تعرض أحد الأطفال من نزلاء مركز للامريم للأطفال المتخلى عنهم بالرباط لحروق خطيرة في كامل جسمه، وهو يرقد حاليا بمستشفى الأطفال تحت العناية المركزة، إثر انصباب الماء الحار عليه بحمام المركز، الذي أدخل إليه «تأديبا» له من قبل منسقة المركز، حسب إفادات أحد العاملين به، رفض الكشف عن هويته. وكان الطفل، الذي يدعى أسامة ويبلغ من العمر ثلاث سنوات، يتأهب لمغادرة المركز في الأيام المقبلة، لكي تتكفل به إحدى الأسر، التي تنتظر إتمام الإجراءات القانونية المتبعة للسماح لها بتبنيه. وحسب نفس المصدر، فإن حالة الطفل أسامة تنضاف إلى حالات أخرى سابقة شهدها نفس المركز، بسبب عدم الرعاية والإهمال وسوء المعاملة وغياب المراقبة، حيث سبق لإحدى النزيلات، لم تتجاوز ربيعها الثالث، أن تعرضت لأربع محاولات للاغتصاب، كما توفي طفل آخر كان مصابا بالربو بسبب تأخر مده بالأدوية. وحاولت «المساء» الاتصال بمنسقة المركز، السيدة أكرمة، لكن الأخيرة رفضت الحديث في البداية عن الموضوع، قبل أن تطلب توجيه مراسلة رسمية إلى الرئيسة المنتدبة للمركز بولاية الرباطسلا، ولم تترد في أن تطلب هوية الجهة التي كشفت خبر الطفل أسامة، الذي أنكرته في البداية قبل أن تعود لتؤكد أن الأمر لا يتعلق بتأديب تحول إلى كارثة إنسانية، كما أنكرت أن تكون أي طفلة من نزيلات المركز قد تعرضت لمحاولات اغتصاب. وتوصلت «المساء»، في السياق نفسه، برسالة من جمعية العائلات الكفيلة، التي تقدمت بطلبات للتكفل بأطفال متخلى عنهم من المركز، موجهة إلى الأميرة للامريم، رئيسة العصبة الوطنية لحقوق الطفل، التي يتبع لها المركز، تشتكي فيها تلك العائلات من تعقيدات مسطرة التبني الجديدة ومن معاملة الرئيسة المنتدبة. وقالت الرسالة إن مسطرة التبني أصبحت تتطلب انتظار ثلاثة أشهر كاملة قبل إعطاء محكمة الأسرة «حكم الإهمال» الذي يثبت أن الطفل في وضعية المتخلى عنه، وبعد ذلك يتم انتظار مدة طويلة للحصول، من الرئيسة المنتدبة بالمركز على الوثائق المطلوبة. وأشارت الرسالة إلى أن هذه الأخيرة لا تقوم بتفقد المركز للتأكد من أوضاع النزلاء الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، وتلبية احتياجاتهم»إلا عندما يقوم الأجانب بزيارته». وحسب نفس الرسالة، فإن المسطرة المتعلقة بالتبني تصبح أكثر تعقيدا في حالة النزيلات الإناث، حيث يصبح من الصعب على أسرة مغربية الحصول على طفلة لتبنيها إلا بعد مضي ثلاث سنوات أو أكثر، وتشير الرسالة بالمقابل إلى أن الرئيسة المنتدبة للمركز لا تجد مشكلة في تيسير الأمر على الأجانب، مثل السويسريين والإسبان، على حساب العائلات المغربية التي تتقدم بطلبات لتبني الفتيات، حيث أصبح المركز عبارة عن قسمين، قسم للأغنياء وهم الأجانب الذين يزورون المركز لتقديم طلباتهم أو زيارة أطفالهم المكفولين، مرفوقين بمحامية، حيث تستقبلهم الرئيسة المنتدبة في باب مكتبها بحفاوة، وقسم ثان للفقراء وهم المغاربة، بتعبير الرسالة، يتم سد الباب في وجوههم وصرفهم إلى القسم الاجتماعي بالمركز ومنعهم من مقابلة المسؤولة به. وكشفت الرسالة عن بعض الحوادث التي تقع داخل المركز بسبب الإهمال وغياب المراقبة، حيث ذكرت أن أحد الأطفال تعرض لكسر في ذراعه وآخر لكسر في رجله، كما أصيب طفل ثالث في 18 يوليوز الماضي في رأسه بعد سقوطه، لكن المسؤول الإداري رفض نقله إلى المستشفى متذرعا بعدم وجود أي سيارة، في الوقت الذي يتوفر فيه المركز على أربع سيارات، إضافة إلى سيارة إسعاف. كما كشفت الرسالة أن الأطفال يحرمون من الأدوية في حالة إصابتهم ببعض الأمراض.