أصدر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان تقريرا حول الصحراء المغربية يوم الاثنين 22 أبريل الجاري هو الأول من نوعه منذ التقرير الأممي الأخير الذي صدر يوم 27 فبراير 2002 والقاضي بتمديد فترة ولاية المينورسو بالصحراء المغربية شهرين إضافيين تنتهي في 30 أبريل الحالي. ويصادف التقرير الأممي الجديد الزيارة الملكية التي يقوم بها العاهل المغربي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية واستقباله من طرف الرئيس الأمريكي بوش في انتظار أن يستقبل في نيويورك من طرف كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة. وجدير بالذكر أن هذه الزيارة الملكية التي يقوم بها العاهل المغربي هي الثانية من نوعها لأمريكا منذ يونيو 2000 في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون. وللإشارة فإن أحداث 11 شتنبر أفرزت وضعا جديدا في العلاقة المغربية الأمريكية والعلاقة المغاربية الأمريكية. فعلى مستوى العلاقة المغربية الأمريكية لوحظ فتور وشبه انكماش ناتج عن توجه المغرب نحو فرنسا والصين وروسيا هذه الأخيرة التي عرفت دبلوماسياتها نشاطا وحيوية تمثل في زيارة وزير خارجيتها إيغور ايفانوف في المغرب من 2 أبريل الحالي إلى الرابع منه. وعلى المستوى الثاني لوحظ أن الجزائر أصبحت شيئا فشيئا تحقق تقاربا من الولاياتالمتحدة على حساب المغرب وذلك في سياق التسابق نحو الزعامة بالمنطقة المغاربية. ونشير إلى أن الوضعية الحالية التي يعرفها الشعب الفلسطيني الصامد والمجاهد جراء حرب الإبادة التي يتزعمها أرييل شارون حالت دون نظر مجلس الأمن في الخيارات الأربعة المقدمة من طرف كوفي عنان في التقرير الأممي ليوم 19 فبراير، وعليه فقد أفادت مصادر صحافية مطلعة أن مجلس الأمن سيؤجل البث في هذه الخيارات إلى وقت لاحق. وذهبت مصادر صحافية مطلعة إلى أن مدة تأجيل انعقاد مجلس الأمن للبث في الخيارات سيتأجل شهرين آخرين على الأقل ينتظر فيها المراقبون الموقف الذي ستتخذه الولاياتالمتحدة بعد الزيارة الملكية بشأن الصحراء. ويتكون التقرير الأممي الأخير من مقدمة وخمس فقرات تضمنت جميعها كل التحركات التي تمت حول الصحراء سواء تعلق الأمر بالمبعوث الشخصي للأمين العام جيمس بيكر أو تحركات الدول الأطراف في القضية. ودعا كوفي عنان عبر تقريره الأخير جبهة انفصاليي البوليزاريو إلى الافراج عن الأسرى المغاربة المحتجزين بتندوف وهم 1362 أسيرا منهم حسب التقرير الأممي ما يفوق 916 سجينا فاقوا 20 سنة سجنا وهي بلغة التقرير أطول مدة قضاها أسرى حرب في العالم. وأشار عنان إلى أن لجنة الصليب الأحمر الدولية أعربت في اجتماعها مع ممثله الخاص بجنيف يوم 5 مارس الماضي عن قلقها البالغ لحالة الأسرى المحتجزين صحيا ومعنويا وذهنيا. وأشار التقرير أيضا إلى الزيار التي قام بها في تحد سافر وصارخ للرئيس الجزائري بوتفليقة إلى مخيمات تندوف في 27 فبراير 2002 وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس جزائري وأيضا تضمن التقرير إشارة إلى الزيارة الملكية الثانية للأقاليم الجنوبية يومي 5 و6 مارس الماضي. وعلى مستوى أنشطة مبعوثه الخاص قال عنان إن بيكر لم يقم طيلة الفترة الممتدة ما بعد 19 فبراير بإجراء أي اتصال مباشر مع أي طرف ريثما يبث مجلس الأمن في أحد الخيارات المعروضة عليه في التقرير المؤرخ ل19 فبراير. وهنا توقع عنان أن يكون بيكر على استعداد لاستئناف أنشطته حالما يقرر مجلس الأمن الكيفية التي يرغب بها في أن يواصل جهوده للمساعدة في إيجاد حل للخلاف حول الصحراء المغربية. وختم عنان تقريره بأنه يأمل أن يبث مجلس الأمن بحلول نهاية فترة الولاية الحالية بشأن الكيفية التي يرغب بها في المضي قدما في ما يتعلق بمستقبل السلام في الصحراء المغربية وأن يتخذ إجراء حسب الاقتضاء بشأن البعثة. عبد الرحيم الخالدي