توصل مكتب الجريدة ، قبل أيام، بشكاية وضعها أحد الفاعلين الجمعويين مرفوقة بصور مرعبة تدمي القلب، إحداها تظهر أحد الأطفال النزلاء المتخلى عنهم بدارالايتام باب الخوخة بفاس متأثرا بآثار كي وحروق من الدرجة الثالثة في مناطق حساسة من جسمه، تقول مصادرنا، إنها جراء كي بالمكواة من طرف احد المستخدمين بالخيرية، وإذا ما صح المتداول فإن الامر يستدعي فتح تحقيق عاجل من طرف الجهات الوصية على المؤسسة. هذا السلوك اللاتربوي واللانساني يأتي ، حسب ذات المصدر، عقابا للنزيل المتخلى عنه جراء طيشه أو ما قد يكون اقترفه من براءة لا ذنب له فيها، هذه الحادثة المأساوية تطرح أكثر من علامة استفهام حول نظام وعمل هذه المؤسسة الخيرية التابعة للدولة وفيما إذا كانت تتوفر على جهاز مراقبة أو تتبع . كما تفرض البحث عن عن سبل للارتقاء بخدماتها وتأهيلها بالموارد البشرية الكفأة وكذا متابعة وتفعيل المساطر القانونية في حال الإخلال بالواجب، سيما وأن أحداثا خطيرة قد تقع من غير أن يعرف عنها الرأي العام شيئا ، وتأخذ الأحداث منحى خطيرا حين نعلم أن حروقا من الدرجة الثالثة كانت بسبب العقاب أو غيره ، لم تتم معالجتها من قبل المصالح الطبية باعتبارها حالة إنسانية تستوجب العلاج، بل يقتصر الأمر في مثل هذه الحالات وغيرها بالتستر أو على بعض العلاجات التقليدية كالتضميد البارد أو طلاء معجون الأسنان على الحروق في أحسن الحالات. هذا الحادث المأساوي بهذه المؤسسة الإنسانية التي تستنزف المال العام وتستجدى ملايين المحسنين بالإضافة إلى الهبات الملكية، يطرح أكثر من سؤال حول واقع الخيريات ، وحول منهجية تدبيرها وتأهيل أطرها حتى تقوم بالمهام المطلوبة منها؟ للإشارة فإنه وبهدف تحسين الأوضاع الاجتماعية وإيجاد الحلول لبعض القضايا المطروحة لشغيلة الخيرية الإسلامية، دارالايتام بفاس، سبق للمكتب النقابي لمستخدمي هذه المؤسسة المنضوي تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، أن تقدم بلائحة مطالب إلى مكتب الجمعية، وعلى إثرها تم عقد عدة لقاءات تفاوضية تم التوصل إلى النتائج التالية: استفادة فئة من المستخدمين من حق الحد الأدنى للأجر والذين كانوا لا يستفيدون منه، تطبيق القانون في ما يتعلق بالتصريحات في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بما يجعل جميع المستخدمين يستفيدون من التعويضات العائلية، ملاءمة أجرة الحارس العام والمسؤول المالي مع المعايير المطلوبة. وبعد تثمين هذه المكتسبات طالب المكتب النقابي شغيلة الخيرية الإسلامية بالمزيد من الجهد والعطاء والتضحية لصالح هذه المؤسسة، اعتبارا لطابعها الاجتماعي.إلا أن الأخبار التي يتداولها الرأي العام حول بعض الممارسات السلبية لبعض العناصر المحسوبة على الدار قد تجهز على هذه المكتسبات بل وتعطل القيم والثوابت الاجتماعية والإنسانية التي أنشئت من اجلها المؤسسة المعروفة باسم «كرواوة» حيث بات السؤال المطروح اليوم هو «دار الأيتام» المتواجدة بباب الخوخة هل هي مؤسسة تربوية ذات طابع اجتماعي تكافلي أم معتقل ؟