اتسعت الاحتجاجات الشعبية بالعديد من المدن الجزائرية يوم أمس، وسجلت العاصمة الجزائر انتفاضة أحياء سكنية منذ الساعات الاولى ، خاصة في باش جراح وباب الواد وبوشاوي وحي بلكور وساحة الشهداء التي تعتبر الفضاء الرمزي لكل التحركات الشعبية، وهي نقط باتت ليلة الاربعاء /الخميس على وقع مواجهات عنيفة بين المواطنين والبوليس. وتعد المشاكل الاجتماعية أحد أبرز دوافع الاحتجاج، فالجزائر توجد اليوم بين آلة متعددة الافكاك منها غلاء المعيشة ، إذ اشتعلت نار الزيادات بشكل رهيب في اسعار المواد الاساسية، ومنها كذلك أزمة السكن التي تستفحل يوما بعد يوم بسبب الفساد الذي يضرب أطنابه في المشاريع والصفقات ،واتضح أن ال 10 ملايير دولار التي قيل بأنها رصدت لهذا القطاع منذ مجيئ عبد العزير بوتفليقة رئيسا للبلاد في 1991، هي مجرد اعتمادات مفتوحة للاختلاس والنهب، وثالث فك يمسك بالمواطن الجزائري اليوم يتمثل في البطالة التي تخيم على نسبة كبيرة من السكان النشيطين. وأفادت وسائل الاعلام المحلية بأن المواجهات الدموية أول أمس خلفت جرح 15 شرطيا و13 محتجا وعشرات المعتقلين في العاصمة وحدها. وكما في العاصمة، تمتد موجة الاحتجاجات غرب هذه المدينة الجاثمة بين المتوسط والمرتفعات المحيطة بالميناء الذي يعد الاكبر بالبلاد ، ومن مجالات الاحتجاج ولاية البليدة التي اندلعت بأحيائها السكنية بن عوادي وبن دالي وبلدياتها مثل القليعة والدواوة ، وشارك في هذه الاحتجاجات التجار الذين أعياهم فساد فرق التفتيش ومراقبة الاشعار. وغير بعيد عن هذه الولاية تحركت تيبازة لتنصب حواجز بالشوارع وتشعل نيران الغضب في مفاصل المدينة . وفي غرب البلاد لم تتخلف مدينة وهران عن التعبيرعن غضبها تجاه حالة الاختناق التي يعرفها بلد بلغت عائدات محروقاته هذه السنة مايقارب ال 60 مليار دولار، وتحولت أحياء الحمري وبن سينا وتيريقو الى ساحة حرب بين المتظاهرين والشرطة . ولم تجد الحكومة الجزائرية من مبرر لهذه الاحتجاجات سوى إعادة خطابها الذي يتخذ من ارتفاع الاسعار بالاسواق العالمية ، واتهامها للتجارالمحليين بالمبالغة في هوامش الربح . ومعلوم أن من بين ابرز المواد التي تعرف غلاء وندرة في السوق الجزائرية: السكر والزيت والحليب والدقيق. وأبرز إجراء اتخذته السلطات هو تأجيل مقابلات كرة القدم في دورتها ال 14 التي كان من المقرر اجراؤها يومه الجمعة وغدا السبت ، مخافة أن يستغل المحتجون المباريات لتأجيج حالة الغليان وتوسيع نطاقها.