نظمت جمعية "إيدكل" للمحافظة على البيئة والغابة، الأسبوع الماضي، زيارة لبعض المناطق الجبلية، انطلاقا من مركز تقاجوين، في قيادة تونفيت بإقليم ميدلت، لتحسيس السكان بضرورة المحافظة على الغطاء الغابوي، الذي تطغى عليه أشجار الأرز. انطلق المشاركون في الحملة التحسيسية، نحو جبل توجوط، الذي يبلغ ارتفاعه ألفين و270 مترا، وتغطيه أشجار الأرز والبلوط الأخضر، مشيا على الأقدام، بعد أن تعذر الوصول إلى الموقع على ظهور البغال، بسبب سوء الأحوال الجوية، وذكر علي أوعدي، رئيس جمعية "إيدكل"، أن الثروة الغابوية في جبل توجوط، تعرضت للاستنزاف، بسبب تصاعد وثيرة قطع الأشجار، التي كانت تساهم بشكل كبير في الحد من انجراف التربة، وسلامة البيئة. وحملت فعاليات جمعوية في مركز تقاجوين مسؤولية ما تتعرض له الثروة الغابوية في المنطقة، إلى الجماعة المحلية، التي تعد، حسب هؤلاء، المسؤولة الأولى على الجبل، إذ أنها استفادت من خيراته دون التزامها بالميثاق الوطني للمحافظة على البيئة والتنمية المستدامة. واستنكر منظمو الحملة التحسيسية، تعرض الأشجار للنهب والتخريب من طرف مافيا الغابات، وعبروا عن احتجاجهم على توقيف غرس أشجار جديدة، واستغلال الأراضي، التي اجتثت أشجارها في الرعي، وقال علي أوعدي في اتصال مع "المغربية" "الجماعة لا تعير أي اهتمام لبناء منازل وسط الغابة وقطع مساحات هائلة من الأشجار، التي تستغل في توسيع المناطق المحروثة". والتمس النسيج الجمعوي في مركز تقاجوين، تدخلا عاجلا للمندوبية السامية للمياه والغابات، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإطلاق حملة لغرس الأشجار في جبل توجوط في أسرع وقت ممكن، لأن الغطاء الغابوي في منطقة توجوط، وصولا إلى تكراكرا وعمي احساين، في خطر، ويتعرض بشكل يومي لتخريب ممنهج. وفي تقييمهم للحملة التحسيسية، أكد المشاركون فيها، أنه بالمقارنة مع الأيام الماضية، هناك تحسن ملموس، ووعي قوي بأهمية المحافظة على الغابة وشجر الأرز على الخصوص، وقال أوعدي "نتمنى مزيدا من الاجتهاد للحفاظ على الغابة، ونوجه دعوة لكل الأطراف (السلطات المحلية، المندوبية السامية للمياه والغابات، الجماعة المحلية، جمعيات المجتمع المدني، إدارة القضاء، رجال الدرك الملكي)، للتدخل، ووضع اليد في اليد لإنقاذ الجبال من التعرية". من جهة أخرى، ما يزال مسلسل النزيف يلاحق شجرة الأرز، التي يحولها مهربو الخشب إلى مجرد ألواح بلا حياة، تباع في السوق السوداء بمبلغ زهيد لا يتعدى 300 درهم للوحة الواحدة، علما أن الجرائم، التي تسجل في حقها، تناهز نسبة 77 في المائة من مجموع جرائم الاعتداء على الغابة، إذ لا يتردد مقترفو هذه الجرائم في اجتثاث شجرة الأرز، التي بلغت من الدهر أزيد من اثني عشر قرنا. وقاد رصد عمليات تهريب أخشاب هذه الشجرة النادرة، حسب مصادر أمنية، إلى حجز أزيد من 9400 متر مكعب، خلال الست سنوات الأخيرة، أي ما يناهز 10 في المائة من الناتج السنوي لغابة الأرز، منها حوالي 480 مترا مكعبا، خلال السنة الجارية (بمعدل حوالي 40 شاحنة)، فيما جرى تقديم أزيد من 40 شخصا للعدالة.