وصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء، كريستوفر روس، إلى مخيمات تندوف، في ثاني محطة له في جولته الحالية إلى المنطقة، قادما إليها من الجزائر التي أجرى بها مباحثات مع مسؤولين الجزائريين، من بينهم الوزير الأول ووزير الخارجية. الوسيط الأممي وصل أمس الثلاثاء إلى مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر للقاء قيادة البوليساريو ووفد الانفصاليين. ويرجح أن تتناول مباحثات روس مع البوليساريو أفق استئناف المفاوضات المباشرة بين أطراف النزاع للتوصل إلى حل سياسي متوافق بشأنه للنزاع. وحل كريستوفر روس بمخيمات المحتجزين الصحراويين بتندوف قادما إليها من الجزائر، التي حل بها بداية الأسبوع الحالي، حيث أجرى محادثات مع كل من الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال، ووزير الخارجية، رمضان لعمامرة، تمهيدا لاستئناف المفاوضات المباشرة. وتأتي زيارة كريستوفر روس، وهي الثانية من نوعها منذ بداية السنة الجارية، في إطار المساعي التي تبذلها الأممالمتحدة من أجل إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات التي توقفت قبل سنوات، وكسر حالة الجمود التي يعرفها ملف الوحدة الترابية للمغرب. ولم يتأكد ما إذا كان روس يحمل معه مقترحات جديدة بخصوص كسر حالة الجمود، وتجاوز الوضعية الراهنة للنزاع، بسبب تعنت البوليساريو والجزائر ورفضهما لأي مبادرات تهدف إلى إيجاد حل نهائي ودائم للنزاع المفتعل في الصحراء. ومن المنتظر أن يواصل كريستوفر روس جولته في المنطقة والتي ستقوده على التوالي إلى العاصمة الموريتانية، نواكشوط، قبل أن يحل بالرباط، في آخر محطة له، قبل أن يقدم تقريرا عن نتائج جولته الحالية وجولته السابقة إلى مجلس الأمن، قبل موعد تقديم الأمين العام للأمم المتحدة لتقريره حول الوضع في الصحراء شهر أبريل المقبل. وينتظر أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بشأن تمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء لسنة أخرى، متم شهر أبريل المقبل، بعدا مناقشة تقرير الأمين العام، الذي سيتضمن نتائج جولة مبعوثه الشخصي إلى المنطقة. وكان روس قام بجولة مماثلة إلى المنطقة شهر يناير الماضي، من أجل الدفع بمسلسل المفاوضات المتعثر، إلا أن تلك الجولة لم تسفر عن أي تقدم، أمام تمسك البوليساريو والجزائر بمبدأ استفتاء تقرير المصير، الذي أصبح متجاوزا من المنتظم الدولي، خصوصا بعد المبادرة المغربية بمنح الأقاليم الجنوبية للمملكة حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية، وهو المقترح الذي لقي تجاوبا كبيرا من طرف الكثير من الدول، وخصوصا الدول النافذة في مجلس الأمن، والتي وصف المبادرة المغربية بأنها «جدية وذات مصداقية». ويذكر أن مهمة بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء تنتهي بحلول 30 من شهر أبريل المقبل، ويتوقع أن يتم تمديد مهمتها سنة أخرى إلى غاية نفس التاريخ من سنة 2015.