سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في افتتاح فقرة " ماستر كلاس " للدورة 15 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش المخرج فاتح أكين: سؤال الهوية المزدوجة .. قضية الأرمن وسينما تدعو الى حرية تعبير تخرق المحظورات في التاريخ
دشن المخرج فاتح أكين، الاثنين الاخير، الذي يصادف اليوم الرابع من يوميات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته 15، فقرة دروس "ماستر كلاس"، التي ستتواصل مع المخرجين الإيراني عباس كيروستامي والكوري الجنوبي بارك شان ووك. وأمام حضور كبير من السينمائيين والمهنيين والإعلاميين من ضيوف المهرجان وطلبة مدارس السينما، فتح المخرج فاتح أكين، الذي يعد ظاهرة فنية في السينما العالمية، نافذة على عوالمه الإبداعية، ومساراته واختياراته. وكشف فاتح أكين عن مرجعياته في السينما، والأفلام التي أثرت في توجهاته، وإدارته للممثلين، ودور الموسيقى في أعماله.. كل هذه العناوين الكبرى لامستها مداخلات فاتح أكين، وإن هيمن على اللقاء سؤال الهوية المزدوجة وكيفية تدبيره لانتمائه المزدوج الى حضارتين، تركية وألمانية. وعرفت تفاصيل الساعة والنصف التي استغرقها الدرس الأول من سلسلة ماستر كلاس عرض مقتطفات من أهم الأفلام التي أخرجها، التي بات يحصد بها العديد من الجوائز في أقوى المهرجانات الدولية. وتوقف المخرج طويلا عند فيلمه " القطع" الذي يتناول فيه مسألة بالغة الحساسية في تركيا، ويتعلق الأمر بالمسألة الأرمينية والاتهامات الموجهة لتركيا بارتكاب أعمال إبادة في حق الأرمن. حيث اعتبر فاتح أكين، الفيلم عبارة عن " اعتراف بالذنب "، ودعوة من أجل حرية تعبير تخرق المحظورات في التاريخ. هكذا استحضر المخرج الألماني من أصل تركي، فاتح أكين، فيلمه "القطع" وما تعرّض له الأرمن في أواخر عصر الدولة العثمانية عام 1915، معتبرا أن الفنان وبغض النظر عن انتمائه العرقي، فمن المفروض فيه أن يتخذ مسافة في تناوله للقضايا الإنسانية التي طبعت المسار التاريخي لشعبه ولبلده، مهما كان حجم ردود الفعل تجاه موقفه، لأن الحقائق التاريخية لا يمكن تجاهلها أو تغطيتها بمختلف الأساليب والوسائل. وقال المخرج فاتح أكين، أنه واجه نقدا قاسيا وردود فعل سلبية عن فيلمه "القطع"، معتبرا أن هدفه من هذا العمل، الذي أثار كل هذه الضجة، تكريس حرية التعبير داخل المجتمع التركي، وتحريريه من جميع النزعات الذاتية أو الإثنية أو الطائفية، بقدر ما يهمها تقديم الحقائق الموضوعية وملامسة القضايا الإنسانية. واعتبر أكين أن نقده للواقع التركي من خلاله أفلامه نابع عن حبه العميق لهذا البلد والرغبة في تحسنه نحو الأفضل، واصفا ذلك بمثابة الأب الذي ينتقد طفله أثناء تعليمه له لإشارات المرور خوفا عليه من مخاطر الطريق. وأشار المخرج التركي إلى أن نجاحه في ترسيخ اسمه كأحد أهم رواد السينما الحديثة في أوروبا والعالم، يرجع الى الثقة التي تجمعه بين الممثلين وفريق العمل الذي غالبا ما تتسم بالمحبة والاحترام وتبادل الآراء في وجهات النظر، مبرزا أن للموسيقى دور كبير في جل أعماله. كما أنه لم يخف أنه مدين لتفتح وعيه السينمائي لمخرج كبير من عيار مارتن سكورسيزي " ليس لطريقته في التصوير فحسب، ولكن أيضا لطريقته في جعل السينما تتفهم وضعيته كمهاجر إيطالي في مدينة كبيرة كنيويورك، والاصطدام بين العالم القديم والعالم الجديد" . من هو فاتح أكين .. مخرج، كاتب سيناريو ومنتج كان فاتح أكين، مخرج، كاتب سيناريو ومنتج ، ألمانياوتركيا الجنسية ، يحلم دائما أن يصبح مخرجا.. و بعد تخرجه من مدرسة للفن بهامبورغ، رسم طريقه بسرعة .. سيناريوهات، وأفلام قصيرة. عمل نادلا وديدجي .. ومارس الملاكمة وفنون الدفاع عن النفس. كما اشتغل كمنشط بمنصات التصوير، حسب طاهر رحيم، الممثل الفرنسي الذي كان بطل فيلم "القطع " الذي يقول عليه أن "هذا الرجل هو نجم الروك..في منصة التصوير يكون القائد والمدرب والديدجي. اقتحم مهنة السينما كملاكم،و يجري كل يوم جولة جديدة. لقد كان متواضعا وحيويا ". نقطة التحول في مسار فاتح أكين ، جاءت مع فيلم "وجها لوجه" الذي حصل على الدب الذهبي في مهرجان برلين سنة 2004 .. هكذا تحول من مهاجر صغير انتقل ليصبح الطفل المعجزة للسينما الألمانية المعاصرة، مجسدا بقوة التعدد الثقافي الناجح. قفز الحدود وتجاهل مسألة الهوية، ولا يعترف إلا بجنسية واحدة، أما حالته المدنية فهي السينما.. يتحدث الألمانية ، إذ هي اللغة التي يجيدها أفضل من التركية.. فاتح أكين مدمن على السينما، يشاهد إلى كل شيء في كل وقت. الأفلام الصينية والكورية والرومانية، والمكسيكية. بخصوص السينما الفرنسية، هو معجب بجاك أوديار، ليوس كراكس، وكاسويتش في الفترة الأولى. يقول أنه " ضمن الأفلام العشر الذي سأحملها معي إلى جزيرة صحراوية، سيكون هناك فيلم الكراهية ". ولكن والده الوحيد على المستوى السينمائي هو سكورسيزي ، وذلك ليس لطريقته في التصوير فحسب، ولكن أيضا لطريقته في جعل السينما تتفهم وضعيته كمهاجر إيطالي في مدينة كبيرة، الاصطدام بين العالم القديم والعالم الجديد . فاتح أكين، ما زال موجودا في ميدان صناعة الأفلام. يكتب سيناريو قصة حب ببرلين.. في ألمانيا اليوم، التي يحبها، والتي يعرفها بشكل أفضل . وتتوزع فيلموغرافيا فاتح أكين بفيلم قصير يعود الى عام 1995 بعنوان " أنت واحد" ، لتتوالى الأعمال مع "عشبة ضارة " (فيلم قصير)، " الترس"، " نسينا أن نعود"(وثائقي )، "عبور الجسر- صوت اسطنبول" ( وثائقي) و "على الجانب الآخر" ، الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو بمهرجان كان 2007 ، و " روح المطبخ" ، الذي حصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة بالبندقية 2009 ، وأعمال أخرى.