أنهى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء، كريستوفر روس، جولته الأخيرة دون إحراز أي تقدم يكسر حالة الجمود التي يعرفها مسلسل التفاوض، ويمكن من بلوغ حل سياسي متوافق عليه ومقبول من كل الأطراف. ويتوقع أن يبلغ المبعوث الأممي نتائج زيارته للأمين العام التي سيضمنها في تقريره الذي سيرفعه إلى مجلس الأمن قبل أقل من شهر من الآن. وكانت العاصمة الإسبانية مدريد آخر محطة للسفير كريستوفر روس في ختام جولته الأخيرة التي قادته إلى كل من العاصمة الجزائرية ومخيمات تيندوف جنوب غرب الجزائر والعاصمة الموريتانية نواكشوطوالرباط، حيث أجرى نهاية الأسبوع الماضي مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية الإسباني، مانويل غارسيا مارغايو، أطلعه خلالها على مضمون المباحثات التي أجراها في كل من الرباطوالجزائرونواكشوط ومخيمات تندوف. وحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي» فإن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة تحدث إلى رئيس الدبلوماسية الإسبانية عن مساعيه ضمن ما يسمى «دبلوماسية الذهاب والإياب» التي تنص على نقل مقترحات بين الأطراف المعنية بالنزاع وخاصة المغرب والبوليساريو والجزائر، وهي دبلوماسية المفاوضات المباشرة. ومرت جولة روس التي بدأها الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري، وسط عدم اهتمام إعلامي كبير، ولم يحظ المبعوث الأممي بأي استقبال بروتوكولي بالمغرب، حيث تزامن قدومه إلى المغرب مع الزيارة التي قام بها جلالة الملك إلى عدد من الدول الإفريقية. واكتفى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بلقاء الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة، بسبب تواجد الوزير صلاح الدين المزوار ضمن الوفد المرافق لجلالة الملك في زيارته إلى كل من مالي وغينيا كوناكري والكوت ديفوار والغابون. ويبدو أن الجولة الأخيرة لروس إلى المنطقة لم تسفر عن أي نتيجة تذكر، بخصوص تجاوز حالة الجمود في ملف المفاوضات المباشرة الرامية إلى إيجاد حل سياسي متوافق عليه من لدن جميع الأطراف، بعد أن كان يراهن على تحقيق حد أدنى من التفاهم بين هذه الأطراف من خلال نقل مقترحات كل طرف إلى الطرف الآخر للنزاع، وهي البوليساريو والجزائر والمغرب، من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بينها. وتتحدث مصادر دبلوماسية بالأممالمتحدة عما تعتبره «فشل المبعوث الأممي» من تحقيق أي تقدم في الدفع بالأطراف إلى اعتماد مقاربة جديدة لتقريب وجهات نظرها حول المسلسل التفاوضي، وذلك أسابيع قليلة على تقديم الأمين العام بان كي مون تقريره حول الأوضاع في الصحراء لمجلس الأمن، قبل صدور قراره بتمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء «مينورسو» المقرر في نهاية الشهر المقبل. وكان كريستوفر روس قد اعترف، في إفادته التي قدمها أمام مجلس الأمن، بفشل صيغة المباحثات غير المباشرة التي عقدت منها عدة لقاءات بين الأطراف المعنية بالنزاع، واقترح إعداد صيغة أخرى لاستئناف المفاوضات المباشرة، تحت إشراف الأممالمتحدة والمبعوث الشخصي، تطبيقا لقرارات مجلس الأمن، في أفق التوصل إلى حل دائم ومقبول من جميع الأطراف.