دشن المخرج الألماني من أصل تركي، فاتح أكين، مساء أمس الاثنين، سلسلة دروس "الماستر كلاس" في إطار الدورة 15 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وأمام حشد كبير من السينمائيين والمهنيين وضيوف المهرجان وطلبة مدارس السينما، فتح المخرج الشاب، الذي يعد ظاهرة فنية في السينما العالمية، نافذة على عوالمه الإبداعية، ومساراته واختياراته. مرجعياته في السينما، أفلام أثرت في توجهاته، إدارته للممثلين، دور الموسيقى في أعماله، عناوين كبرى لامستها مداخلات فاتح أكين، وإن هيمن على اللقاء سؤال الهوية المزدوجة وكيفية تدبيره لانتمائه المزدوج الى حضارتين، تركية وألمانية. وعرضت بالمناسبة مقاطع من أهم الأفلام التي أخرجها هذا الشاب الذي بات يحصد الجوائز تلو الأخرى في أقوى المهرجانات الدولية. وتوقف المخرج طويلا عند فيلم "القطع" الذي يتناول فيه مسألة بالغة الحساسية في تركيا، ويتعلق الأمر بالمسألة الأرمينية والاتهامات الموجهة لتركيا بارتكاب أعمال إبادة في حق الأرمن. بالنسبة إليه، الفيلم عبارة عن "اعتراف بالذنب"، ودعوة من أجل حرية تعبير تخرق المحظورات في التاريخ. يذكر أن نقطة التحول في مسار فاتح أكين جاءت مع فيلم "وجها لوجه" الذي حصل على الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 2004، ليصبح الطفل المعجزة للسينما الألمانية المعاصرة. وهو لا يخفي أنه مدين لتفتح وعيه السينمائي لمخرج كبير من عيار مارتن سكورسيزي "ليس لطريقته في التصوير فحسب، ولكن أيضا لطريقته في جعل السينما تتفهم وضعيته كمهاجر إيطالي في مدينة كبيرة (نيويورك)، الاصطدام بين العالم القديم والعالم الجديد". تبدأ فيلموغرافيا فاتح أكين بفيلم قصير يعود الى عام 1995 بعنوان "أنت واحد" لتتوالى الأعمال مع "عشبة ضارة" (قصير)، "الترس"، "نسينا أن نعود" (وثائقي)، "عبور الجسر- صوت اسطنبول" ( وثائقي) و "على الجانب الآخر"، الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو بمهرجان كان 2007 ، و "روح المطبخ" ، الذي حصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة بالبندقية 2009 ، وأعمال أخرى. يذكر أن دروس الماستر كلاس تقليد راسخ في دورات مهرجان مراكش، يتيح الفرصة للجمهور والمهنيين من أجل تقاسم عوالم السينما الداخلية مع مخرجين كبار. وستتواصل هذه الدروس خلال الدورة مع المخرجين الإيراني عباس كيروستامي والكوري الجنوبي بارك شان ووك.