قال الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة الفرنسي ستيفان دوجاريك أن المبعوث الشخصي لبان كي مون المكلف بملف الصحراء لا يتوفر حاليا على خطط فورية لزيارة الأقاليم الجنوبية للمملكة لكنه إعتبر في المقابل أن حق روس في زيارة من هذا القبيل لا يمكن أن يكون موضع تساؤل من منطلق أنه يعمل و يتحرك بناء على قرارات و توصيات مجلس الأمن الدولي . و كان دوجاريك يتحدث في مؤتمر صحفي بمقر الأممالمتحدة مساء الاثنين الفارط حين طرح عليه سؤال حول تعليقه على تصريح وزير الخارجية و التعاون المغربي صلاح الدين مزوار لوكالة الأنباء الاسبانية أكد فيه أن المغرب لن يسمح لكريستوفر روس بزيارة الصحراء، وأنه إذا أراد مقابلة المسؤولين المغاربة فعليه أن يقصد العاصمة الرباط. و رغم أنه لا زال من السابق لأوانه إفتراض تشنج بين الرباط و الأممالمتحدة فيما يتصل بحاضر و مستقبل مسار التسوية السياسية لنزاع الصحراء التي يشرف عليها كريستوفر روس , فإن تصريح مزوار و تحفظات المغرب في شأن تحركات المبعوث الأممي و مشاريعه المستقبلية تحيل بالضرورة على تضايق الرباط من التمطيط و غياب الفعالية اللذان يطبعان تحركات كريستوفر روس رغم توفر هذا الأخير على دعم مطلق من طرف بان كي مون شخصيا و عدد من العواصم النافذة و في مقدمتها نيويورك التي يحمل روس جنسيتها . و يبدو أن الرباط أضحت منذ فترة تنظر بعين الريبة لمشاريع روس سواء المعلنة أو المستترة من مسار التسوية الأممية , خاصة في ضوء التقارير التي تتحدث عن تفكير المبعوث الأممي في طرح خطة حل جديدة للنزاع تلتف في جزئياتها على مقترح الحكم الذاتي المقدم من طرف الرباط و تفرغه من محتواه الحقيقي و هو ما حذا بالمغرب في وقت سابق الى التعامل ببرودة مع جولة سابقة لروس . و يبدو أن الخطاب الملكي بالعيون الذي حسم بشكل نهائي بعض الركائز الأساسية لمسار التسوية الأممية من المنظور المغربي ووضع سقفا لمستويات المرونة التي يمكن أن تتحلى بها المملكة قد وضع الأممالمتحدة بجميع مؤسساتها أمام رسالة واضحة مفادها أن المغرب لن يخضع لأي نوع من أنواع الضغط سواء من روس أو من غيره خاصة على بعد أيام من بيان بان كي مون الذي ضمنه أسفه لأن مقترحات عام 2007 المقدمة من المغرب وجبهة البوليساريو لم تفتح الطريق أمام المفاوضات الحقيقية التي دعا إليها مرارا مع مجلس الأمن محيلا في نفس الوقت الى ما وصفه بجهود روس الحثيثة لتيسير مشاركة الأطراف في مفاوضات بدون شروط مسبقة وبحسن نية للتوصل إلى اتفاق سياسي متفق عليه. و على الرغم من تأكيد الناطق الرسمي لبان كي مون بأن بيانه غير موجه ضد أي طرف من طرفي النزاع المفتعل إلا أن الرباط فسرت موقف الأمين العام للأمم المتحدة باعتباره مجحفا في حق مقترح المغرب الذي تسميه الأممالمتحدة و المجتمع الدولي بالهام و ذي المصداقية . الخبير في ملف الصحراء و قضايا الساحل الدكتور عبد الفتاح الفاتيحي، يجزم أن كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، "أصبح جزءا من مشكلة الصحراء المغربية عوض أن يكون عنصرا من معادلة الحل « مشددا على أن المبعوث الأممي أصر على تهميش مبادرة المغرب بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا، بل إنه حاول إدخال المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء في متاهات ". الخبير المغربي يؤكد أن روس " ضيع الكثير من الوقت على المنطقة لإيجاد تسوية للنزاع المفتعل " مبرزا أن "الواقع كشف أن روس فشل في مهمته ، كما يعترف بذلك هو نفسه في تقريره ، لذا عليه مغادرة وظيفة الوساطة التي يقوم بها.