كشفت مصادر مطلعة ل »لاتحاد الاشتراكي« أن الموانىء المغربية تعرف حالياً ازدحاماً شديداً، حيث تنتظر بها أزيد من 27 باخرة محملة بالقمح الطري، 13 منها متوقفة قبالة ميناء الدارالبيضاء وحده. وأكدت مصادرنا أن هذا الازدحام يؤدي إلى بطء شديد في عمليات التفريغ ما ينجم عنه تكاليف باهظة بالنسبة لمستوردي القمح الطري. مصادر من داخل الجامعة الوطنية للمطاحن أكدت لنا في هذا السياق، أن سبب ازدحام البواخر قبالة موانىء المملكة، يرجع إلى انتهاء فترة الإعفاء من الرسوم الجمركية المتعلقة باستيراد القمح الطري، والتي انتهت في 30 أبريل الماضي، لحماية المنتوج الوطني من القمح. غير أن البواخر التي جاءت محملة في آخر لحظة بالقمح الطري وجدت صعوبة في التخلص من حمولاتها. وللتحقق من هذا الإشكال، اتصلنا بالمدير الجهوي لميناء الدارالبيضاء عبد السلام زريوح الذي أكد لنا بالفعل، أن هناك ازدحاماً قبالة ميناء العاصمة الاقتصادية من طرف بواخر القمح. وعزا زريوح السبب وراء هذا الازدحام إلى حالة »البلوكاج« التي تعرفها القدرة التخزينية لسيلونات القمح بالميناء، والتي وصلت إلى أقصى طاقتها الاستيعابية، علماً بأن هذه السيلونات لديها طاقة تخزينية تصل إلى 67.000 طن (سبعة وستون ألف طن) مملوءة عن آخرها، وذلك لكون المطاحن بدورها ليست لديها قدرات تخزينية كافية، ما جعل البواخر العالقة بالميناء تجد صعوبة في تصريف شحنتها. ويتم تفريغ القمح في ميناء الدارالبيضاء عبر وسيلتين: إما السيلونات التي لديها قدرة كبيرة على التفريغ، في حالة ما إذا كانت قادرة على الاستيعاب، تصل إلى 1800 طن في الساعة، وهو معدل يكفي لتفريغ حمولة باخرة قمح بأكملها في أقل من 24 ساعة. غير أنه في انعدام القدرة التخزينية للسيلونات لم يعد بإمكان البواخر سوى اعتماد الرصيفين المخصصين لتفريغ القمح (الوسيلة الثانية)، واللذين يعرفان بدورهما وتيرة تفريغ لا تتعدى ألفي طن لكل رصيف في اليوم. وحتى بالنسبة لهذين الرصيفين، فإن المشكل يُطرَح على مستوى تحميل الشحنة المُفرَّغة بواسطة الشاحنات التي لا يتعدى عددها بميناء الدارالبيضاء ألف شاحنة، هذه الأخيرة تجد بدورها صعوبة في الاشتغال 24 على 24 ساعة بسبب توقف المطاحن عن الاستقبال ليلاً.