هل هي عمالة مقاطعات عين الشق، أم عمالة مقاطعات الحي الحسني، أو يتعلق الأمر بولاية الدارالبيضاء الكبرى؟ وإن لم يكن مسؤولوها هم أصحاب القرار أو أحدهم، فهل للتعاون الوطني دخل في ذلك، أم أن الفكرة جاءت من وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن؟ أم أن جهات عليا كما قيل هي التي اتخذت قرار الترحيل؟ كيفما كان الأمر ومهما تكن الجهة التي اتخذت قرار تغيير وجهة 137 نزيلا من النزلاء الصغار للخيرية الاسلامية عين الشق، 92 منهم يدرسون بالمستوى الابتدائي و 47 يتابعون دراستهم بالإعدادي، صوب مؤسسة الرعاية الاجتماعية بمنطقة سيدي الخدير بمقاطعة الحي الحسني، وبغض النظر عن التعاليق/ التحليلات التي رافقت عملية الترحيل، والتي وصلت حد اعتصام بعض النزلاء الكبار أمام بوابة الخيرية بعين الشق، احتجاجاً على الأمر برمته، وتبرير ذلك باعتماد «نظرية المؤامرة». وبعيداً عن كل الخلفيات التي قد يعتبرها البعض جوهرية وأساسية، ويجدها البعض ثانوية/ هامشية، بينما البعض الآخر يؤكد أن لا محل لها من الإعراب، وأنها إرهاصات/ تخوفات غير مشروعة جملة وتفصيلا، فقد صفقنا للقرار ونوهنا به من زاوية اعتبرناها ومازلنا أساسية، ألا وهي إنقاذ النزلاء الصغار من مخالب سيناريوهات شائنة رائحة فسادها أزكمت الأنوف ولم تعد مقتصرة على جدران الخيرية أو حبيسة محاضر الشرطة التي أنجزت في الموضوع، بل أصبح الجميع على علم بتفاصيلها، وعليه كان لزاما تحصين هؤلاء النزلاء من أي تأثير مادي أو معنوي، مباشر أو غير مباشر وتوفير الظروف الملائمة لمتابعة نفسية، بيداغوجية وتربوية وفق المعايير الحديثة، وأن يتم الاستمرار في الحفاظ/ تأمين شروط التحصيل الدراسي المناسب من أجل مستقبل أفضل بالنسبة لهم. رحلة الفراق/ المغادرة كانت بتاريخ الخميس 24 شتنبر، انتظرت بعدها «الاتحاد الاشتراكي» بضعة أسابيع لتنتقل بدورها إلى مؤسسة الرعاية الاجتماعية للحي الحسني لاستطلاع أحوال النزلاء الصغار ومعرفة مدى اندماجهم في الأجواء الجديدة، وأخذ فكرة حول الطاقم الاداري والتربوي الذي «يتكفل» بهم و «يتعهد» برعايتهم وخدمتهم وفق الضوابط القانونية والادارية ومن خلال القيم الإنسانية. الدار القديمة و.. الجديدة تنتصب مؤسسة الرعاية الاجتماعية للحي الحسني على مساحة تقدر ب 1400 متر مربع ، بمنطقة سيدي الخدير على مقربة من مسجد الرجاء، تتكون من طابق أرضي وآخر علوي، شُرع في بنائها سنة 2006 وتم إتمامها سنة 2008 ، ولم ينطلق العمل بها إلا خلال شهر شتنبر من السنة الجارية بعد استقبالها لنزلاء خيرية عين الشق الصغار، انسجاماً والهدف الذي لأجله تم تشييدها بميزانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمتمثل في محاربة الهشاشة والتكفل بالأطفال في وضعية صعبة والأطفال المهملين. الوسط/ البيئة الذي توجد به المؤسسة شبيه إلى حد كبير بالدار «القديمة» ، فالحي شعبي بامتياز، شأنه في ذلك، شأن الفضاء السابق بعين الشق، بنفس الاكسسوارات المؤثثة للمشهد المشكلة من الباعة الجائلين وبعض المنحرفين هنا وهناك وغيرها من النقط السوداء... التي تخفي أية مسحة جمالية يمكن أن تتوفر عليها المؤسسة التي «خبا» بريقها وافتقدت معالم حداثتها في ظرف زمني وجيز لم تخفها قطع السيراميك التي تم تزيين الجدران بها، إذ أن لمعان الطابق الأرضي الذي يحتضن الادارة، مقر النادي، مكتب المساعدة الاجتماعية، قاعة الأكل والمطبخ والمخزن، لم يفلح في مواراة وإخفاء تشوهات الطابق الأول الذي يرفل في «الأوساخ» التي تتقاسمها عدد من غرف النوم والمرافق الصحية من مراحيض و «دوشات» بدون «رشاشات»! ناد «فتي» لقضية «كبيرة»! «بمجرد أن أصبحت المؤسسة جاهزة «للاشتغال» تم تسليمها لمؤسسة التعاون الوطني الذي عين بها 5 أطر إدارية وتربوية يشكلون «الادارة الادارية والتربوية، المساعدة الاجتماعية، الاقتصاد ومربية»، للعمل إلى جانب النادي الذي تم منحه صلاحية الإشراف على العملية المالية بالمؤسسة وفقا لمقتضيات القانون 14.05، وذلك لمدة محددة في سنة متجددة، يتحدث مدير المؤسسة، والذي يشرف على تعيين وتوظيف المستخدمين في إطار تشاركي وتشاوري». الخوض في السيرة الذاتية لنادي اليونسكو للتواصل الثقافي والاجتماعي الكائن مقره بدار الشباب الحي الحسني، «الجمعية» الشريك التي «فوتت» لها المؤسسة/ الخيرية، بين أنها رغم تأسيسها سنة 1988 وحتى بعد تجديدها سنة 1997 وتغيير اسمها القديم، فإنها تعتبر «فتية» لكون أنشطتها لم تخرج عن السياق العادي والمألوف لآلاف الجمعيات من المجتمع المدني التي ينحصر أداؤها في العروض والندوات والأنشطة الترفيهية والإشعاعية أو الخرجات والانخراط في بعض الأنشطة المتمثلة في خلق مراكز للتكوين الحرفي في سياق الأنشطة المدرة للدخل، ولم تمنحها بعض المبادرات الاجتماعية كتوزيع الإعانات ومنح الحقائب المدرسية وتقديم دروس الدعم أو تنظيم القوافل الطبية أية «قيمة مضافة» من أجل تسيير مرفق جديد عليها، فكل الأدوار السابقة التي تقوم بها يمكن لأي كان القيام بها ولا تمنح بالضرورة «كارت بلانش» للإشراف على تسيير خيرية من قبيل دار للأيتام والأطفال المتخلى عنهم أو دار للبنات، ونفس الأمر يسري على دار المسنين، التي يشترط توفر مجموعة من الآليات والشروط لمن يفترض فيهم تحمل هذه المسؤولية، وهو ما ينتفي في النادي/ الجمعية بشهادة رئيسها الذي أقرّ بأن الأطر/ المدربين الذين وظفوا تعوزهم التخصصات في المجال/ الميدان، بحكم أنهم لا يتوفرون إلا على ما هو نظري من خلال ما راكموه من تجارب في المجال الجمعوي، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الكيفية التي تم بها منح هذه الصلاحية للنادي ووفق أية شروط وضمانات، سيما أن حضوره لا يتعدى حدود المساهمة بحوالي 10 أو 15 في المائة، وفق تصريح الرئيس، من مجموع ميزانية التسيير المشتركة بين التعاون الوطني ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تبلغ مليونين و 339 ألفا و 836 درهما، إذ رغم توفر أعضاء النادي/ الجمعية على الإرادة والنوايا الحسنة فرعاية النزلاء الصغار هي أكبر من مجرد فكرة أو نية! خطوات بين قوسين! رئيس النادي «أنور ميلود» شدد على أن دور الجمعية يتمثل بالأساس في التكفل بالأطفال/ النزلاء، من خلال توفير ظروف إيواء جيدة وضمان تغذية منتظمة ومتوازنة ومتابعة وضعهم الصحي، مشيراً إلى أنه بعد استقرارهم بالمؤسسة، أرسلت مندوبية الصحة طاقماً طبياً عمل على فحص جميع النزلاء والاطمئنان على أحوالهم الصحية، وخصصت لهم طبيباً يعمل على زيارتهم صباح كل يوم اثنين وأربعاء، إلى جانب تخصيص قاعة للتمريض يشرف عليها ممرض حاصل على دبلوم في هذا المجال. وفي مجال التمدرس، تم إلحاقهم بالمؤسسات التعليمية التي يمكن الوصول لأبعدها في مدة 7 دقائق، وأضاف الرئيس، بأن النزلاء يستفيدون من نشاط تربوي عشية كل سبت وخرجة يوم الأحد، وتم تسطير برنامج تقويمي يتجسد في المواكبة الاجتماعية من خلال ربط الاتصال بأسرهم وذويهم بهدف ضمان تربية نفسية متوازنة عبر تقريب الصلة بين النزيل وذويه وإجراء صلح بين بعضهم، مع إلزام الأسر بمصاحبة أبنائها نهاية كل أسبوع أو على أقصى تقدير عند كل 15 يوماً. وفي سياق المجهودات المبذولة لفائدة النزلاء، واصل الرئيس تأكيده على تكفل النادي بمصاريف تسجيل النزلاء بالمؤسسات، إسوة بباقي التلاميذ من أبناء المنطقة حتى لا يحسوا بأي فرق تجاه الآخرين، وتوفير الحقائب المدرسية لهم بكافة مستلزماتها مع منحهم الملابس المناسبة، التي في انتظار إعداد «بيت الصابون» يتم توجيهها نحو مصبنة خاصة حتى يظل المظهر الخارجي للنزلاء مناسباً، مع نهج نظام تتبع صارم لمراقبة الغياب عبر دفتر/كتاب للتواصل الفردي لكل واحد منهم. وأضاف بأن عدد النزلاء تقلص إلى 132، إذ تم التكفل باثنين، في حين استردت أم ابنها للعيش معها، مع استبعاد نزيل بناء على قرار من المجلس لسلوكاته السيئة. ولم يفت مخاطبنا التطرق الى إدماج 6 نزلاء بالمستوى الابتدائي بإحدى المدارس الخاصة وآخر بالإعدادي بمؤسسة أخرى وأطلعنا على مراسلة تتحدث عن قرب تسلم شحنة من الألبسة تبلغ 6 أطنان كهبة من إدارة الجمارك. مشاكل وإكراهات... اتفق رئيس النادي ومدير المؤسسة على المشاكل التي اعترضت المؤسسة منذ حلول النزلاء الصغار بها، والمتمثلة في ضعف المستوى التعليمي لهم خصوصاً في مادتي الفرنسية والرياضيات، وهو «ما تبين من خلال نتائج تشخيص المستوى الدراسي الحقيقي لهم عوض الاكتفاء بالنتائج الدراسية»، وأضافا بأن المؤسسة ورثت حمولة من السلوكات اللاتربوية لعدد من النزلاء المتجسدة في عدم الانتباه بالقسم، التحرش بالأصدقاء، الشغب، العبث بممتلكات المؤسسات.. وهي صعوبات اعترضت الطاقم التعليمي بالمؤسسات التعليمية، وذلك راجع لشحنهم من طرف بعض النزلاء الكبار، وحتى من بعض الموظفين بالخيرية الذين هم من نزلائها السابقين، وهو «ما يدفعهم إلى القيام بأعمال التخريب واستفزازنا لكي نستسلم، إذ حاولوا ولايزالون فرض نظامهم الخاص»! وأشار رئيس النادي إلى أنهم تفاجأوا بطريقة أكل وشرب النزلاء خلال الأيام الأولى «التي اعتبرناها شكلا من أشكال الشغب والتمرد، وفسرناها أحيانا بحالة من الحرمان والخصاص، وهو ما دفعنا إلى تنويع الأكل وتوفيره بشكل كبير والذي لم تتجاوز كلفته يومياً 19 درهماً للفرد الواحد خلال كل الوجبات، وهو ما مكننا من أن نعاين تغيراً في سلوكهم أثناء الأكل الذي شرع في الانتظام»! من جهة أخرى، تطرق المدير إلى بعض الأمراض التي اعتبرها بدورها إرثاً، والمتمثلة في ممارسات شاذة منها ما تم ضبطه، ومنها ما لايزال في حدود الهمهمات، وهو ما حتم نهج مسطرة خاصة في عملية الترخيص بمنح النزلاء الصغار لبعض الأفراد/ الأسر خلال العطل والأعياد. المساعدة الاجتماعية بدورها دلفت الغرفة/ المكتب الذي كنا نجتمع فيه على حين غرة لتبسط أمامنا دفتراً مليئاً بالصور والرسوم المجسدة لقلوب منكسرة صارخة «واش هذا باغي يقرا»؟، قبل أن تفاجئنا برسم على لوحة «نستحيي عن وصفه»، والذي يعبر عن بعض المكبوتات الدفينة المرتبطة على الخصوص بفترة المراهقة! وهما الاجراءان/الفعلان اللذان حاولت المساعدة من خلالهما نقل صورة معينة عن بعض هؤلاء النزلاء أو أجمعهم، وأضافت أنها لما استدعت والدة المعني بالأمر وعند امتثالها/ حضورها، أجابتها «احنا كنا مْهَنِّينْ ما عمرنا ما جينا للخيرية ولا استدعونا، إيلا دار شي حاجة ضربوه كيف ما كان كيضربوه الآخرين»!؟ مشددة على أن عدداً من النزلاء يتسمون بعدم الاتزان والانضباط وانعدام الثقة في النفس وبالعنف تجاه الآخرين الذي طال أطر المؤسسة خلال الأيام الأولى! مشاكل/ صعوبات أكد الطاقم الاداري والتربوي استعداده/ تجنده لمواجهتها ومحاولة تذويبها ولهذه الغاية تم توظيف 12 مؤطر/ مدرباً، كل واحد منهم يشرف على 12 نزيلا بشكل متقدم عما يشترطه القانون 14.05 الذي ينص على مربي لكل 25 مستفيداً، في حين تحتضن غرف النوم ما بين 10 و 32 نزيلا لكون الطاقة الاستيعابية للمؤسسة لا تتعدى 100 شخص، وذلك في أفق توسيع المرفق عبر إضافة طابق ثان، مع توظيف 6 عمال بالمطبخ، 4 للنظافة، 3 للأمن الخاص، وسائق في انتظار التوفر على وسيلة نقل مع كاتبة وممرض. بؤس الصغار! أَسِرَّةٌ تصطف الواحد بجانب الآخر أفقياً وعمودياً، على مقربة منها دواليب، بعضها سليم والبعض الآخر مكسور وتعرض للتلف، في حين لم تخل النوافذ من بعض التشوهات مردها غياب الزجاج عن بعضها الى جانب غياب مصابيح، كُسرت أو أتلفت أو اقتلعت، لكن لم تُعوض ولم يتم إصلاحها، وعند مدخل الغرفة، تغيب سلة المهملات ولا تعوضها سوى علب كارطونية، بينما علامات الأوساخ منتشرة في عدد من أرجاء الطابق الثاني، الذي تشترك غرفه في الملاحظات السالف ذكرها! نفس الإطلالة يتقاسمها النزلاء، التردد والخوف واصطناع ابتسامة صفراء لمحاولة إخفاء حزن، فخانتها الأعين الذابلة، ثياب بعيدة عن اللباس/ الزي/ الرداء قريبة جداً من الأسمال، ممزقة بعضها على ظهر مرتاديها و «صنادل» بلاستيكية يكسوها نفس الغبار الذي يكسو وجوه أصحابها، ومع ذلك، ارتأى معظم هؤلاء النزلاء، إلا أن يؤكد بأن الأمور على ما يرام ويجيبون عن أسئلتنا بمقولة «العام زين» خوفاً من عقاب هم في غنى عنه، فبؤسهم لا يحتاج إلى مضاعفة، وهو ما دفعنا الى الاختلاء بعدد منهم بعيداً عن أعين ورقابة مسؤولي المؤسسة لنقف على حقائق مُرَّة وصادمة سردتها ألسن بعض الصغار واليافعين تعبر عن معاناة يومية وإحساس بالغبن نظير «استماتة بعض المسؤولين في محاولة تشويه صورتهم ونعتهم بالشياطين أو شيطنتهم لغاية في نفس يعقوب»! ففي الوقت الذي تنادي فيه وزارة الصحة بضرورة غسل الأيدي بالصابون مراراً وتكراراً لتفادي الإصابة بأنفلونزا الخنازير، أكد عدد من النزلاء أنهم باتوا يشتاقون للصابون ولرائحته التي افتقدوها، فهم لا يتوفرون على الصابون ولا على «الشامبوان» ولا على معجون الأسنان، ويضطرون إلى تدبر دلاء بالقمامة للاستحمام بها لافتقاد الدوش «للرشاشات»، وبأن معظمهم تدبر ملابسه بطريقة أو أخرى، وعندما تتسخ فهي تمكث دون تصبين لمدة طويلة، وأبدى البعض الآخر سخطه للمعاملة القاسية التي يتعرضون لها عبر سبهم/ شتمهم وضربهم، وعدم تدخل الادارة لإصلاح الزجاج المكسور الذي تسبب لبعضهم في أمراض دون أن يحرك أحد ساكناً، مع افتقادهم لمرافق/ فضاءات للعب والترفيه، وانعدام خزانة للكتب بالمؤسسة وقاعة للمعلوميات... في السياق ذاته أكد أحد النزلاء الذي يعاني إعاقة، استمراره الاستعانة بعكازين قصيرين يخلقان له الأذى والضرر لعدم توفره على بديل، مشيرا إلى الصعوبة التي يتكبدها لقطع مسافة الطريق للوصول إلى المؤسسة التعليمية. وحدها التغذية كان هناك شبه إجماع على جودتها! حقائق أخرى! التشخيص الذي تم تقديمه لنا حملنا بشأنه تساؤلات عديدة، استفسرنا عنها مصادر متعددة من داخل الخيرية الاسلامية لعين الشق/ جمعية نور للرعاية الاجتماعية، عبرت بأجمعها عن اندهاشها واستغرابها لتصريحات رئيس نادي الإيسيسكو ، وأجمعت مصادرنا على عدم علمها باتخاذ قرار ترحيل النزلاء الصغار، سواء تعلق الأمر بالمستوى الابتدائي والإعدادي الذين وجهوا إلى الحي الحسني أو الثانوي الذين تم توجيههم نحو سيدي عثمان خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، وذلك دون إشراكها في الموضوع، إلا أن ذلك لم يمنع من مباركتها له لأبعاده الإيجابية على المستوى النفسي، التربوي والبيداغوجي للنزلاء الصغار، رأفة بهم من مجموعة من السلوكات الشائنة التي يمكن أن تضر بهم، وأضافت بأن الجمعية واصلت دعمها لهم لأهداف إنسانية نبيلة محضة بمقر إيوائهم الجديد من خلال تحمل مصاريف تسجيلهم بالمؤسسات التعليمية وتوفير الحقائب المدرسية لهم بكافة مستلزماتها من أدوات ومقررات دراسية وغيرها، كاملة غير ناقصة لكافة المستويات، إضافة الى الملابس المختلفة والأحذية والملابس التقليدية، «وعند اتساخها نتكفل بتصبينها بالخيرية»، مع توفير معجون الأسنان والشامبوان بكميات كبيرة وكذا المعدات والمستلزمات من آليات خاصة بالفريق النحاسي لاستمرار تكوين الفرق المشكلة من صغار العازفين بكل من المستوى الابتدائي والإعدادي، كما تم وضع رهن إشارة المؤسسة الجديدة 7 أطر تربوية وأستاذين للموسيقى وسائق مع حافلة، وذلك لاستمرار ضمان خدمات في المستوى الجيد الذي من شأنه الرقي بمستوى النزلاء والإجابة عن حاجياتهم «وكلها أمور موثقة، وهناك دلائل على صدقيتها»، زيادة على إرسال 12 حاسوباً للمؤسسة تم رفض تسلمها، علما بأن النزلاء بأجمعهم تم فتح حساب بريدي خاص بكل واحد منهم، ضماناً للشفافية في التعامل المالي كي توضع المساعدات المادية مباشرة في أرصدتهم من طرف المحسنين. ذات المصادر أكدت على التحفيزات التي اتخذتها الادارة، والتي كان لها بالغ الأثر في الرفع من نسبة النجاح خلال الموسم الدراسي الفارط، وهو ما يؤثر على تحسن مستواهم، إضافة الى دعمهم دراسياً وتتبعهم، مؤكدين على أن النتائج المحصل عليها تمنحها لهم المؤسسات التعليمية، وأن ما يُتداول الآن هو طعن في مصداقية هذه المؤسسات وأطرها ومجالس تدبيرها! مشكل آخر أبرزه انتقال النزلاء الصغار وهو انتقال عدد من الموظفين/ المستخدمين بالخيرية من مرحلة العمل إلى العطالة وهم الذين تم الرفع من عددهم بعدما كان ضئيلا، انسجاماً ومقتضيات القانون 14.05، إلا أن هذا العدد المشكل من حوالي 105 من العمال / المستخدمين بات مهدداً بالحرمان من الأجرة الشهرية، وهو ما سينعكس بالسلب على 105 أسرة ستتسبب لها في أزمة اجتماعية لم يعرها المسؤولون أدنى اهتمام! «فئران» للتجارب!؟ وضعية النزلاء الصغار التي انتظر جميع المتفائلين والغيورين أن تتحسن وأن يتمتعوا ب «حصانة» تقيهم من العادات السلبية والسيئة الموروثة، وأن تدفع بهم قدماً في طريق النجاح، تطرح أكثر من تساؤل وعلامة استفهام حول مصيرهم الغامض، وهم الذين وجدوا أنفسهم يصبحون بمثابة «فئران» يمكن لأي كان أن يجري عليهم تجاربه، دون الإحساس بآدميتهم أو استحضار بُعد وتأثير نتائج هذه الاختبارات عليهم وعلى المجتمع!