لقيت طفلة في التاسعة من العمر تقطن بحي اولاد سيدي علي بجرادة، مصرعها مساء الاثنين فاتح فبراير الجاري، إثر سقوطها داخل بئر من آبار الفحم المعروفة ب»السندريات» يزيد عمقه عن 40 مترا. وقد تم إخراج الطفلة «إسراء عرباوي»، والتي كانت في زيارة رفقة أسرتها إلى بيت جدتها بحي المسيرة، جثة هامدة حيث لفظت أنفاسها من جراء العمق الكبير للبئر. وليست هذه المرة الأولى التي تقع فيها مثل هذه الحوادث المؤلمة، حيث وقع مساء الجمعة 8 يناير 2016، حادث مماثل كاد أن يودي بحياة مواطن سقط في بئر يفوق عمقه 30 مترا. وقد تم نقله إلى المستشفى الإقليمي لجرادة ومنه إلى مستشفى الفارابي بوجدة نظرا لإصاباته التي وصفت ب»الخطيرة». كما شهدت مدينة جرادة عدة حوادث أخرى مميتة وقعت دون أن يتحرك ضمير المسؤولين لإيجاد حل جذري لما أصبحت تشكله هذه الآبار، والتي يفوق عددها 3000 بئر مهجور منتشرة في الغابات المحيطة بالمدينة وحتى داخل المدار الحضري قريبا من منازل السكان، من مخاطر تهدد حياة الساكنة. فهل ستتدخل السلطات المحلية والجهوية والمركزية لتفرض على «أباطرة الفحم»، الذين يستغلون سواعد الشباب الذين سدت في وجوههم سبل العيش الكريم وفرضت عليهم ويلات مرض «السيليكوز»، في ظروف لاإنسانية بدون تأمين ولا تغطية صحية ولا ضمان اجتماعي يضمن لهم المستقبل ولو بعلته، (يفرضون عليهم) ردم الآبار المتواجدة في المناطق المرخص لهم استغلالها طبقا لدفتر التحملات المبرم مع وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، أم ستترك الأمور على حالها ويبقى المواطن المغلوب على أمره يدفع ثمن تهاون المسؤولين ولامبالاتهم؟