روس يطالب الجزائر أن ترفع يدها عن مشكل الصحراء ووصايتها عن البوليساريو ويلتمس تدخلا من أصدقاء الصحراء لاستئناف المفاوضات المباشرة من غير المستبعد أن يعقد لقاء ثالث غير رسمي بين المغرب والبوليساريو تمهيدا لاستئناف المفاوضات المباشرة في جولتها الخامسة، بعد أن ألح المبعوث الشخصي للأمين العام على ضرورة استئناف المفاوضات. وذلك تطبيقا لقرار مجلس الأمن وتقارير الأمين العام. واعترف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، كريستوفر روس، بصعوبة استئناف المفاوضات بين الأطراف في ظل مواقف كل طرف إلى الآن، وعدم رغبة أي منهما تقديم تنازلات للدخول في مفاوضات جادة تفضي إلى إيجاد حل سياسي متوافق عليه. وكشف الوسيط الأممي إلى الصحراء في مذكرة وجهها إلى مجموعة «أصدقاء الصحراء» التي تضم كلا من فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا وروسيا، الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، بالإضافة إلى إسبانيا، أن الوقت لم يعد يسمح بتاتا بإبقاء حالة الجمود في الملف إلى ما لانهاية، مطالبا إياها الضغط على الجزائر لرفع وصايتها عن البوليساريو. ونفى روس أن تكون له أو للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أي مسؤولية في المأزق الذي وصلت إليه المفاوضات حول الصحراء. وقال في رسالته إلى مجموعة الدول أصدقاء الصحراء «لا أنا ولا الأمين العام، لم نستطع إقناع الأطراف للتنازل عن مواقفها». وشدد في ذات الوقت على ضرورة التدخل لدى السلطات الجزائرية لرفع يدها عن المشكل ووصايتها عن البوليساريو من أجل النجاح في إحراز تقدم على مستوى المفاوضات. وبناء على ملاحظات المبعوث الشخصي للأمين العام، التي يقول فيها بأن أي من طرفي النزاع لم يبد الإرادة السياسية للدخول في مفاوضات جادة، كما أن المشاورات التي قام بها مع مختلف الأطراف لم تؤدِّ إلى تليين مواقف أي طرف منها حول الموضوع. ودعت رسالة كريستوفر روس السرية التي بعث بها إلى مجموعة «أصدقاء الصحراء بالأمم المتحدة» في متم يوليوز الماضي، التي كشفت عنها جريدة «ألباييس» الإسبانية الجمعة الماضي، إلى أن يلعب مجلس الأمن الدولي مزيدا من الأدوار في الدفع بإيجاد تسوية للنزاع حول الصحراء الذي دام زهاء 35 سنة. والضغط على الطرفين من أجل تحديد تاريخ جديد لاستئناف المفاوضات، وإذا تعذر ذلك في الوقت الراهن، فعلى الأقل تحديد موعد لعقد اجتماع ثالث غير رسمي بينهما لوضع جدول أعمال محدد وتسهيل الدخول في المفاوضات الحقيقية والمعمقة للتسوية. وأكد الوسيط الأممي في رسالته إلى أن الجمود الحالي في الملف لم يعد مقبولا أن يستمر إلى ما لا نهاية، وهو ما دفعه إلى الإلحاح على العواصم المعنية أكثر بإيجاد تسوية لمشكل الصحراء، وهي باريس وواشنطن ومدريد، إلى العمل من أجل الخروج من المأزق الحالي وتجاوز حالة الجمود. وطالبت رسالة الوسيط الأممي كلا من فرنسا والولايات المتحدةالأمريكيةوإسبانيا، باعتبارها الدول النافذة في المنطقة بالعمل على الضغط على أطراف النزاع لقبول استئناف مفاوضات جادة من أجل إنهاء النزاع. وتشير الأنباء أن المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء يسعى إلى الدعوة إلى عقد لقاء ثالث غير رسمي بين الأطراف في أجل أقصاه شهر شتنبر المقبل، على أن يفتح اللقاء المقبل الباب أمام استئناف مسلسل التفاوض والدخول في مفاوضات عميقة لتسوية المشكل.