أقدم أخيراً عامل إقليم اشتوكة أيت باها على تجميد نشاط جمعية فضاء المرأة والطفل ببيوكرى بعمالة اشتوكة أيت باها بسبب الأوضاع المأساوية التي يعيشها مركز فضاء الطفولة المتخلى عنها التابع للجمعية، وقد قدم المسؤول المحلي طلباً لمدير المستشفى الإقليمي لاستقبال الأطفال لكنه رفض. وعلمت التجديد من مصدر مقرب أن رئيسة الجمعية استقالت قبل مدة (هي وأمينة المال) بعدما تفشى خبر واقع المركز لدى الرأي العام المحلي، ثم فتحت مركزاً آخر بأحد الدواوير التابعة للإقليم، وأخذت إليه أطفالا من المركز السابق، مع بعض محتوياته من تجهيزات وأفرشة، وهو ما دفع ببعض المواطنين إلى إيداع طلب لدى الجهاز القضائي لفتح تحقيق في مدى توفر المركز الجديد على شروط إيواء الأطفال، وفي انتظار فتح التحقيق يتم الإعداد حالياً لعقد جمع عام استثاني لاختيار مكتب جديد للجمعية. ويعاني مركز فضاء الطفولة المتخلى عنها، والذي يعد أحد المراكز التي تستقبل هذه الشريحة بالمنطقة، من غياب أدنى الشروط والتجهيزات والحاجيات الأساسية والضرورية للطفل من جهة، وانعدام تسيير إداري مضبوط وتدبير مالي شفاف لهذه المؤسسة من جهة ثانية، وذلك رغم الدعم الذي تتلقاه نقداً كان أو عينا من مواد غذائية وصحية من جميع الجهات داخلياً وخارجياً دون معرفة مصيرها ومآلها. والمركز عبارة عن منزل بسيط تنعدم فيه شروط الحياة البسيطة من تهوية ومرافق صحية مناسبة وتجهيزات ضرورية، اكترته عمالة اشتوكة أيت باها في ولاية العامل السابق وفوتته لجمعية فضاء المرأة والطفل في شخص رئيستها، ويجهل كل شيء عن عدد نزلائه من الأطفال المتخلى عنهم ولا عن مآلهم أو عددهم بحكم الغموض المطبق الذي يكتنف هذا المركز، وهو الغموض الذي تجلت بعض ملامحه أخيراً حين أقدم أحد المغاربة المقيمين بالخارج على تقديم طلب لرئيسة المركز للتكفل بطفل وطفلة فوافقت على ذلك في بداية الأمر. وبعد قيامه بكل الإجراءات الإدارية والقانونية جاء لتسلمهما، لكنه فوجىء بأن الطفلة التي طلبها ليست هي التي قدمت له أول مرة، وعندما استفسر رئيسة المركز عن ذلك أكدت له أنها هي نفسها التي اختارها في بداية الأمر، ولما أصر على معرفة الحقيقة اعترفت له بأنها توفيت، وهو ما يثير تساؤلات حول حيثيات وفاتها بالنظر إلى غياب أي أثر أو وثيقة تثبت فرضية الوفاة، مما جعل صاحب القضية (المغربي المقيم في الخارج) يعتقد بفرضية المتاجرة بالأطفال. من جهة أخرى، شهد المركز حالات وفيات لدى الأطفال نتيجة سوء التغذية وانتشار الأمراض في صفوفهم، يعكس ذلك بجلاء حالتهم الصحية المتدهورة التي تنطبق عليها أعراض المصابين بالمجاعة من انتفاخ البطن وتساقط الشعر والجفاف وأمراض جلدية حادة نتيجة غياب النظافة، وهذا ما يستدعي عرضهم باستعجال على طبيب خاص قبل أن يستفحل الأمر. ورغم أن أحد المتطوعين وهو المغربي المقيم بالخارج المتحدث عنه سلفاً طلب من رئيسة المركز أن يتكفل بمصاريف عرضهم على طبيب خاص وبالمصاريف العلاجية، ،لكنها رفضت لأسباب غامضة، ومما تجدر الإشارة إليه أن مجموعة من الجمعيات المهتمة بشأن الطفولة وجهت شكايات إلى السلطات الوصية تندد فيها بالأوضاع الماساوية التي يعيشها أطفال المركز.