بعد أشهر من تصريح صحافي أكد فيه أنه ليس من المعقول ألا يشاهد المغاربة كأسَ العالم في جنوب إفريقيا، عاد منصف بلخياط، وزير الرياضة والشباب ليقول إن مسؤولي قناة «الجزيرة الرياضية» طالبوا بمبلغ غير معقول مقابل بيع حقوق بث التظاهرة الكروية العالمية للتلفزيون المغربي، وهو المبلغ الذي وصل إلى 15 مليون دولار الذي يجب أن يخصص للرياضة الوطنية. وأشار منصف بلخياط، الذي حل ضيفا على الحلقة الأخيرة من برنامج «حوار»، إلى أنه فاوض مسؤولي قناة «الجزيرة الرياضية»، رفقة وزير الاتصال، خالد الناصري، ورئيس القطب العمومي، فيصل العرايشي، إلا أن الشروط التعجيزية التي وضعها مسؤولو «الجزيرة الرياضية» لم تسمح بالوصول إلى الاتفاق معها. وذكر بلخياط أن الجزيرة اقترحت -حسب ما سبق وأن نشرته «المساء»- 22 مقابلة من أصل 64 تختارها القناة القطرية، وهي مقابلات لمنتخبات من قبيل كوستاريكا، كوريا الشمالية... في السياق ذاته، انتقد بلخياط الازدواجية التي يتم التعامل بها مع دول المغرب العربي من طرف «الكاف»، فمنتخبات المغرب، الجزائر، تونس.. تخوض المسابقات القارية أو الدولية على اعتبار أنها دول إفريقية، لكن بالنسبة إلى النقل التلفزيوني، يتم التعامل معها كدول منتمية إلى الشرق الأوسط، وهذا غير مقبول.. وفي موضوع طلب عروض نقل البطولة الوطنية لكرة القدم، ذكر منصف بلخياط أنه من حق الجامعة إجراء طلب عروض، لأن هذا إجراء معتمَد في جميع الدول الأوربية، إلا أنه أقر -مقابل ذلك- بضرورة حماية المتعهدين في المجال السمعي البصري، لاسيما قناة «الرياضية». وبعدما أقر بما أسماه وظيفة قناة «الرياضية» في المجال السمعي البصري المغربي، أكد منصف بلخياط أن وزارة الشباب والرياضة ووزارة الاتصال ستدافعان عن حق المغاربة في متابعة البطولة الوطنية، في أحسن الظروف، وبطريقة تضمن حقوق الأندية والقنوات الوطنية. من جانبه، خرج وزير الاتصال -الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، عن صمته مؤخرا في ملف نقل كأس العالم، بعدما وصف، يوم الثلاثاء الماضي، عرضَ نقل مباريات كأس العالم لكرة القدم 2010، الذي تقدمت به قناة «الجزيرة الرياضية» ب«غير المبرر» و بأن مبلغه «خيالي». وأوضح الناصري، في رده على سؤال في مجلس المستشارين وأبدى الناصري رفضَه هذا العرضَ، «لعدة اعتبارات منها اقتصار حق البث على ثلث مباريات كأس العالم، إلى جانب كون البائع (الجزيرة) هو الذي يحدد نوعيتها. وأضاف الناصري أن قناة الجزيرة «تعرض علينا المباريات الأقل تشويقا وتستثني المباريات التي تخوضها مثلا الأرجنتين وإسبانيا والبرازيل وفرنسا والجزائر، مما يعني أننا كنا سنقدم خدمة متواضعة». وأكد أن الحكومة بذلت مجهودات كبيرة لتقدم خدمة إعلامية متميزة لنقل مباريات كأس العالم، و«كان عليها أن تتعامل مع قناة «الجزيرة الرياضية»، الطرف الذي اقتنى حقوق البث من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والذي يحتكر حقوق البث في المنطقة العربية». وبين تعنُّت «الجزيرة الرياضية» في تقديم عرض مناسب، حسب معايير مسؤولينا في الإعلام والرياضة، وبين تذرُّع مسؤولي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بعدم تنصيص العقد -البرنامج على نقطة تغطية الأنشطة الرياضية الضخمة، وترديد أن ملف كأس العالم يحتاج إلى إرادة سياسية، وبين تعهُّد وزيري الاتصال والشباب، سابقا، بالعمل على متابعة المغاربة لكأس العالم وحديثهما، مؤخرا، بلغة تبريرية، عن عدم الاتفاق حول نقل كأس العالم، يتطلع المشاهد المغربي إلى من يمنحه الحق في متابعة هذا الحدث الكروي العالمي،.