هذه الصورة ليست لرضيع تحتفل عائلته بقدومه وتعمد إلى نشر صورته في الجريدة، بل هي صورة من بين صور أخرى التقطها أحد المصورين لرضيع تركته أم عازبة يواجه المجهول في أرض خلاء بمنطقة قروية بضواحي المدينة التي تلقب ب»عاصمة الريف»، قبل أن تمتد إليه أيادي عابري سبيل بالصدفة من هذا الخلاء ويرحل من قبل عناصر الدرك إلى المستشفى الإقليمي. وعمدت أم هذا الرضيع إلى وضعه بعناية داخل «غطاية»، ووفرت له «الشروط» المواتية كي لا يفارق الحياة بسهولة قبل أن ينتبه إليه أحد المارة بالصدفة. الرضيع، وهو حديث عهد بالولادة، الذي وضع في الجناح الخاص بالأطفال المتخلى عنهم في المستشفى الحسني والذي انضاف كرقم إلى لائحة هذه الشريحة التي تنامت بسبب بروز ظاهرة ما يعرف ب»العلاقات خارج إطار الزواج»، تم العثور عليه، زوال يوم السبت الماضي، بمنطقة تاغزوت التابعة لجماعة إحدادن. وخلق خبر العثور عليه ضجة في هذه الضاحية، فيما أصيب بعض السكان بالصدمة، وهم الذين يعتبرون أن منطقتهم التي تقدم على أنها من المناطق أكثر محافظة في المغرب، ستشهد بروز مثل هذه الظواهر. وتدخل رجال الدرك، بعد ساعتين من العثور على الرضيع، لنقله إلى سرية الدرك ببلدة زغنغان، وهو في صحة جيدة، قبل أن يتلقوا تعليمات من وكيل الملك تدعوهم إلى وضعه في المستشفى الإقليمي بالناظور. وتشير إحصائيات سابقة لقطاع التخطيط بالمغرب إلى أن عدد الأطفال المتخلى عنهم يقترب من 30 ألف طفل، وأغلبهم ولدوا من «أمهات عازبات»، يفضل بعضهن، في المدن الكبرى، وضعهن «رهن إشارة» جمعيات ومؤسسات خيرية، قبل الانصراف بحثا عن تكوين أسرة، فيما يفضل البعض الآخر منهن في العالم القروي التخلي عنهم في الخلاء، قبل أن ينتبه بعض عابري السبيل إليهم، وهم إما في حالة وفاة أو في حالة احتضار. وسجلت حالات أطفال متخلى عنهم تم رميهم في قمامات أزبال.