في بادرة استحسنها المهتمون بمجال الغابة والبيئة والسياحة الجبلية، نظمت «جمعية إيدكل للمحافظة على البيئة والغابة» حملة تحسيسية وسط سكان المنطقة قصد توعيتهم بدور الجبل والثروة الغابوية، ومدى اهمية ذلك في الحياة الطبيعية، ورغم وعورة التضاريس وأحوال الطقس السيئة قررت الجمعية الانطلاق بحملتها على الأقدام من تقاجوين باتجاه جبل توجوط ثم تكراكرا وعمي احساين، ومنها إلى جبل بوتسمومت عبر ادمر ابوهو يجماعة سيدي يحيى ايوسف، ثم امزى التي التقى بها المنظمون للحملة مع عدد كبير من السكان، حيث تم استعراض ما يعانيه المواطنون بهذه المناطق من ظروف قاسية لا تقل عن انعدام الطرق ووسائل لإزاحة الثلوج، إضافة إلى مظاهر الفقر والتهميش والهدر المدرسي وانعدام المرافق الصحية. واستطاع منظمو الحملة الوصول إلى جبل توجوط الذي يبلغ ارتفاعه 2270 مترا، والمشجر بالأرز والبلوط الأخضر، كما يعتبر من المعالم الشهيرة بالمنطقة، سيما عقب حقبة الاستعمار، حيث كان المكان الذي يلجأ إليه المقاومون لاحتوائه على كهوف وعلو مناسب للمقاومة.ومن الوجهة الجيولوجية سجل منظمو الحملة اندثار ما كان على الجبل من خيرات بسبب مظاهر النهب والاستنزاف، ليتم الوقوف على مسؤولية الجماعة المحلية التي لم تلتزم بالميثاق الوطني للمحافظة على البيئة والتنمية المستدامة، أو بمبدأ حماية الأشجار من التخريب، ولا حتى بمحاربة الرعي الجائر والحرث التوسعي وبناء المنازل وسط الغابة، وحينها عبر المنظمون عن أملهم بغرس توجوط في أسرع وقت ممكن. ومن أهداف حملة «جمعية إيدكل للمحافظة على البيئة والغابة» ، إقناع السكان بالعمل على احترام الأشجار، وأساسا منه شجر الأرز، وعدم تخريب واستنزاف الثروة الغابوية، مع التقيد بتنظيم الرعي والحرث وعقلنة استغلال الأشجار في فصل الشتاء، وعدم طرح النفايات بالجبال والمواقع الطبيعية، مع التحسيس بأهمية الالتزام بحماية العيون المائية من التلوث والإهمال. ولم يفت الجمعية الإصغاء إلى المشاكل التي يعاني منها السكان الجبليون، وكذلك لقضايا المرأة بهذه المناطق وما تعانيه من ظروف خلال المواسم الأربعة، إلى جانب الأطفال والشباب المحرومين من التعليم والصحة والوسائل الحديثة، والدوافع التي تؤدي بهم إلى التفكير في الهجرة إلى المدن، ثم إلى رأي الفلاحين والكسابين بخصوص الأضرار التي تلحق بهم جراء ظروف الجفاف مثلا أو الكوارث الطبيعية والتقلبات المناخية، وتوعيتهم بأهمية التعاون بخلق تعاونيات ذات صلة بالمجال الفلاحي. وقد قررت الجمعية من خلال حملتها التحسيسية القيام يتقييم حجم المخالفات الغابوية الخطيرة مقابل الإنصات لآراء السكان الجبليين حول الأسباب التي ترغمهم على الوقوع في هذه المخالفات، وحول ما يرونه مناسبا من اقتراحات ومطالب وبدائل يمكنها وضع فاصل بينهم وبين تخريب الثروة الغابوية في أفق ضمان عيش أفضل لهم، ومن المقرر أن تنجز الجمعية تقريرا مفصلا تعرضه أمام الجهات والسلطات المعنية، و المندوبية السامية للمياه والغابات وكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة.