قال منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة، في جلسة يوم أول أمس الثلاثاء لمجلس المستشارين، في رده على سؤال طرحته المستشارة زوبيدة بوعياد حول حالة دور الشباب وضرورة إصلاحها وتطوير خدماتها، أن السياسة اقتحمت دور الشباب، والفرق السياسية حولتها لمقراتها وسخرت جمعيات تنوب عنها. وحمل الأحزاب السياسية مسؤولية الوضع المتردي الذي لحق بدور الشباب. وأضاف الوزير أن أبواب دور الشباب لاتفتح إلا في وجه الشباب التابعين للأحزاب، موضحا: «عندما يرغب شاب في ولوج دار للشباب، يسأل عن انتمائه لإحدى الجمعيات السياسية.. إذا لم يكن له انتماء يمنع من الدخول..». وطالب منصف بلخياط في هذا الإطار الجمعيات المشتغلة بدور الشباب بالانسحاب والتراجع حتى تستعيد الوزارة الوصية سلطتها على دور الشباب، وفي حالة رفضها، أكد الوزير أنه سيختار خلق دور للشباب جديدة لامكان فيها للفرق السياسية، موضحا أنه تم بالفعل الشروع في إحداث فضاءات سوسيو رياضية تقوم مقام دور الشباب! وأضاف أن استراتيجية الوزارة تتجه نحو إحداث 400 دور للشباب «غير محزبة» في غضون سنة 2012! وأكد أن السياسة الجديدة للوزارة تنبني على أساس التعامل مباشرة مع الشباب بدون الحاجة إلى مثل هذه الجمعيات السياسية! وختم حديثه بقراره رفض إجراء أي إصلاح أو ترميم لدور الشباب إذا لم تنسحب الجمعيات منها! في تعقيبها على رد الوزير،اعتبرت المستشارة الاتحادية زوبيدة بوعياد تصريحه كلاما خطيرا، موضحة أن دور الشباب، ومنذ الستينيات والسبعينيات، ظلت دوما تلعب أدوارا مهمة في تأطير الشباب وتربيته على المواطنة وعلى كيفية التعامل مع المجتمع.. وأكدت أن هي نفسها تلك الدور التي كانت وراء خلق النخبة التي تسير البلاد حاليا.. نخبة تعلمت روح الوطنية والتضامن والسياسة أيضا من تلك الدور.. وأكدت بوعياد أنه لامانع من وجود جمعيات لها خلفية سياسية تشتغل في دور الشباب، ويبقى أن الأمر يظل مقبولا ومحمودا شريطة أن يتم ذلك في إطار معقلن وشفاف وفي إطار مشروع حداثي ديمقراطي ومشروع مجتمعي هادف. وأكدت أن الجميع يتفق مع عدم ممارسة السياسة داخل دور الشباب كما يتم العمل في مقرات الأحزاب.. لأن الأساسي هو أن تتعلم الناشئة داخل تلك الدور مفاهيم المواطنة وكيفية التعامل مع المجتمع.. وذكرت بوعياد في هذا السياق، أنها تقدر جمعيات تشتغل بجد وفق أهداف مجتمعية مفيدة، كمحاربة التدخين، مكافحة بعض الأمراض كالسيدا والسرطان، التربية على المواطنة والسلوك المجتمعي القويم.. وأوضحت زوبيدة بوعياد في تصريح للجريدة، صباح أمس الأربعاء، أن تصريح الوزير أثار كل الاستغراب، خاصة عندما أكد أن استراتيجية وزارته تنبني على إحداث فضاءات سوسيو رياضية تقوم مقام دور الشباب. وأوضحت المستشارة بوعياد في تصريحها أن الوزير اقترح عقد لقاء مع الأحزاب السياسية لمناقشة هذا الموضوع، لكنه لم يحدد أي موعد أو أي تاريخ.. معتبرة أن السؤال الذي طرحته حول واقع دور الشباب ودور الوزارة الوصية، سبق طرحه في دورة سابقة حيث كان الصراع على أشده بين بعض الجمعيات والوزارة، ويهم السؤال بالأساس تحديد مفهوم دور دور الشباب ورسم مقاربة جيدة لتشغيلها وانفتاحها على الجمعيات والشباب.