أصبح من الصعب وأنت تتجول ببعض أحياء مقاطعة مرس السلطان أن تجد ممراً أو مسلكاً، تعبر من خلاله إلى وجهتك المقصودة، وذلك لانتشار الباعة الجائلين، الذين لم يكفيهم احتلال الملك العمومي، بل استمر زحفهم إلى الاستيلاء على مجموع الممرات والأزقة وحتى بعض الشواع، لتبقى الطامة الكبرى هو أن بعض هذه الأحياء عرفت في نفس الوقت وجود سيارات الأجرة التي زادت من الاختناق بوقوفها على امتداد الشارع ووقوفها على المستوى الثاني والثالث. هذا هو حال حي بوشنتوف. فالزنقة 29 الممتدة من شارع الفداء إلى الزنقة 40 أصبحت كلها عربات لأصحاب الخضر والفواكه، والفواكه الجافة، وبيع السمك والدجاج والأواني المنزلية وأدوات ووسائل التنظيف. أما الزنقة 40 فمن بدايتها بشارع الفداء توجه قوافل الطاكسيات الكبيرة التي أرغمت نفسها على الجميع حتى أصبحت محطة معروفة. وفي الواجهة المقابلة بنفس الشارع، تقف العشرات من سيارات نقل البضائع «الهوندات»، مما خلق جواً من الهرج والمرج غالبا ما ينشب عن ذلك صراع بينهم كثيراً ما وصل الى حد التشابك بالأيدي، ناهيك عن الكلام النابي الذي يصل عبر الشرفات والنوافذ الى وسط العائلات بالمنازل المجاورة وفي زاوية الزنقة 40 والزنقة 29 توجد ساحة بوشنتوف، المتنفس الوحيد للساكنة احتل هو الآخر من طرف أصحاب الطاكسيات البعض منهم يستغل خرطوم مياه سقي تلك الحديقة لغسل الطاكسيات. وفي الجانب الأخير من الحديقة، يوجد مخفر للشرطة المحيط بالعديد من الدراجات النارية والعادية المحروسة من طرف شخص أصبح معروفاً عند العديد، حيث أن هناك من يأتي من مكان آخر لوضع دراجته أو مبيتها هناك، مما جعل تلك المنطقة جد مشوهة. أضرت بالمنظر العام وبالبيئة وبصحة السكان. هناك شكايات عديدة ومتعددة بعث بها سكان المنطقة الذين أصبحوا يجدون صعوبة في إخراج مرضاهم أو حواملهم إلى المستشفيات، فلا سيارة الإسعاف تستطيع العبور ولا سيارات عادية تستطيع ذلك. السلطات المحلية كثيراً ما تدخلت بالوسائل التي تتوفر عليها من سيارة وبعض رجال القوات المساعدة وقامت بحجز إما البضاعة المعروضة للبيع أو العربة بكاملها وأحياناً الميزان. كذلك تم في أكثر من مرة إلقاء القبض على بعض نشطاء هذا المجال. لكن سرعان ما يتم الإفراج عنهم وحتى في غالب الأحيان يتم الإفراج عن المحجوزات بتدخل سافر لجهات نافدة من مركز القرار، الشيء الذي يجعل السلطات المحلية القريبة من الحدث دائماً في مشاكل وإحراج منع أصحاب العربات أو الطاكسيات وأحياناً يتحول الأمر الى اصطدام ومواجهة واشتباك، كما وقع لخليفة أحد الملحقات الادارية القريبة، مما يجعل مهمتهم جد صعبة أمام تدخل الأيادي الخفية من السلطات المحلية العليا أو من بعض المنتخبين الذين يجعلون من هؤلاء خلية دائمة تستعمل لكل الأشياء. كذلك تصعب مهمة سلطات الملحقات الادارية عندما لا تكون مساندة قوية من المصالح العليا بنفس المقاطعة. لقد اتضح أن العديد من هؤلاء الباعة الجائلين يستمدون قوتهم من بعض رجال السلطة ومن بعض المنتخبين، خصوصا بعض نواب الرئيس. إذن هي فوضى عارمة تضرر منها السكان بحي بوشنتوف بمقاطعة مرس السلطان. فهل المسؤولون بهذه العمالة والمنتخبون بهذه المقاطعة راضون عن ما يلحق سكان حي بوشنتوف من ضرر تسبب لهم في أمراض جلدية ونفسية ومسهم في مواطنتهم.