سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اقتراحات جديدة للأمين العام للأمم المتحدة في شأن قضية الصحراء: بنكيران يجتمع مع زعماء الأحزاب الوطنية على وجه الاستعجال *روس زار المنطقة وبان كي مون التقى ملك إسبانيا والرئيس الموريطاني طلبا للدعم
أضحى في حكم المؤكد أن غيوم صراع خفي ومواجهة متصاعدة تخيم مجددا على أجواء علاقات الرباطبالأممالمتحدة في ضوء سلسلة من التطورات الخطيرة والحساسة للغاية التي تكون قد شهدتها قضية الوحدة الترابية خلال الأسابيع القليلة الماضية. وفي ذات السياق بلغ إلى علم الجريدة أن رئيس الحكومة السيد بن كيران استعجل زعماء الأحزاب السياسية للقاء طارئ جدول أعماله ينحصر حول نقطة واحدة وهي مستجدات ملف الصحراء المغربية وسبل التعامل مع أوضاع جديدة تضع المغرب مجددا في مواجهة مباشرة مع مسؤولي الأممالمتحدة. وكانت العلم سباقة بداية الشهر الجاري للتأكيد أن الرباط اختلفت مع فريق عمل روس في شأن ترتيب جدول أعمال زيارته المقررة الى الرباط ضمن جولته الأخيرة للمنطقة لتحريك الجمود القاتل لمسار المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة تحسبا لإقدام مبعوث بان كي مون على محاولة ممارسة ضغوطات على المملكة. المستجد البارز قبل أسبوع و الذي أكد واقع التوتر هو تأكيد مصادر متواترة أن روس قام قبل أسبوع فعلا بزيارة خاطفة إلى الرباط، لم يلتق خلالها وعلى غير العادة لا بوزير الشؤون الخارجية والتعاون، أوحتى بالوزيرة المنتدبة امباركة بوعيدة، أو وزير الداخلية محمد حصاد، بل اكتفى بلقاء الكاتب العام للوزارة ناصر بوريطة وهو ما يعكس بأن الزيارة التي لم يصدر في شأنها أي بلاغ رسمي مغربي غير مرحب بها من طرف الرباط بالنظر الى الأجندة التي حملها روس معه الى المسؤولين المغاربة والتي تتضمن حسب بعض المتتبعين مقترحا جديدا سبق للعلم أن أشارت اليه و يمزج بين فكرتي الحكم الذاتي وتقرير المصير في قالب تسوية سياسية في إطار نظام فيدرالي أو كنفدرالي وفق الصيغة التقريبية التي تدار بها سويسرا أو ألمانيا الفيدرالية قبل توحيدها. وموازاة مع جولة روس الى المنطقة التي اختتمها الجمعة الماضي بنواكشوط أين تباحث مع رئيس الوزراء الموريتاني, كان بان كي مون الذي يحضر بدوره لزيارة مرتقبة للمنطقة قد التقى كلا من الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز و العاهل الاسباني فيليبي السادس طالبا دعمهما لمسار التسوية السياسية للنزاع المفتعل و مبرزا دورهما لانجاحه. وفي المحصلة تظل المغامرة الجديدة للدبلوماسي كريستوفر تجليا واضحا عن انحيازه و عدم موضوعيته في إدارة ملف النزاع وهو ما كلفه قبل سنتين غضبة غير مسبوقة للمغرب الذي كان قاب قوسين أن يسحب اعترافه بصفته كوسيط أممي و يعيد الملف لنقطة الصفر لولا تدخل الأمين العام بان كي مون شخصيا الذي أعاد مسار التسوية إلى وضعه الطبيعي و إطاره العادي الذي تضبطه قرارات الأممالمتحدة. وبذلك فإن دخول روس كعراب لمقترح تسوية جديد بغض النظر عن حمولته و جوهره يمثل في حد ذاته استخفافا وقحا وغير مسؤول بالمغرب مع الأخذ بعين الاعتبار أن مقترح الحل السياسي و الجدي الوحيد المطروح للنقاش منذ قرابة عشر سنوات هو مقترح الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة والذي يعتبر سقفا غير قابل للمساومة والتجاوز والابتزاز من أي طرف. الأكيد أن اّلأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة في صيرورة ملف الوحدة الترابية للمملكة والتي أضحت تتطلب أكثر من الاجماع الوطني الحاصل منذ عقود بل أيضا القدرة على مواجهة سلسلة من المناورات التي تضع نصب أعينها كهدف ابتزاز المغاربة إلى أقصى الحدود.