وجّه المبعوث الخاص الأممي كريستُوفرْ رُوسْ رسائل قويّة من العاصمة الجزائرية عقب التقائه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة بقصر المرادية صباح أمس الاثنين، وقال رُوسْ ضمن ندوة صحفية مقتضبة حضرها كبار الجزائر، إلى جانب الوجود الشّاحب للرئيس الجزائري، بأنّ "الوضع الراهن في قضية الصحراء قد أضحى لا يطاق على المدى الطويل، وذلك بالنظر إلى التكاليف و الأخطار الناجمة عن ذات الوضع"، قبل أن يردف: " يجب الشروع في مفاوضات دون شروط مسبقة و بحسن نية على سياق الجهود المفعلة منذ أربع سنوات حتى يتم التوصل إلى حل سياسي عادل و دائم مقبول". وكشف كريستوفر روس على المباحثات التي جمعته بالرئيس الجزائري صبيحة الاثنين، إذ أورد بأنّها راجت حول "المناخ السياسي بالمنطقة" وكذا وجوب بعث أجواء ثقة بين الدولة المغربية وتنظيم البوليساريو ودول الجوار الممثّلة في المغرب وموريتانيا وإسبانيا، زيادة على تنفيذ الخطوات الجديدة التي تستلزمها المفوضية السامية للاجئين. وبخصوص جولته الجديدة بالمنطقة أفاد روس بأنها الرابعة منذ توليه مسؤولية الإشراف على إيجاد حل لمشكل الصحراء وأنّها تهدف حشد المساعي الممهّدة لمفاوضات "مثمرة".. معلنا في الآن ذاته عن أجندة تحركه التي ستقوده يوم غد الأربعاء لمخيمات تندوف ثمّ موريتانيا قبل الوصول للمغرب من أجل التحضير لثالث اجتماع تفاوضي غير رسمية المقررة مقرّر بداية نونبر بنيويورك. وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة صوب الصحراء، كريستوفر روس، قد وصل يوم أوّل أمس الأحد إلى العاصمة الجزائرية في إطار جولة جديدة تقوده للمنطقة، وترأس مراسيم استقباله بمطار هوّاري بومدين الوزير المنتدب المكلّف بالشؤون المغاربية والإفريقية ضمن الحكومة الجزائرية عبد القادر مساهل.. وهو ذات الوزير الجزائري الذي حضر تباحث روس وبوتفليقة إلى جانب وزير الخارجية مراد مدلسي. حريّ بالذكر أنّ محمّد عبد العزيز، زعيم تنظيم البوليساريو، كان قد خرج بتصريحات صحفية فور وصول المبعوث الأممي للجزائر يوم أوّل أمس، وهي التصريحات التي طالب فيها بالضغط على المغرب من أجل "تليين" موقفه، هذا قبل أن يشهر تهديدات مضمرة بقوله: " إذا فشلت جولة المفاوضات القادمة فإن الوضع سيكون أخطر مما عليه الأمر حاليا بكثير"، ويردف: "لحكومة الصحراوية قدمت خلال جولات المفاوضات الماضية عرضا مغريا للمملكة المغربية ..بتأكيدها على أنّه إذا كانت نتيجة الاستفتاء هي استقلال الجمهورية الصحراوية فإنّ امتيازات مهمة في المجالات الاقتصادية والعلاقات الإستراتيجية والأمنية ستفعّل بين الطرفين".