أجرت الأستاذة المتدربة التي أصيبت بكسور خطيرة على مستوى الكتف في الأحداث الدامية التي وقعت بمدينة إنزكان يوم الخميس08 يناير2016،صباح يوم أمس الثلاثاء 12 يناير2016،عملية جراحية مستعجلة نظرا للكسور التي تعرضت لها أثناء تلقيها لضرب عنيف ومتتال على جسدها و بدون رحمة من قبل قوات الأمن. وقد رقدت المصابة بكسور مزدوجة في البداية بمستشفى الحسن الثاني، لكن ضغوطا مورست على إدارة المستشفى من أجل إخراجها منه، من طرف جهات أمنية ،على حد التنسيقية المحلية للأساتذة المتدربين. لكن آلام «لمياءالزكَيطي» تضاعفت فقررت التنسيقية وبإمكانياتها الخاصة نقلها إلى إحدى المصحات الخاصة بأكَادير،لإجراء فحوصات دقيقة على صدرها وكتفها ليتبين أنها مصابة بعدة كسور تستدعي إجراء عملية جراحية مستعجلة قبل أن تصاب بشلل. وفي السياق ذاته غادر الأستاذ المتدرب «الخمارالصابري» المستشفى تحت إكراه الجهات المعلومة،مع أنه مصاب في اليد اليسرى والرجلين والرأس مما جعله يفقد البصر من حين لآخر، وقد سلمت له شهادة طبية لكن الآلام لم تفارقه مما جعل التنسيقية تفكر حاليا في عرضه على أخصائيين لإجراء فحوصات على جسده. وكانت المواقع الاجتماعية والجرائد الإلكترونية قد تناقلت في البداية وعلى أوسع نطاق خبر وفاته،قبل أن تستدرك الموقف،خاصة أن دخوله المستشفى تزامن مع حدث وفاة أستاذ رسمي لمادة الفلسفة يعمل بفم الزكَيد بإقليم طاطا،مما جعل إشاعة خبر وفاته تنتشر بسرعة البرق. هذا، ويعد كل من الأستاذين المتدربين «لمياء الزكَيطي» و«الخمار الصابري» من الإصابات الخطيرة التي نالت ضربا مبرحا وشرسا وبدون هوادة من قبل قوات الأمن التي كانت تنزل «الزرواطة» بعشوائية ،لتستقر على الأجساد الغضة للأستاذات والأساتذة الذين لم يملكوا أي سلاح يذكر آنذاك غيرشعاراتهم المرفوعة ضد مرسومي وزارة التربية الوطنية ومحفظاتهم وبذلاتهم البيضاء. من جهة أخرى نظمت عدة هيئات جمعوية ونقابية وسياسية وقفة احتجاجية وتضامنية في آن واحد،أمام المركز التربوي لمهن التربية والتكوين بإنزكَان صباح يوم الاثنين 11 يناير2016،للتعبير عن تضامنها مع الأساتذة المتدربين المعنفين بقوة من طرف قوات الأمن. وقد قوّت هذه الوقفة التضامنية من عزيمة الأساتذة المتدربين الذين رفعوا شعاراتهم ضد القمع المتسلط عليهم يوم الخميس الماضي، وضد القرارين الجائرين الصادرين مؤخرا عن وزارة التربية الوطنية بخصوص فصل التوظيف عن التكوين. وكاد سيناريو «الخميس الأسود»أن يتكرر مرة أخرى في وقفة صباح أول أمس،لولا تريث أحد المسؤولين الأمنيين في آخر دقيقة حيث قرر فتح حوار مباشر مع المحتجين مما ساهم في احتواء الأزمة. وقد كان المحتجون على استعداد للدخول في مواجهة عنيفة قد لا تحمد عقباها،بعدما لاحظوا محاولة قوات الأمن سحب السيارات القريبة من الوقفة بواسطة جرار،والزيادة في عدد رجال الأمن باستقدام قوات التدخل السريع التي انطلقت نحو المحتجين قبل أن تتوقف بأمر من مسؤول أمني. وقد أعلنت خمس نقابات تعليمية بجهة سوس ماسة درعة خوضها إضرابا جهويا يوم الخميس 14 يناير 2016 ،تضامنا مع الأساتذة المتدربين، وتنظيم وقفة احتجاجية أمام المركزالتربوي لمهن التربية والتكوين بمدينة إنزكان. كما أعلنت خمسة مكاتب نقابية إقليمية للتعليم بورزازات عن انخراطها في الإضراب الجهوي لجهة سوس ماسة درعة ومشاركتها في الوقفة التضامنية المزمع تنظيمها يوم الخميس المقبل.