"شتان بين الأمس واليوم "، إنها الخلاصة التي يخرج بها كل متجول بالعديد من شوارع عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان ،التي "تحررت" غالبيتها منذ حلول مسؤول جديد بهذه المنطقة، حيث اختفت العربات المجرورة والمدفوعة وكذا التي استقرت ليل نهار بهذه الشوارع. وما يتداوله المتتبعون للشأن المحلي بتراب هذه العمالة هو أنه إذا ما توفرت العزيمة واحترام المهنة وتقدير المسؤولية الملقاة على عاتق كل مسؤول، فإن الصعاب تتلاشى وتندثر. للإشارة فإن السلطات المحلية حين عمدت إلى اخلاء الشوارع لم تطارد الباعة الجائلين داخل الأزقة ، ومع مرور الأيام كانت انتفاضة الساكنة ضد وجود هذه العربات أمام أبواب منازلها فتصدت لهذا الوضع بكل ما أوتيت من قوة لإبعاد هذه العربات ،والنموذج بحي العيون وزنقة بيروت وكل الأزقة المجاورة أو المحايذة ل "المسرح الملكي" . أمام هذا الوضع غير المنتظر، أصبح الشغل الشاغل لشريحة مهمة من هؤلاء الباعة الجائلين هو تنظيم أنفسهم قبل فوات الأوان ، عبر تأسيس جمعيات بواسطتها يحاولون كسب الشرعية القانونية . وحسب بعض المهتمين من المجتمع المدني ، "فإنه من الصعب بمكان تأسيس جمعية لانعدام بعض الضوابط القانونية وعلى رأسها المقر، رغم أن العديد من هؤلاء الباعة -والعديد منهم نازحون - يعتقدون أن بإمكانهم اللجوء إلى دور الشباب، إلا أن هذه الأخيرة هي مخصصة للأنشطة الثقافية والتربوية والرياضية والفنية وكل ما هو اقتصادي هو بعيد عن تخصصها، ولذلك لا يمكن لأي دار من دور الشباب على قلتها بهذه العمالة :دار الشباب بوشنتوف ودار الشباب سيدي معروف وثالثة محدثة أخيرا، أن تكون مقرا لممتهني أنشطة غير منظمة، ليبقي التصادم شبه يومي بين سكان الأزقة الضيقة أصلا وهؤلاء الباعة الجائلين؟" . هذا و أكدت مصادر مطلعة للجريدة "أن هناك تفكيرا جديا من قبل السلطات المعنية في أفق البحث عن مكان قار لحل هذا الإشكال استحضارا لجوانبه الاجتماعية"، علما بأن هناك بوادر إيجابية، حيث أن السلطات المحلية بادرت إلى إجراء بحث وإحصاء لأصحاب هذه العربات القاطنين بتراب هذه العمالة، وهو ما أثلج صدر هؤلاء الباعة في انتظار التفاتة مماثلة لمحطة الطاكسيات الكبيرة التي احتلت شارع الفداء وساحة بوشنتوف؟