شهد، مؤخرا، النفوذ الترابي لعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، تحركات بدأت بصماتها تظهر على أرض الواقع، وذلك من خلال القيام بحملات تطهيرية حررت العديد من شوارع و أزقة مقاطعة مرس السلطان ، شملت على الخصوص الباعة الجائلين وعرباتهم، التي عرفت العديد منها استقرارا تحولت معه إلى «نقط سوداء» يجتمع حولها مستعملو و مروجو شتى أنواع المخدرات والكحول والحبوب المهلوسة و(الماحيا). وضمت، أيضا، مجال النظافة، حيث تمت تنقية العديد من النقط كانت إلى حدود الأمس القريب ، مطارح لكل أنواع الأزبال، بما في ذلك بقايا البناء أو الإصلاحات غير القانونية التي تتم بالمنازل و الدكاكين خلسة تحت جنح الظلام! وفي هذا السياق يقول بعض أبناء المنطقة « لأول مرة ، تمكن عدد من الأطفال والمواطنين من التعرف على بعض معالم الحي التي افتقدها لسنوات خلت، كما سُمح بمرور سيارات الإسعاف أو سيارات الوقاية المدنية، والتي كان مرورها مستحيلا بهذه الأزقة و الشوارع التي كانت محتلة من طرف هؤلاء الباعة». وقد عبر العديد من السكان عن استحسانهم لمثل هذه التحركات التي قامت بها السلطات المحلية ، آملين استمراريتها، والتي لم تخلف لحد الساعة، يقول متتبعون ، أية ردود فعل عنيفة أو احتجاجات، خلافا لما كان يقدمه بعض رجال السلطة السابقين من تبريرات ، ليتيقن الجميع أن ما كان ينقص مثل هذه العمليات التطهيرية هو الإرادة القوية لوضع حد للفوضى ، حيث أفصح البعض عن ذلك بصريح العبارة ( المخزن إلا بغا يخدم يخدم)، علما بأن بعض أعوان السلطة السابقين كانوا متورطين إلى حد ما مع العديد من هؤلاء الباعة ، من خلال غض الطرف عن مخالفتهم للقوانين ، مما جعل الفوضى تعم مختلف شوارع و أزقة درب السلطان! وفي الإطار ذاته ، طالب سكان الزنقة 40 لدرب بوشنتوف، المجاورة مساكنهم للمتنفس الوحيد لهم و لأبنائهم ، وهو ساحة بوشنتوف، المسؤولين بالسلطة المحلية برد الاعتبار لحديقة بوشنتوف ، و على الخصوص إنهاء معضلة وقوف سيارات الأجرة الكبيرة على المستوى الثاني و الثالث بالشارع، مما يتسبب في فوضى عارمة بشارع الفداء و عرقلة المرور للراجلين و الدراجات و السيارات، ناهيك عن الضجيج و الصياح الذي يصدر عن «الكورتية» ابتداء من فجر كل يوم إلى ساعات متأخرة منه، دون الحديث عما يصدر من بعض السائقين من سباب و قذف يزيد من التضييق على الساكنة التي تتطلع إلى أخذ معاناتها هذه ، من قبل الجهات المعنية ، بالجدية اللازمة حتى تستعيد شيئا من الهدوء الذي افتقدته منذ سنوات.