انضاف حادث آخر إلى سلسلة الحوادث التي باتت تعيشها بلادنا عموما والعاصمة الاقتصادية، خصوصا خلال الأيام القليلة الأخيرة المتمثلة في ممارسة اعتداءات تستهدف براءة الأطفال، البعض منها جسدي والبعض الآخر جنسي، والتي لم تستطع أحكام القضاء أو الحملات التحسيسية الحد منها، حيث تعرض الطفل «مهدي.ر» الذي يبلغ من العمر تسع سنوات للكي بأنحاء مختلفة من جسمه على امتداد الذراعين وطالت حتى أسفل ذقنه؟ الواقعة تم اكتشافها بعد تلقي قاعة المواصلات بأمن الفداء مرس السلطان بعد ظهر يوم الثلاثاء لمكالمة هاتفية تفيد بوجود طفل أسمر البشرة يشير ملفه الى أنه من مواليد فاتح يوليوز 2001، وهو من نزلاء خيرية سيدي الخدير التي افتتحت أبوابها، مستضيفة النزلاء الصغار واليافعين القادمين من خيرية عين الشق، رفقة شخص قدم نفسه على أنه ممرض بالخيرية ذاتها، وذلك بمستشفى الملازم بوافي، حيث أفاد الممرض والطفل بأن هذا الأخير تعرض للكي باستعمال قضيب حديدي من طرف سيدة تصطحبه عند نهاية الأسبوع إلى منزلها نتيجة لارتكابه خطأ ما، فربط أمن الفداء الاتصال بأمن الحي الحسني للاختصاص بحكم أن الخيرية المعنية توجد بقطاع الحي الحسني رغم أن الممرض أو إدارة الخيرية وجهت الطفل صوب مستعجلات مستشفى بوافي عوض مستشفى الحسني؟! الكشف على الطفل بين بالفعل أنه يحمل آثار ندوب وحروق على ذراعيه وفي وجهه، والتي اتهم سيدة بالتسبب له فيها كعقاب له، وهي التي لم تعده إلا يوم الثلاثاء، محتفظة به يوم الأحد والاثنين، حيث، وفقا لتصريح المستخدم بالخيرية، فإن المؤسسة لفتت انتباهها آثار الاعتداء على الطفل، فوجهته للمستشفى، حيث سلمه الطبيب شهادة طبية تفيد بفعل الاعتداء الذي تعرض له، قبل أن يتوجها صوب المقر الإقليمي للحي الحسني لاستكمال المسطرة، أخذا بعين الاعتبار أن الطفل سبق وأن تسلم قبل حوالي أربع سنوات شهادة طبية عقب ادعائه أنه تعرض لاعتداء جنسي من الدبر؟! واقعة تطرح أكثر من سؤال حول وضع أبناء خيرية سيدي الخدير الذين سبق وأن خصصنا لبعض تفاصيل يومياتهم المزرية، صفحة كاملة على صفحات «الاتحاد الاشتراكي»، حول ظروف عيشهم، والمشاكل التي تعترضهم والاعتداءات التي تطالهم والتي تتطلب فتح تحقيق نزيه في الموضوع لمعرفة حقيقة المعتدين، وحقيقة الاتهامات التي يوجهها بعضهم لهذا الطرف أو ذاك، كما تطرح تساؤلات حول الكيفية التي يتم بها التصريح لعدد من الأشخاص لاصطحاب نزلاء صغار لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، أو العطلة أو العيد، وهي الخطوة التي تبقى إيجابية والهدف منها تسهيل تفاعل نزلاء الخيرية مع المجتمع وتمكينهم من حياة الدفء الأسري والعائلي مع بعض الأسر، إلا أن الأمر قد يتطور إلى ما لاتحمد عقباه، وقد يؤدي إلى تبعات نفسية عصية على العلاج بعد تعريض بعضهم للتعذيب الجسدي والنفسي أو الاعتداء الجنسي، مما يسهم في خلق مشاكل جمة تؤثر على سهولة اندماجهم في المجتمع. الاعتداء على «مهدي» ،أيا كان مصدره، يتطلب فتح تحقيق في الموضوع ومعاقبة المتورطين في العملية، كما يتعين على السلطات الوصية وإدارة التعاون الوطني، التعامل مع هذه الفئات بشكل أكثر إنسانية، حتى تصبح هذه الفئات أداة رافعة لتنمية البلاد لا العكس من ذلك.