أثبتت دراسة أسترالية حديثة أن دخان السجائر يقلل من فاعلية أدوية مرض الربو والانسداد الرئوي المزمن. وتوصل الباحثون في المعهد الملكي للتكنولوجيا بملبورن الأسترالية في دراسة نُشرت مؤخرا، بمجلة «العلوم السريرية»، إلى أن دخان السجائر هو المساهم الرئيسي في الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن. وأوضح الباحثون أن دخان التبغ يقلل فاعلية دواء «سالبيوتامول»، أحد الأدوية الأكثر شيوعا لعلاج الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، خاصة إذا كان الشخص المدخن مصابا بالأنفلونزا. وبينت الدراسة أن أنسجة الرئة عند الأشخاص الذين يتعرضون لدخان السجائر والعدوى الفيروسية، كانت أقل استجابة لدواء «سالبيوتامول»، مقارنة مع أنسجة الأشخاص الذين لم يدخنوا أو يتعرضوا لدخان السجائر. وقال البروفيسور «سيباستيان جونستون» من جامعة «أمبريال كوليج» في لندن، إن «نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن دخان السجائر والعدوى الفيروسية في الجهاز التنفسي قد يؤثران على فعالية دواء «سالبيوتامول» في علاج الشعب الهوائية»، مضيفا أن هذه النتائج تؤكد مرة أخرى أن التدخين عادة سيئة، خاصة إذا كان الشخص مصابا بالربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أشارت إلى أن مرض الانسداد الرئوي المزمن ليس مرضا واحدا فحسب، بل هو مصطلح عام يستخدم للإشارة إلى مجموعة من الأمراض الرئوية المزمنة التي تعوق تدفق الهواء إلى الرئتين، مثل التهاب القصبات المزمن، والربو المزمن غير القابل للعلاج. وتقدر منظمة الصحة أن هناك 210 ملايين نسمة حول العالم يعانون من حالات متوسطة أو وخيمة من مرض الانسداد الرئوي، وأنه أودى بحياة ثلاثة ملايين شخص سنة 2005، وتوقعت أن يصبح ثالث أسباب الوفاة الرئيسية في العالم سنة 2030 بعد أمراض القلب والسرطان. وإلى جانب ذلك فقد أشارت في أحدث تقاريرها إلى أن التبغ يقتل سنويا قرابة ستة ملايين شخص في إقليم شرق المتوسط، بينهم أكثر من خمسة ملايين متعاط سابق وحالي للتبغ، ونحو 600 ألف من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي.