وضعت مواطنة، من ساكنة حي آمالو إغريبن بخنيفرة، حدا لحياتها، بعد زوال يوم السبت 13 يونيو 2015، برمي نفسها من الطابق الخامس لمستشفى محمد الخامس بمكناس، ووقعت على الأرض جثة هامدة متأثرة بقوة السقطة في مشهد صادم ومروع. وبينما اكتفت مصادر مسؤولة من هذا المستشفى، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، بجهلهم للأسباب الحقيقية التي دفعت المعنية بالأمر لوضع حد لحياتها بهذه الطريقة المفجعة، تداول الكثيرون ما يفيد أن المواطنة المذكورة كانت منطوية على نفسها وتعاني من حالة نفسية متدهورة، جراء شعورها بعدم اهتمام أسرتها بها، سيما زوجها الذي اتصلت به هاتفيا قبل زمن قصير من عملية الانتحار، في حين رجح البعض أن يكون المرض والإرهاق والضغوط النفسية وراء الفعل المميت. ووفق مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، فإن المسماة المنتحرة وهي متزوجة وأم لطفلين، كان المستشفى المذكور قد استقبلها، في الفاتح من يونيو 2015، وألحقت بمصلحة الطب الباطني قصد العلاج، حيث أفادت بعض النزيلات بهذه المصلحة أن المعنية بالأمر كانت منطوية على نفسها، بسبب إما مشكلة نفسية أو اجتماعية، وكانت تشكو من ألم على مستوى الرأس، وقبل فترة قصيرة من توديعها للحياة كانت قد دخلت في غيبوبة، أمام باب المرحاض، فاهتمت بها إحدى النزيلات إلى أن عادت إلى وعيها. وقبل دقائق من الواقعة الرهيبة، شوهدت المعنية بالأمر، حسب إحدى النزيلات، وهي تحدث زوجها على الهاتف بانفعال شديد، مهددة إياه بالانتحار إن لم يقم بزيارتها ذلك اليوم، وقيل إن قريباً للمواطنة كان قد زارها لبضع دقائق لجأت بعدها للمرحاض، ومنه تسللت إلى حيث رمت بنفسها من الطابق الخامس وسط ذهول الجميع. وعلاقة بالموضوع، انتقلت عناصر من المصالح الصحية والأمنية والسلطة المحلية والشرطة العلمية والتقنية إلى مسرح الحادث، وبعد معاينة الجثة تم نقلها لمستودع الأموات بذات المستشفى، في حين باشر المحققون تحرياتهم، تحت إشراف النيابة العامة، في ظروف وملابسات الواقعة التي كان طبيعيا أن تهز أنفاس وقلوب كل من كان بمسرح الحادث من زوار ومرضى وأطقم صحية بالمستشفى المذكور. وينتظر الجميع نتائج التحقيق المفتوح حول الأسباب الحقيقية لعملية الانتحار المريب، وإماطة اللثام عن تفاصيل أسرارها ودوافعها التي لاتزال قاب سلسلة من الاحتمالات والتخمينات المتضاربة، إذ بينما احتملت آراء البعض أن المرض والمشاكل الأسرية كان دافعا أساسيا للانتحار، ذهب مصدر مسؤول من إدارة المستشفى، في تصريح إعلامي، إلى أن المنتحرة لم تكن تعاني من أية ضغوط نفسية، وأن زوجها اتصل بها قبل مدة من وفاتها، في حين ربطت بعض التأويلات واقعة الانتحار بظروف الاستشفاء، وأخرى حملت المسؤولية لأسرة الصحة التي لم تهتم بحالة المواطنة التي كانت سلوكياتها تنذر بالنهاية المأساوية في أية لحظة.