أعلنت إدارة مهرجان مراكش السينمائي الدولي، أن ثلاثة مخرجين عالميين سيلقون دورس السينما أو «الماستر كلاس» ضمن الدورة ال15 للمهرجان المقرر عقدها الشهر المقبل. وأوضحت الإدارة أن المخرجين الثلاثة هم: الإيراني عباس كيرو ستامي والكوري الجنوبي بارك شان ووك والألماني من أصل تركي فاتح اكين. وتهدف دروس الماستر كلاس إلى إطلاع الجمهور والمخرجين الشباب على الخبرات والتجارب التي يتمتع بها المخرجون المخضرمون وهذه ثالث مرة يحضر فيها كيرو ستامي إلى مهرجان مراكش، بعدما جرى تكريمه في دورة 2005، كما ترأس لجنة تحكيم دورة 2009، ومن بين النجوم الحاضرين في هذه الدورة، المخرجة الأميركية صوفيا كوبولا والممثلة البريطانية جيما أرتيرتون والمخرج الكندي اتوم اجويان. ويحتفي مهرجان مراكش للفيلم الدولي هذه الدورة، السينما الكندية التي تعد من "التجارب الفريدة من نوعها والطامحة لإثبات وجودها وهويتها". وسيستضيف المهرجان الدولي المقرر وفدا من الممثلين والمخرجين الكنديين، الذين يعتبرون أفضل مثال على حيوية سينما التي لا تتوقف عن التطور. وبدأت السينما الكندية أولى خطواتها سنة 1897 مباشرة بعد العرض الباريسي الأول للأخوين لوميير وبالرغم من مجاورتها لهوليوود وتجذرها في الثقافة الغربية، فقد عرفت كيف تبني هوية خاصة بها بفضل التنوع اللغوي والعرقي للشعب الكندي، ومن خلال تطور سينمائي يعكسه بشكل خاص الفيلم الوثائقي. عباس كيارستامي عباس كيارستامي من أبرز وجوه السينما الإيرانية المعترف بها عالميا. حصل المخرج على العديد من الجوائز في عدة مهرجانات كالسعفة الذهبية لمهرجان كان عن فيلمه Le Goût de la Ceriseو الجائزة الخاصة للجنة التحكيم عن فيلمه لمهرجان البندقية Le Vent Nous Emportera. وكواحد من محبي المدينة الحمراء، حصل كيارستامي أيضا على تكريم في مهرجان مراكش سنة 2005 وقام بتنشيط ورشة لفائدة المخرجين المغاربة الشباب كما ترأس سنة 2009 لجنة تحكيم الدورة التاسعة للمهرجان. يعود اليوم كيارستامي إلى مراكش ليتبادل معنا تصوره للسينما، تصور ترجمه في أعمال أصبحت عالمية و من خلال كتابة تمزج برقة وبطريقة شعرية بين القوة والهشاشة. بارك شان ووك بارك شان ووك، مخرج وكاتب سيناريو من كوريا الجنوبية، سيكون حاضرا في حفل التكريم المخصص له وسيتدخل أيضا في إطار دروس السينما لمراكش. بأعماله القوية التي حازت على العديد من الجوائز العالمية ككان مثلا حيث نال الجائزة الكبرى لسنة 2004 وجائزة لجنة التحكيم سنة 2009، يشرح لنا بارك شان ووك، وبكل إحساس ولباقة، وحشية وتعقد العلاقات الإنسانية. يعد فيلمه Stoker، الذي أنجزه سنة 2013 وهو أول فيلم هوليوودي له، نموذجا في الإخراج يعيد من خلاله بارك شان ووك مراجعة إبداع هتشكوك بطريقته الخاصة. فاتح آكين فاتح آكين وهو سينمائي ألماني من أصول تركية. كواحد من نوابغ السينما الألمانية، ترعرع آكين في ضاحية من الضواحي العمالية والشعبية لمدينة هامبورغ وكان حلمه الأول أن يصبح ممثلا من طينة بروس لي قبل أن يمر وراء الكاميرا وينجز أفلام أثارت الإنتباه حوله بسرعة فائقة. حصل آكين على على جائزة الدب الذهبي في برلين سنة 2004 عن فيلمه Head-on تتطرق أفلامه للواقع متعدد الثقافات للمجتمعات المعاصرة، بعيدا عن أي مقاربة مغلقة من ناحية الهوية وبحماس يذكرنا بسينما مارتن سكورسيزي الذي يعتبره آكين مثالا يحتذى به. سنة 2014، تناول آكين في فيلمه The Cut التطهير العرقى ضد الأرمن والذي يعد من أكبر الطابوهات في بلده الأصلي كعاشق للفن السابع، يحب آكن السينما في كل تنوعاتها الجغرافية والجمالية.