الاضطرابات الاجتماعية في الجزائر منذ 2008 اندلعت احتجاجات جديدة في الجزائر أمس السبت ضد ارتفاع الأسعار بينما تدرس الحكومة إجراءات لخفض أسعار السلع الغذائية الأساسية بهدف تهدئة الاحتجاجات. وقال شهود عيان ل «رويترز» عبر الهاتف إن احتجاجات جديدة اندلعت في منطقة القبائل بما في ذلك مدينتي تيزي وزو وبجاية. ومنطقة القبائل الكبرى تعتبر معقل «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» وهو ما يجعل أي اضطراب أمراً بالغ الحساسية. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن وزير الداخلية دحو ولد قابلية قوله إن ثلاثة قتلوا وجرح 700 شخص آخرين بينهم 300 شرطي في الاحتجاجات منذ (الخميس) الماضي. وكان ولد قابلية صرح لقناة الجزائر التلفزيونية الفضائية "أؤكد مصرع ثلاثة شبان في (ولايات) المسيلة وتيبازة وبومرداس". وتقع المسيلة على بعد 300 كلم جنوب شرق العاصمة وتيبازة على بعد سبعين كلم غرب العاصمة وبومرداس على بعد خمسين كلم شرقها. وتابع الوزير "في الولايتين الأوليين عثر على الضحيتين قتيلين خلال الاضطرابات والتحقيق جار لتحديد الأسباب".والقتيل الثالث عثر عليه في تيجلابين (ولاية بومرداس) محترقا، اثر حريق فندق تسبب به "المشاغبون" كما أضاف. ولم يدل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي يحكم الجزائر للفترة الرئاسية الثالثة بأي تعليق رسمي على أعمال الشغب. وقال وزير التجارة مصطفى بن بادة إن اجراءات عاجلة ستتخذ لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين.ونقلت الإذاعة الحكومية عن بن بادة قوله إن الوضع سيتحسن اعتباراً من مطلع الأسبوع. ومن المتوقع أن تثبت الحكومة هامش الربح على مجموعة كبيرة من السلع الاستهلاكية بما في ذلك زيت الطعام والسكر. وزادت أسعار الطحين (الدقيق) وزيت الطعام إلى الضعفين خلال الاشهر القليلة الماضية لتبلغ مستويات قياسية كما بلغ سعر الكيلوجرام من السكر 150 دينارا بعد أن كان 70 دينارا (0.27 دولار) قبل بضعة شهور. وفي ظل هذه التطورات، عقدت الحكومة الجزائرية جلسة خاصة أمس للبحث في خطوات لخفض أسعار الغذاء المتزايدة في مسعى لتهدئة الاحتجاجات. ومن المتوقع أن تعلن السلطات عن تدابير مثل تقييد هامش الربح الذي يمكن أن يحصل عليه التجار من السلع الغذائية الأساسية. فللمرة الاولى منذ الانفتاح الديموقراطي قبل عشرين سنة، شهدت احياء سكنية راقية في الضاحية الغربية المعروفة بفيلاتها ومطاعمها الفخمة اعمال عنف لا تختلف عن تلك التي سجلت في الاحياء الشعبية. واندلعت اعمال العنف في محافطة تيبازة الجزائر منذ الثلاثاء الماضي احتجاجا على ارتفاع الأسعار قبل ان تنتقل الى عدة محافطات في كل أرجاء البلاد. وقد ادت المواجهات بين الشبان الغاضبين وقوات الأمن الى سقوط قتيلين وعشرات الجرحى، حسبما ذكرت الصحف الجزائرية. وبدا ليل الجمعة السبت، عطلة نهاية الاسبوع، مختلفا لاصحاب مطاعم المشاوي في الدرارية الواقعة على بعد عشرة كيلومترات عن وسط العاصمة. فالمحلات كانت مغلقة واصحابها يقومون بحراستها، بينما تلاحق قوات مكافحة الشغب عشرات الشباب في الشوارع التي تفصل بين الفيلات. وعادت تنطلق الاحتجاجات من احياء شعبية مثل باب الوادي وبلكور وباش جراح. ويقول سفيان صاحب مطعم للمشويات في وسط درارية ان "الوضع مستمر منذ يومين". ويضيف "لسوء حظنا صادف ذلك مع عطلة نهاية الأسبوع حيث يكثر الزبائن ونحقق تقريبا 50 بالمائة من ارباحناالأسبوعية لاننا في بقية الاسبوع نشتغل بالحد الادنى". والى جانب فائت الربح هذا في نهاية الأسبوع، يخشى أصحاب المطاعم ان تتعرض محلاتهم للسطو من قبل الشباب الغاضبين، لذلك حولوا عمالهم الى حراس امام الواجهات الزجاجية. وقال سفيان انها "الطريقة الوحيدة لحماية ممتلكاتنا". واثناء الحديث مع صاحب المطعم سمع دوي قنابل الغاز المسيل للدموع في الجهة المقابلة. وتحركت اعداد كبيرة من قوات الامن بالزي الرسمي والمدني نحو مقر وكيل السيارات "جيلي" لحمايته بعدما هوجم محل شركة "رينو" في باب الوادي والعناصر. والعدد القليل من السيارات التي كانت تمر في الشارع الرئيس عادت ادراجها. وفي تقصراين الحي القريب من الدرارية، حطم شبان غاضبون المؤسستين الوحيدتين للخدمة العمومية في وسط المنطقة، المركز الصحي ومكاتب ملحقة بالبلدية بينما لم يتعرض احد لمستشفى قاصدي مرباح نظرا لوجوده في منطقة معزولة. وطالت عملية تخريب مركز "الجوار" الصحي. وقال الحارس الليلي ان المحتجين "سرقوا كل شئ حتى انهم اقتلعوا كرسي طبيب الاسنان وأجهزة التدفئة". وعبر احد السكان عن غضبه بقوله "لا يمكن ان يقبل عاقل بهذا التخريب. نحن المتضررون. لا الرئيس بوتفليقة ولا حتى رئيس البلدية يحتاجان الى هذا المركز الصحي". واضاف "لا اصدق ان ابناء الحي هم من فعل هذا. فأنا مولود هنا وعمري يقارب الخمسين ولم أشهد شيئا مثل هذا". وتابع "حتى في الاحداث الشهيرة التي شهدتها الجزائر في الخامس من اكتوبر 1988 لم يتحرك احد هنا". واتهم "ابناء باب الوادي الذين تم ترحيلهم بعد فيضانات 2001 الى عمارات قريبة من هنا في الدرارية وتقصراين" بارتكاب هذه الاعمال. وكانت الحكومة وعدت باتخاذ إجراءات عاجلة لكبح الارتفاع المفاجئ لاسعار السكر والزيت، ينتظر ان تعلن عنها اليوم بعد اجتماع وزاري يرأسه الوزير الأول. الاضطرابات الاجتماعية في الجزائر منذ 2008 27-28 ابريل 2008: شهدت ولاية الشلف في غرب الجزائر تظاهرات عنيفة احتجاجاً على تأخر السلطات في التعويض عن الاضرار التي مني بها منكوبو زلزال تشرين الاول/اكتوبر 1980 والذي ادى الى مقتل قرابة 5 آلاف شخص. وأصيب اشخاص عديدون بجروح واعتقل نحو ستين متظاهراً. اكتوبر 2009: اندلاع مواجهات في حي المدنية الشعبي في العاصمة الجزائرية. رشق شبان كانوا يحتجون على البطالة وظروف السكن السيئة الشرطة بالمقذوفات. وشهدت مدينة عنابة شرق الجزائر، وتيزي وزو في منطقة القبائل وبومرداس في الشرق اضطرابات مماثلة. ديسمبر 2010: جرت مواجهات على مدى ثلاثة ايام بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون بالحصول على سكن لائق في العديد من الاحياء عند اطراف العاصمة الجزائرية. يناير 2011: اندلعت اعمال شغب في حي باب الواد العشب في العاصمة حيث رشق عشرات الشباب الذين كانوا يحتجون على غلاء الاسعار قوات الشرطة بالحجارة. يناير: اندلعت اعمال شغب في العديد من الاحياء في وسط واطراف العاصمة الجزائرية. وفي منطقة القبائل في بجاية وبومرداس، قام متظاهرون بقطع الطرق. واشعل بعضهم النار في مقر محكمة آقبو بالقرب من بجاية. وامتدت حركة الاحتجاج الى العديد من احياء قسنطينة.