أكد ناطق باسم الأممالمتحدة أول أمس الثلاثاء أن المفاوضات غير الرسمية بين المغرب و جبهة البوليساريو تحت رعاية الأممالمتحدة ستستأنف في 10 و 11 فبراير بالقرب من نيويورك. و قال السيد فرحان حق خلال لقاء صحفي أن "الأمين العام (للأمم المتحدة) أعرب عن ارتياحه لقبول الطرفين (المغرب و جبهة البوليساريو) اقتراح مبعوثه الخاص كريستوفور روس بشأن عقد الدورة المقبلة للمفاوضات غير الرسمية حول الصحراء الغربية في 10 و 11فبراير". . و أضاف أن الأمين العام السيد بان كي مون "يشجع الطرفين على احراز تقدم آخر" و يحثهما على مباشرة "محادثات جوهرية و مثمرة". وأشار بان كي مون إلى أن هذه المحادثات ستعقد في مقاطعة وست شستر بنيويورك، وأنها ستجري وفق التوجهات الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1871 لعام 2009 والقرارات السابقة له. و يرمي هذا اللقاء غير الرسمي بين طرفي النزاع و هو الثاني من نوعه منذ تعيين السيد روس كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل الصحراء في يناير 2009 إلى تحضير الجولة الخامسة للمفاوضات المباشرة. و كان بان كي مون قد أعلن الأسبوع الفارط أن المفاوضات حول قضية الصحراء المغربية قد تستأنف منتصف الشهر الجاري. ونقلت وكالات الأنباء عن بان كي مون قوله خلال مؤتمر صحفي على هامش القمة الرابعة عشرة العادية للاتحاد الإفريقي في أديس ابابا : "سنعمل على استئناف جولة جديدة من المفاوضات في منتصف شهر فبراير موضحا أن مبعوثه الخاص إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس قد أجرى مباحثات بناءة مع الأطراف المعنية" . واعتبر بان كي مون أن دور مبعوثه الشخصي للمنطقة يكتسي أهمية بالغة في جهوده من أجل جمع طرفي النزاع لمواصلة الحوار بينهما. واشار الى ان مبعوثه كريستوفر روس 'مازال يتمسك بالاتصالات مع جميع الاطراف منذ تعيينه'. وكان المغرب قد اتهم الجزائر وجبهة البوليساريو، بإعاقة المفاوضات حول مستقبل الصحراء الغربية، وذلك في رسالة وجهها وزير الخارجية الطيب الفاسي إلى الأمين العام للأمم المتحدة . وقال وزير الخارجية المغربي الطيب فاسي الفهري في الرسالة إن الجزائر والبوليساريو، يواصلان الاستراتيجية التي ينهجانها في العرقلة ووضع الشروط وتحريف مسلسل المفاوضات عن مساره. واتهم المغرب، الجزائر أيضا بالقيام بالدعاية والحملات الممنهجة حول قضية حقوق الإنسان على أساس حالات معزولة في إشارة إلى الإضراب عن الطعام الذي أعلنته الناشطة الصحراوية امينتو حيدر العام الماضي. الى ذلك وكعادتها سارعت جبهة الانفصاليين الى احتواء و إجهاض جهود المنتظم الأممي لاستئناف المفاوضات بين طرفي النزاع ، حيث زعمت في رسالة للأمين العام الأممي مواصلة المغرب للمناورات العسكرية في الصحراء و قيامه بشكل مستمر بتعزيزات بمحاذاة الجدار العسكري المغربي . وتتزامن الخطوة التصعيدية المنتظرة لجبهة الانفصاليين مع نداءات مستجدة داخل الجزائر تنتقد ما تصفه بازدواجية خطاب دول الاتحاد الأوروبي من قضية الصحراء و تماهي مواقف عدد من الدول الأوروبية مع مقترح الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب كأرضية للمفاوضات في أفق إيجاد حل سياسي للنزاع .