ظهر الدبلوماسي الأميركي، كريستوفر روس، مبعوث الأمين العام إلى الصحراء، اليوم أمام الصحافيين في الجزائر، غير متفائل بتطور ملف النزاع. وأجرى "روس" الذي حل بالجزائر العاصمة أمس الأحد، محادثات صباح الاثنين مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حضرها وزيرا الخارجية والشؤون المغاربية والإفريقية: مراد دلسي وعبد القادر مساهل، قال روس على إثر انتهائها، في معرض لقاء مع الصحافة " إن استمرار الوضع القائم في الصحراء على ما هو عليه اليوم، أمر لا يمكن تحمله والدفاع عنه على المدى الطويل". وناشد "روس" طرفي النزاع لكي يبرهنا عن إرادة سياسية لتجاوز المأزق الذي وصله نزاع الصحراء، محذرا من عواقبه وتكاليفه الباهظة في حال استمراره، دون أن يوضح المبعوث ألأممي طبيعة تلك العواقب. وتحدث "روس" عن الغاية من زيارته الحالية، وهي الرابعة لدول المنطقة، فأوضح بأنها تهدف إلى تجاوز الصعوبات القائمة، لاستئناف المباحثات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، التي انطلقت عام 2007 برعاية الأممالمتحدة. وحث "روس" الطرفين على التفاوض، بدون شروط مسبقة وبثقة فيما بينهما، من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم يقبله الطرفان، يفضي إلى ما أسماه الدبلوماسي الأميركي "تقرير مصير الشعب الصحراوي". وعبر مبعوث الأمين العام إلى الصحراء الذي سيزور في المحطة الثانية، مخيمات "تندوف" بجنوب غرب الجزائر، عن الأمل في أن يتمكن الطرفان من الخروج من المأزق الراهن، عبر محادثات مكثفة وجوهرية من أجل تحديد مصير "الصحراء الغربية ". ويسعى روس إلى عقد جولة خامسة من المفاوضات بين الطرفين، في ظل أجواء يخيم عليها التوتر. وفي هذا الصدد لاحظت وكالة "إيفي" الإسبانية الرسمية أن جبهة البوليساريو نفسها، غير موحدة الرأي بخصوص التعاطي مع المساعي التي يقوم بها "روس" لنفض غبار الجمود عن ملف الصحراء. واستدلت الوكالة الإسبانيةعلى ذلك بالإشارة إلى تصريحات يبدو أنها متناقضة، للأمين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبدالعزيز، الذي لمح إلى العودة لحمل السلاح واستئناف القتال ضد المغرب في حال فشل المفاوضات، بينما أعرب رئيس ما يسمى الحكومة الصحراوية عبد القادر طالب عمر، عن تفاؤله بنتائج جولة روس الحالية.