اختارت الجزائر الذكرى الأربعين لإعلان ما يسمى ب»الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية» لتكرر مناوراتها ضد الرباط التي اختارت تمتيع الأقاليم الجنوبية بحكم ذاتي في إطار مشروع الجهوية الموسعة، عبر تجديد رئيسها عبد العزيز بوتفليقة دعمه لجهود الأممالمتحدة لإحياء المفاوضات بين الرباط وما يسمى ب»جبهة البوليساريو». وقال بوتفليقة في رسالة إلى ما يوصف ب»جبهة البوليساريو» إن «الجزائر ستبذل كل ما في وسعها من أجل تقديم دعمها وتأييدها لمقترح الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة الرامي إلى تحريك المفاوضات المباشرة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو». لقد آثر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة السبت الماضي أن يلعب دور المساند الوفي لجبهة وهمية لا تستسيغ مخطط الجهوية المتقدمة، الذي «يمنح استقلالية فعلية وكاملة للصحراء تحت السيادة المغربية»، سبق وأعلنه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين للمسيرة الخضراء. وعلى العكس من الحقيقة وواقع الأشياء، الذي يشهد تزايد عدد البلدان التي لا تعترف ب (الجمهورية الصحراوية) الوهمية، تواصل الجزائر تعنتها وترفض العودة إلى جادة الصواب وتواصل دعم وتمويل هذا الكيان بالرغم من علاقاته الواضحة مع الجماعات الإرهابية، التي تتبنى إيديولوجية الموت للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وبالرغم من جميع قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة حول الصحراء، التي رحبت بالجهود الجادة وذات المصداقية التي بذلها المغرب للمضي قدما نحو التوصل إلى تسوية من خلال المقترح المغربي حول الحكم الذاتي، فإن الجزائر ما انفكت تدعو إلى حل يقوم على مبدأ تقرير المصير، ضاربة بعرض الحائط المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي الذي يعتبره المنتظم الدولي ب»الجدي والواقعي وذي مصداقية». وتتزامن مساندة الرئيس الجزائري للكيان الوهمي «البوليساريو» مع إعلان الأممالمتحدة الجمعة الماضية قيام أمينها العام بحر الأسبوع الجاري بجولة في شمال إفريقيا تقوده إلى الجزائر وموريتانيا ،موضوعها النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مشيرة إلى أنه لن يزور المغرب كما كان مقررا إلا شهر يوليوز المقبل. وكان بان كي مون يعتزم زيارة كل من مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء المغربية إضافة إلى الرباط ،سعيا منه إلى إحراز تقدم على طريق تسوية هذا النزاع. وأورد المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك أن «الأمين العام لن يتوجه إلى الرباط، لأن جلالة الملك محمد السادس يوجد حاليا في زيارة عمل وصداقة إلى العاصمة الفرنسية باريس.» وبالمقابل، كشفت مصادر إعلامية أن الرباط أبدت رغبتها في تأجيل زيارة بان كي مون إلى المغرب إلى شهر يوليوز المقبل، ذلك لأن جولته في المنطقة تأتي قبيل أسابيع من تقديمه تقريره السنوي حول مستجدات النزاع المفتعل حول الصحراء إلى مجلس الأمن الذي يعقد اجتماعات دورية سنوية في الأسبوع الأخير من شهر أبريل، وتجري فيها المصادقة على التقرير، وإصدار قرار تمديد مهام بعثة الأممالمتحدة في الصحراء (مينورسو) ويأتي تجديد الجزائر دعمها ل»جبهة البوليساريو» وزيارة الأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة في آخر ولايته، في الوقت الذي يعيش فيه سكان مخيمات تيندوف وضعا مثيرا للقلق، في تنكر تام لحقوقهم الأساسية تحت مسؤولية الجزائر وما يسمى بجبهة البوليساريو، هذا الوضع الذي ينبغي أن ينسب إلى الجزائر التي ترفض الإحصاء من قبل المفوضية العليا للاجئين، وتقيد حرية تنقل الأفراد وتمنع تسوية هذا النزاع.