة النمسا بتوفير مكان لعقده. واجرى مبعوثي الشخصي اثناء تلك المرحلة وبعده مشاورات ايضا مع كبار المسؤولين في اسبانيا وفرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية.
11 - وعقد الاجتماع غير الرسمي الاول في دورنشتاين بالنمسا يوم 9 و 10 غشت وحقق هدفه الرئيسي المتمثل في اعادة ارساء جو الاحترام المتبادل والحوار الذي ساد عند بداية المفاوضات في مانهاست ثم ما لبث أن انهار مع توالي الجولات. و تحاور الطرفان باسلوب ساده الاحترام وروح الاخذ والعطاء بصورة شاملة، فناقشنا تدابير بناء الثقة وقضايا حقوق الانسان، تمهيدا للقيام في وقت لاحق ببحث القضايا الجوهرية للنزاع. واتفقت الاراء على انه ينبغي تطبيق اتفاق طويل الأمد من حيث المبدأ لاستكشاف استعمال الطريق البرية كخيار في سياق توسيع الزيارات العائلية بين الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين، واتفق على النظر بروح ايجابية في تدابير بناء الثقة التي اقترحها المفوض السامي لشؤون اللاجئين واي تدابير اخرى قد يطرحها مبعوثي الشخصي.
12 - وفيما يتعلق بقضايا حقوق الانسان، تبادل الطرفان الاتهامات بارتكاب انتهاكات، واشتكى كل طرف من طريقة تناول الطرف الاخر لهذه المسائل. وطالبت جبهة البوليساريو بآلية رصد تابعة للامم المتحدة وأعرب المغرب عن رفضه هذا الأمر. ولتجنب تسميم الاجواء، اقترح مبعوثي الشخصي ان يبدي كل طرف شواغله بشأن هذه المسألة من خلاله بدلا من وسائل الاتصالات العامة. ومع ما ظهر من اتفاق بشأن الاجراء المقترح، تواصل بعد ذلك تبادل الاتهامات علنا. وقبل انتهاء الاجتماع، شرع الطرفان ايضا في مناقشة اولية للقضايا الجوهرية الاساسية ولكن الخلاف استمر بينهما،و لا سيما بشأن شروط تقرير المصير.
13 - وكان الوفدان المراقبان للجزائر وموريتانيا حاضرين في دور نشتاين وجدير بالذكر ان المشاركة الجزائرية في العملية كانت على المستوى الوزاري للمرة الاولى منذ عام 2004 وقال الوفد الجزائري انه، بصفته وفدا مراقبا، لا يستطيع ان يشارك مباشرة في المحادثات ولكنه مستعد للعمل مع الطرفين على أي امر يتفقان عيله فيما يتعلق بتدابير بناء الثقة وقضايا حقوق الانسان.
ب - اجراء المزيد من الاتصالات
مع الطرفين وتجدد التوتر
14 - بعد اجتماع دورنشتاين، اجرى مبعوثي الشخصي مشاورات منتظمة مع الاطراف، وخلص الى أنه ربما كان بالامكان احراز تقدم بشأن القضايا الجوهرية الاساسية في اجتماع غير رسمي اخر وليس في جولة خامسة من المفاوضات الرسمية تعقد على الفور وفي شتنبر، اثناء دورة الجمعية العامة الرابعة والستين، اجتمعت على انفراد مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ووزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، واعرب كلا الجانبين عن التزامهما المستمر بعملية التفاوض، وعن دعمهما للجهود التي يبذلها مبعوثي الشخصي. وبفضل إجراء المزيد من المشاورات مع الطرفين، انفتحت آفاق حوار جاد بشأن المقترحين اللذين قدماهما في ابريل 2007. وعلى هذا الاساس، اقترح مبعوثي الشخصي عقد اجتماع ثان غير رسمي يومي 21 و22 نونبر او يومي 4 و5 دجنبر 2009.
15- ولكن في شهر اكتوبر، بدأت سلسلة من الاحداث التي زادت من استحالة الاجتماع في المواعيد المقترحة. واتخذ كل طرف إجراءات اعتبرها الطرف الآخر استفزازية ومدمرة للأجواء الايجابية التي برزت في دور نشتاين، كما شكك كل منهما في حسن نوايا الآخر. ومع تتابع تلك الاحداث، فإن مبعوثي الشخصي، شأنه شأن عدد من العناصر الفاعلة الدولية الاخرى، وجد نفسه يعمل من منطلق إدارة الأزمات من أجل الحيلولة دون حدوث المزيد من التدهور في الموقف.
ج- الاجتماع غير الرسمي الثاني
16- شهدت الاجواء تحسنا بحلول شهر يناير 2010، وتمكن مبعوثي الشخصي من عقد اجتماع غير رسمي ثان في مقاطعة وستشستر، نيويورك، يومي 10 و11 فبراير. ومع بدء الاجتماع، منح كل طرف الفرصة لإلقاء بيان افتتاحي. وكان الجانب الاكبر من تبادل الآراء الذي تلا ذلك يتعلق بحقوق الانسان والمسائل المتصلة بها، حيث شكا الطرفان كلاهما من وقوع انتهاكات. ودعت جبهة البوليساريو مجددا الى اضطلاع الامم المتحدة بأعمال للرصد، فيما أعلن المغرب مرة أخرى عن معارضته لذلك. وشدد المغرب أيضا على أن الجزائر ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين لاتفيان بالتزاماتهما الدولية، إذ أنهما تمتنعان عن الاضطلاع بمسؤوليتهما فيما يخص اللاجئين على أرض الجزائر.
17- وخلال ما تبقى من المحادثات، أعاد كل طرف المقترح الذي قدمه في نيسان / ابريل 2007، تناول كل طرف مقترح الآخر بدرجات متفاوتة. وعلى الرغم من ان تبادل الآراء اتسم بالصراحة والاحترام، اتفق الطرفان في نهاية الاجتماع مع ما أورده موجز مبعوثي الشخصي بأن كلا من الطرفين لم يوافق على مقترح الآخر كأساس وحيد للمفاوضات في المستقبل. وكان واضحا لمبعوثي الشخصي ان الفرق الجوهري غير القابل للتفاوض حتى تاريخه بين الطرفين يكمن في مسألة تقرير المصير. فجبهة البوليساريو، بدعم من الجزائر، تصر على استفتاء متعدد الخيارات بما يشمل الاستقلال، بينما يصر المغرب على نظام للحكم الذاتي يتوصل إليه عن طريق التفاوض وعلى استفتاء لإقراره يكون بخيار واحد.
18- وكما كان الحال في دور نشتاين، حضر المحادثات وفدان مراقبان من الجزائر وموريتانيا،ولكنهما لما يشاركا مباشرة في المحادثات. وكررت الجزائر دعمها لأي شيء قد يتفق عليه الطرفان، وتعهدت بالنظر في أسباب التأخر في إتاحة الاتصالات الهاتفية بين الصحراء الغربية ومخيم الداخلة، أبعد مخيمات اللاجئين، على النحو المتوخى في تدابير بناء الثقة المتفق عليها في وقت سابق.
د - الخطوات المقبلة
19- كرر الطرفان خلال المحادثات غير الرسمية التزاماتهما بمواصلة المفاوضات في أقرب وقت ممكن، وزار مبعوثي الشخصي المنطقة في مارس 2010 لاستطلاع أفكار الطرفين حول كيفية تجاوز المأزق الحالي، واضعا في اعتباره ان كلا الطرفين ليس على استعداد لقبول مقترح الآخر بصيغته الحالية، وأنه لاتوجد آلية لإلزام الطرفين بالموافقة على أي من المقترحين لتسوية النزاع.
20- ومنذ البداية، أبقى مبعوثي الشخصي مجلس الامن ومجموعة الاصدقاء على علم تام بأنشطته من خلال الرسائل الخطية والإحاطات الرسمية وغير الرسمية، التي كان آخرها يوم 18 فبراير 2010، وقد بذل جهودا مضنية لتشجيع التوصل الى تسوية. وتتأثر سرعة تلك الجهود وجوهرها تأثرا شديدا بردود فعل الطرفين على الاحداث في المنطقة، وتمسكهما الثابت بمواقف لاتقبل التوفيق بينهما. ورغم ذلك، فإنه يواصل العمل الحثيث للتشجيع على التوصل الى حل سياسي يقبله الطرفان وينص على تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية في سياق ترتيبات تتسق مع مبادىء ميثاق الامم المتحدة ومقاصده. ويشكل هذا الحل شرطا مسبقا لعودة اللاجئين الى ديارهم وتعزيز الاستقرار والتنمية والاندماج في المنطقة.
رابعا - الانشطة الجارية
على أرض الواقع
أ - الانشطة العسكرية
21- في 20 مارس 2010، بلغ عدد أفراد العنصر العسكري في البعثة 223 فردا، بمن فيهم الموظفون الاداريون وموظفو الوحدة الطبية، في مقابل القوام المأذون به وهو 230 فردا. وتضم البعثة حاليا خمس مراقبات عسكريات، من السلفادور وغانا وفرنسا ومنغوليا. وهناك أيضا خمس ضابطات ، طبيبتان وثلاث ممرضات، في الوحدة الطبية الماليزية. وإنني أشجع على نشر البلدان المساهمة بقوات المزيد من الضابطات، سواء لأسباب تشغيلية او لتحسين التوازن بين الجنسين في البعثة. وخلال الفترة قيد الاستعراض، شهد متوسط عدد المراقبين العسكريين الناطقين بالفرنسية والاسبانية والعربية زيادة كبيرة من 14 الى 19، ومن 25 الى 28، ومن 17 الى 32 تباعا.
22- وبالاضافة الى مواقع الافرقة التسعة ومكتب اتصال تندوف، نشر مراقبان عسكريان مؤقتا كضابطي اتصال مع الجيش الملكي المغربي في الداخلة منذ 19 اكتوبر. وأجري هذا النشر لإقامة قاعدة اتصال بين البعثة ومقر قيادة القطاع التابعة للجيش الملكي المغربي، بعد إغلاق مقر البعثة بالقطاع الجنوبي عام 2005. ومن المقرر تقييم هذا الترتيب المؤقت في يوليوز 2010 قبل اتخاذ قرار بتمديده.
23- وخلال الفترة من 1 ابريل 2009 الى 20 مارس 2010، أجرت البعثة 8433 دورية برية و578 دورية جوية (بما في ذلك الاستطلاع الجوي) لزيارة ومراقبة وحدات الجيش الملكي المغربي والقوات العسكرية لجبهة البوليساريو ورصد التقيد بالاتفاقات العسكرية. وخلال تلك الفترة ، واصلت البعثة استخدام دوريات الهيلكوبتر على نطاق واسع باعتبارها وسيلة رصد فعالة، بالاقتران مع الدوريات البرية التي تخرج نهارا وليلا.
24- ولاتزال البعثة تتمتع بعلاقات طيبة مع الجيش الملكي المغربي والقوات العسكرية لجبهة البوليساريو . غير أن كلا الطرفيان ظل يمتنع عن التعامل مباشرة مع الطرف الآخر. وظلت كل الاتصالات المعروفة بين القوتين المسلحتين تتخذ شكل رسائل خطية عن طريق البعثة. واقترحت البعثة إنشاء آلية عسكرية مشتركة للتحقق لمناقشة الادعاءات بحدوث انتهاكات للاتفاق العسكري رقم 1 وغير ذلك من مسائل الاهتمام المشترك.
يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.