(...) لا تبال ولو أن الغيم انتشر عاليا حيث البصر يسوي الأشكال قطعا تموسق الحيز... كأننا تائهون، نهيم بين الزقاق وحقول عطشى نرمم ذاكرة اليوم و بقية الأشياء... 1- شرائح Francis Bacon : تتوالى السقائط الواحدة لا تشبه الأخرى ولون الشرائح يثقب البصر مغازلا تراجيديا كأس حيث النبوءة طرف كلام نيء لذا أنهض كاسرا ضمائر التكليم والتشبيه أمام فريسة تخلد بين إطار و سند... 2- صمتك حيز قبر: (إلى سيمون هنتاي) حين يقرر الهواء نشر حزنه فوق كتفي أواظب على كلام القبور سالكا نزاهة المطر بين خيطين ثم العين تحضر -رفقة سيمون هنتاي- وخيش الحيز ملكوت عليك و علي. **** من غيمة إلى أخرى يصطحب الذاكر ذكراها ينزل الجحيم هواء فوق مجاعة البذور حيث تفاهة نهار بليد وطهارة ما يجيء موتا أبيض ثم البداية لعل اليد تتحرك يوما كي تخرج من خرم حقل أسطوانة المادة والملح. **** صمتك حيز قبر تكبر فيه اللغة والهواء و لحم السند ومصداقية العنف وشروع القيلولة والصابون الأسود 3- في الحديقة العمومية: في الحديقة العمومية تتكتل الدردشة تهيم الدقائق حيث الضوء عند تلك العشية في أركان الهواء وشوشة... أو ما شئت من الكلام بل عود ثقاب حرق في لوعة تنطفئ شيئا فموتا. 4-مسافر يتأمل بحر غيم: كأن الغيم فيه هموم الزبد و الفتور سيرة لأفق غريب. قد يكون مسافرا و في يده رخصة للعبور يتربص البحر وبابورا شماليا بين غيمتين يونانيتين وستار الجارة. **** الهواء مر بين عينيه رسم تحمس الشمعة إلى الليل... قد تقول لي كيف الخروج من حمام الأدب و أفواهنا تسيل مدحا جهة اليمين. 5-دردشة و إيقاع: دامت الدردشة بيننا سالكين دير الناقة و فتور قرب خشب مصبوغ كأن صوت القدم في دروب خالية يكتب رواية الثلج و الحصى. **** سنستمر هكذا بلا إيقاع. حشرات تدردش. أياد تسوي فنا طيبا ولطيفا. حيث لا يزعج أحدا. كمقابر تصير رمادا. **** على الأقل مسالك الهجرة تصون صوتي ضد مشاهد لا أحبها. **** اكترث يوم رآها معلقة على جدار متحف حبيسة آلات فوتوغرافية بين أروقة تزعق بالبشر و العطور. رآها ولم يبك حاول الدخول لكن العتبة شيقة. و دروب الجلبد ترددت أمام الغياب تحت رداء هجرة أنيقة. **** أسرارنا ابتسامة ثعلب دواليب قديمة نكهة بن الأرابيكا لما يطول البصر ودم اليسوع يكتنفه الغموض مسرحا للذوق والجريمة. **** لماذا إيقاعك مخبول وليس يشبه وجه مكاتب القطن. *** 6-لوحة مارك دوفاد: عنوانها دليل فطرة بعثرتها مويجات اليتم والكحول كما لو في ارتعاشة ميناء شيده الخط لا فتور و لا نهر قديم **** لو أني لم أصادف هذه اللوحة سنة1972 وعمري خمس سنوات حيث كنت حزينا ومنهكا مثيلا ليوم شقي أسيل كصباغة الأكواريل في ظل صدفة مهاجرة باب في باب مساحة ضد جغرافية لقيطة والفكرة ليست صدى **** سبيبة صفراء تعبر اللوحة لكن ما الذي كان بين يديه؟ ليرسم بالأصفر ليلون بالأصفر محنة الترف ولذة عانسا تفتقدهما الذكرى و كلام عكاظ في بلاستيك حذار... حذار منك مارك وعمري الآن ثلاثون... 7-قصيدة: ذباب صغير ملأ حدود الحديقة بحركات مجهرية حيث النظر يصبو ولا شيء من النافذة يقطر غير نكهة الخريف لما كلس الأرض كان فصيحا تحت عين تسكن تربة صموتة. 8-حضانة لوحة: غدا يتبوأ الصدى جبل الكلام بين لوحة عتقتها الغمولة ووجوه نسيتها عمدا لأنها تشوش دليل الروح. **** أما وحين تنحاز الأصداء بالقرب من حياته عند وقت موشح دمشقي يتمعن اللوحة الأثر فلا يجد غير نصف أجسام غارقة في التشخيص و حضانة تصبو نحو التهريج.