حل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، المكلف بملف الصحراء كريستوفر روس، بشكل مفاجئ مساء الاثنين المنقضي بالرباط، في زيارة غير معلن عنها يتوقع الملاحظون أنها تمثل بالنسبة للمبعوث الأممي فرصة أخيرة للبحث عن مخرج للجمود الذي يلف منذ أشهر مسار التسوية السياسية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، الذي تشرف عليه الأممالمتحدة و لتهييء الظروف المواتية لزيارة محتملة لبان كي مون للمنطقة قبل نهاية السنة الجارية لدعم المفاوضات بين طرفي الخلاف . في هذا الصدد، تؤكد مصادر مطلعة أن المبعوث الأممي لملف الصحراء، يحمل في حقيبته مقترحاً يلقى معارضة سواء في الرباط أو في تندوف. وهو نفس الأمر الذي سبق للخبير في الشؤون الإفريقية والعربية، الموساوي عجلاوي ان أكده ل"العلم"، حينما قال إن روس يحمل خطة فيدرالية أو كونفدرالية، يشكك فيها وفي نوايا روس من ورائها المغرب وباقي أطراف النزاع المفتعل في الصحراء، مما يضعه في تجربة صعبة هو وكيمون. وجرى استقبال روس هذه المدة من طرف وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار بحضور الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، والكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة، بالإضافة إلى السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة عمر هلال، وهو ما يؤشر على أهمية اللقاء والرهانات الأساسية المعقودة على نتائجها. وتطرح زيارة روس للمغرب في هذا الظرفية بالذات، تطرح جملة من التساؤلات حول الغرض من ورائها, خاصة بعد تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار بالإجماع يدعم مسلسل المفاوضات، وعلى بعد أيام من تخليد الشعب المغربي للذكرى الأربعين لحدث المسيرة، الذي يترقب جميع المغاربة أن يشهد قرارات ومواقف مصيرية تتصل بملف الوحدة الترابية. في هذا الصدد، تتضارب التكهنات بين من يؤكد أن زيارة روس تندرج في سياق جولاته المكوكية بالمنطقة وتهدف إلى جس نبض المغربية حول آفاق استئناف مسلسل المفاوضات الجامدة، ومن يقرأ فيها محاولة من روس لاستباق المواقف المحتملة للمغرب تجاه المسلسل برمته قريبا، ويزور الرباط خصيصا لتسويق مشروع الحل الفيدرالي لنزاع الصحراء. و كانت مصادر متواترة قد كشفت عن زيارة خاطفة لروس نهاية شتنبر الفارط للرباط، لم يلتق خلالها وعلى غير عادة لا بوزير الشؤون الخارجية والتعاون، أو حتى بالوزيرة المنتدبة بوعيدة، أو وزير الداخلية محمد حصاد، بل اكتفى بلقاء الكاتب العام للوزارة بوريطة، وهو ما فسر حينها من طرف المتتبعين على أن الزيارة التي لم يصدر في حينه في شأنها أي بلاغ رسمي مغربي غير مرحب بها من طرف الرباط، بالنظر إلى الأجندة التي حملها روس معه إلى المسؤولين المغاربة والتي تتضمن حسب بعض المتتبعين مقترحا جديدا يمزج بين فكرتي الحكم الذاتي وتقرير المصير في قالب تسوية سياسية في إطار نظام فيدرالي أو كنفدرالي، وفق الصيغة التقريبية التي تدار بها سويسرا أو ألمانيا الفيدرالية قبل توحيدها .